أعلن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي، عبد الإله بن كيران، الفائز في الانتخابات التشريعية في المغرب، أن العاهل المغربي محمد السادس يستطيع أن يختار من يشاء من مسؤولي الحزب لتسميته رئيساً للوزراء. وأضاف أن حزبه لا يمكن أن يغامر بمبدأ استقرار البلد، وأنه بُني على قاعدة ذهبية هي الحفاظ على الاستقرار والملكية، مع الصرامة في المطالبة بالإصلاحات. وأكد أن مسؤولي الحزب سيكون لهم الموقف الواجب تبنيه، إذا اختار الملك شخصاً آخر غير الأمين العام رئيساً للوزراء.
وأكد بن كيران أن «علاقاتنا مع أوروبا وأميركا لها بعد فلسفي وتاريخي، شئنا ذلك أو لا». وأضاف: «لا يمكن أي حزب أن يغير هذا الاتجاه»، مشدداً من جهة أخرى على أن العرب «إخواننا».
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت فوز حزب العدالة والتنمية بـ 107 من مقاعد البرلمان الـ 395 في الانتخابات التي جرت الجمعة الماضي، ما يعطيه الحق في ترؤس حكومة ائتلافية.
من جهتها، قالت قوى المعارضة الرئيسية، إن الانتخابات البرلمانية أظهرت أن أغلب الناس غير مهتمين بالإصلاحات التي أقرها الملك، وتعهدت المضي قدماً في الاحتجاجات للضغط لإقامة ملكية دستورية ولإنهاء الفساد. وقال فتح الله أرسلان، الشخصية البارزة في جماعة العدل والإحسان المحظورة، إن ربع المغاربة المؤهلين للانتخابات شاركوا فيها، مرجحاً أن يكون السبب وراء ذلك الفساد وضغوط من مسؤولين حكوميين.
وفي ردود الفعل الدولية على فوز الإسلاميين، قلل وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس من أهمية الفوز، مؤكداً أنهم لا يملكون الأغلبية المطلقة، وكانوا في الأصل جزءاً من البرلمان السابق.
وأضاف أن «انتخابات المغرب جرت في شروط جيدة كما في تونس وأعطت نتيجة يجب احترامها». وقال إن العدالة والتنمية «مواقفه معتدلة. لا يمكننا الانطلاق من مبدأ أن كل حزب مرجعه الإسلام يجب أن يدان».
بدورها، هنأت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المغرب على الانتخابات التشريعية، غير أنها حذرت من أن مهمة بناء ديموقراطية ستتطلب المزيد من «العمل الشاق»، مؤكدة أن الحكم على القادة السياسيين لن يصدر فقط بناءً على أقوالهم، بل أيضاً على أفعالهم.
(أ ف ب، رويترز)