تقترب قوات الجيش السوري وحلفائها من السيطرة على نصف مساحة أحياء حلب الشرقية على حساب المجموعات المسلحة، إثر تقدمها من المحور الشرقي المحاذي لطريق المطار، عبر منطقة السكن الشبابي (المعصرانية) غرباً باتجاه أحياء الحلوانية والجزماتي، وجنوباً باتجاه حي كرم الطّراب.
ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر عسكري قوله إن الجيش وحلفاءه سيطروا على «مجموعة من كتل الأبنية، بجبهة 2 كم وعمق 1 كم في أحياء الحلوانية والجزماتي» شرق المدينة، فيما شهدت منطقة كرم الطراب المجاورة اشتباكات عنيفة بين الجيش والجماعات المسلحة.
وبالتوازي مع العمل الميداني، وصلت فرق إزالة الألغام الروسية إلى أحياء المدينة الشرقية التي سيطر عليها الجيش في وقت سابق، وبدأت العمل مع الوحدات على الأرض لنزع الألغام التي كانت المجموعات المسلحة قد زرعتها ضمن الشوارع والمنازل.
سياسياً، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس في روما، خلال مؤتمر صحافي بعد لقاء مع نظيره الإيطالي باولو جينتيلوني، إنّه «أُبلغَت الأمم المتحدة في نيويورك وجنيف عدم وجود أي مشاكل في تسليم المساعدات الإنسانية لأحياء حلب الشرقية». وأضاف وفق ما نقلت وكالة «نوفوستي» الروسية أنه «يجب الاتفاق مع الحكومة السورية حول مرور هذه القوافل التي لم تعد تواجه تهديداً»، موضحاً أنه بينما «تدرس الأمم المتحدة كيف يمكن أن يحصل ذلك... فإنّ روسيا كما تعلمون أرسلت مساعدات إنسانية إضافية إلى حلب الشرقية، فضلاً عن اثنين من المستشفيات المتنقلة وأطباء ومعدات طبية وأدوية». وأعرب عن اعتقاده بأن «على الدول الأخرى التي تبدي اهتماماً حيال معاناة السكان المدنيين السوريين التصرف بشكل مماثل».

استُكمل تنفيذ
تسوية بلدة التل
بعد خروج مئات المسلحين إلى إدلب

وشدد على إصرار بلاده على عدم وجود حل عسكري في سوريا، متهماً «بعض الأطراف» بالسعي إلى إفشال الجهود السياسية، عبر «الإصرار على عزل الرئيس الأسد»، وهو ما عدّه «غير مقبول ولم يرد في القرار الأممي». وأشار إلى أن بلاده لا تستبعد أن يكون تشكيل الفصائل المسلحة لـ«جيش حلب» لا يخرج عن كونه مناورة جديدة تتبعها «جبهة فتح الشام».
ومن جهتها، ذكّرت وزارة الدفاع الروسية، على لسان المتحدث باسمها إيغور كوناشينكوف، بأن مستشار المبعوث الأممي يان ايغلاند، كان «يصر طوال الشهر الماضي، على إيصال مساعدات إنسانية إلى أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة الإرهابيين. لكن بعد بسط القوات الحكومية سيطرتها على نحو 40% من تلك الأحياء، توقفت الأمم المتحدة عن تقديم مقترحات المساعدة على الإطلاق». وأعرب عن أمله في أن «ينتقل إيغلاند من تصريحات لا أساس لها، إلى أفعال حقيقية لتقديم المساعدات الإنسانية لسكان حلب الشرقية».
وفي سياق متصل، نقلت وكالة «رويترز» عن «مسؤول كبير» في المعارضة السورية، اتهامه لروسيا بـ«المماطلة وعدم الجدية» في أول محادثات تجريها مع جماعات معارضة مسلحة. وقال المسؤول إن «مقاتلي المعارضة انضموا إلى المحادثات مع مسؤولين روس كبار قبل نحو أسبوعين في محاولة لتأمين توصيل المساعدات ورفع الحصار عن شرق حلب».
وعلى صعيد آخر، دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر، إلى تعزيز تنسيق الأنشطة العسكرية في شمال سوريا لمنع «الأخطاء في التقدير»، موضحاً أن واشنطن «ترغب في أن يكون التركيز منصبّاً على تدمير (داعش) والقضاء عليه». وفي سياق متصل، بحث وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن، مستجدات الوضع السوري والحرب على تنظيم «داعش»، خلال لقاء في روما، وفق ما أفادت به المتحدثة باسم الخارجية الأميركية إليزابيث ترودو.
إلى ذلك، استُكمل أمس تنفيذ تسوية بلدة التل شمال غرب دمشق، عبر خروج 45 حافلة تقلّ ما يزيد على ألف من المسلحين والمدنيين الراغبين في المغادرة، إلى مدينة إدلب. ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر في لجان المصالحة الخاصة بالمدينة، قوله إنه «جرت تسوية أوضاع عدد من المسلحين بموجب مرسوم العفو رقم 15 لعام 2016، وتأمين خروج من بقي من المسلحين بعد تسليم أسلحتهم لتصبح المدينة بذلك خالية من السلاح والمسلحين بشكل كامل».
(الأخبار)