وتفتح الزيارة الكويتية فصلاً جديداً من الوساطات بين طهران ودول مجلس التعاون الخليجي، وعلى رأسها الرياض، خاصة عقب الإعلانات الدبلوماسية السابقة التي أشارت إلى أنه خلال "قمة المنامة" الأخيرة، جرى تفويض الكويت قيادة الحوار بين الطرفين.
وفي طهران، أكد وزير الخارجية الكويتي "أهمية إيران في المنطقة والعالم"، مضيفاً أنه "نظراً إلى المخاطر المشتركة في المنطقة، ومن بينها الارهاب، يجب أن تكون لنا رؤية مستقبلية، لأن دول المنطقة تدرك مصالحها أفضل من الآخرين". وشدد على "ضرورة تسوية الخلافات وإزالة سوء الفهم بين دول المنطقة في أجواء هادئة ومن خلال حوار صريح".
ظريف: دور أمير
الكويت في تعزيز علاقات الجوار جدير بالثناء
وتأتي الزيارة بعد أيام من كشف الرئيس الإيراني أنّ دولاً، منها الكويت، عرضت الوساطة بين إيران والسعودية. وبدا خلال الأيام الماضية أنّ الدبلوماسية الإيرانية حاولت إرسال مؤشرات إيجابية تجاه السعودية، وذلك عبر تصريح وزير الخارجية الايراني في "منتدى دافوس" بإمكانية التعاون الإيجابي بين الدولتين في ملفات المنطقة، مضيفاً أنّ "الدولتين كانتا قادرتين على إزالة العقبات أمام انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، وتوصلنا إلى حل". وقد تلى ذلك إعراب رئيس منظمة الطاقة الذرية علي أكبر صالحي، (وهو صاحب مروحة علاقات كبيرة في السعودية بناها خلال وجوده في مدينة جدة بين عامي 2007 و2009) عن استعداد بلاده للحوار مع السعودية. ولربما جاءت آخر المؤشرات أمس، على لسان مدير "مؤسسة الحج والزيارة" حميد محمدي، بقوله إنّ هناك وفداً سيتجه للتفاوض في "23 شباط المقبل مع الحكومة السعودية حول إرسال الحجاج الايرانيين".
وفي حديث إلى وكالة "الأناضول" التركية، رأى الأستاذ في "جامعة الكويت"، أحمد الشريف، أنّ الكويت "مؤهلة للعب دور الوسيط، لعلاقتها الجيدة بالطرفين وثقتهما بها". وأضاف أنّ "تسلم الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمهامه، سيكون له أثر على مواقف وسلوك دول المنطقة، لأن مواقفه تشير إلى أن الظروف العالمية الراهنة لن تكون مثل سابق عهدها، وسوف تتغير العلاقات الدولية، خاصة في الشرق الأوسط".