يشير إعلان الأمم المتحدة إلى أنها بصدد إرسال الدعوات إلى الأطراف التي ستشارك في جولة محادثات جنيف المقبلة، إلى أنه سيُلتزَم الموعد المقرر لعقدها في العشرين من الشهر الجاري. وسيأتي الموعد المفترض بعد أيام على الاجتماع الثاني من سلسلة اللقاءات التقنية في العاصمة الكازخية أستانة، والذي ينتظر أن يفضي إلى إقرار آلية لمراقبة اتفاق وقف إطلاق نار قد تشهد الأيام المقبلة توسيع مظلته نحو مناطق جديدة في سوريا.
ومن شأن هذا الاتفاق أن يعطي زخماً لجولة المحادثات التي استبقها المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بجولة ديبلوماسية، شملت لقاءات مع أفراد الإدارة الأميركية الجديدة. وأعلنت المتحدثة باسم المبعوث الأممي يارا شريف، أن الأمم المتحدة ستبدأ اليوم بتوجيه الدعوات لجولة المحادثات، موضحة في مؤتمر صحافي، أن دي ميستورا يأمل أن تكون هذه المباحثات «مباشرة» بين الوفد الحكومي ووفد موحّد من أطياف المعارضة السورية.

لافروف: الاتصالات
مع واشنطن ستستمرّ في
عهد إدارة ترامب


وأوضحت أن دي ميستورا عقد اجتماعاً إيجابياً مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، حول جولة المباحثات المرتقبة. وقالت، إن اللقاء جرى الأسبوع الماضي، كجزء من «سلسلة اجتماعات ناجحة مع الإدارة الأميركية الجديدة».
وفي سياق متصل، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن قناعته بأن الاتصالات بين المسؤولين الروس والأميركيين في جنيف ستحافظ على حالها في عهد الإدارة الأميركية الجديدة، بمجرد أن تنتهي الأخيرة من تعيين المسؤولين عن الملف السوري، مشيراً إلى أن «الاتصالات لم تتوقف في جنيف». وأضاف أنه «واثق من استئناف الاتصالات على المستوى السياسي، لكون إدارة ترامب وصفت (داعش) بأنه أكبر خطر يجب التعاون ضده. وهذا موقف يتطابق تماماً مع موقفنا».
وضمن هذا الإطار، لفت الرئيس السوري بشار الأسد في تصريح لوسائل إعلام بلجيكية، حول ما يتوقعه من الإدارة الأميركية الجديدة، إلى أن «ما سمعناه من تصريحات أدلى بها (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب في خلال حملته الانتخابية وبعدها، واعدٌ في ما يتعلق بأولوية محاربة الإرهابيين، وبشكل أساسي (داعش)»، مضيفاً: «علينا أن ننتظر، فلا يزال من المبكر أن نتوقع أي شيء عملي، قد يتعلق الأمر بالتعاون بين الولايات المتحدة وروسيا، ونعتقد أن ذلك سيكون إيجابياً لباقي أنحاء العالم، بما في ذلك سوريا».
وحول اجتماع أستانة وإطار الحل السياسي، قال: «السلام لا يتعلق أساساً، بأستانة بل يرتبط بشيء أكبر بكثير، وهو كيف يمكننا وقف تدفق الإرهابيين، كيف نستطيع وقف الدعم من الدول الإقليمية مثل تركيا ودول الخليج أو من أوروبا كما في حالة فرنسا وبريطانيا أو من الولايات المتحدة خلال إدارة أوباما».
أما عن مشاركة الدول الأوروبية في إعادة إعمار سوريا، فقال: «لا تستطيع أن تلعب ذلك الدور بينما تقوم بتدمير سوريا، لأن الاتحاد الأوروبي يدعم الإرهابيين منذ البداية... لقد كانوا في الواقع يدعمون (النصرة) و(داعش)، وينبغي أن يتخذوا موقفاً واضحاً جداً في ما يتعلق بسيادة سوريا، وأن يتوقفوا عن دعم الإرهابيين، عندها يمكن أن يقبل السوريون أن تلعب تلك الدول دوراً».
وفي متابعة لمشاركة الأردن في اجتماع أستانة الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الوزير لافروف، بحث مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، في اتصال هاتفي، مسألة تعزيز وتوسيع اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، موضحة أن الجانبين ناقشا «آفاق الخطوات العملية للتعاون المشترك» في هذا المجال.