«حالة طارئة، ناتجة عن نظام ولاية الأمر المسيء»، جملة غردتها منظمة «هيومن رايتس ووتش» مرفقة بفيديو للسعودية دينا علي التي غادرت قبل أيام بلدها إلى أوستراليا عن طريق الفيليبين، ليتم اعتقالها هناك قبل الوصول إلى وجهتها الأخيرة حيث كانت تنوي طلب اللجوء.


للحظة، توقّعت دينا أنّها انتصرت على نظام ولاية الرجل. فبمجرّد عبور سعودية أحد المطارات من دون تصريح، تعتبر أنّها حققت إنجازاً جديداً يضاف إلى سجلها في مقاومة أشكال التمييز ضدّها. كيف لا، وبلدها يعتبرها قاصرة قانونياً طوال حياتها؟
فبالرغم من قول ولي ولي العهد محمد بن سلمان في «رؤية 2030» إنّه يسعى إلى حصول المرأة على حقوقها كاملة، احتجزت دينا في مطار الفيليبين الدولي بطلب من سفارة المملكة التي ساعدت في وصول عائلتها إلى مانيلا لتسلّمها، خلافاً لرغبة الشابة التي صرّحت في أحد المقاطع المسجلة بأنّها «معرّضة للخطر في حال عودتها إلى السعودية».


الجولة هذه المرة ليست من نصيب دينا. هي جولة صغيرة ضمن مواجهات تقودها السعوديات بعيداً عن حسابات الربح والخسارة، في وجه قوّة السلطة والمال والقبيلة. هذه المرّة، لم تكتمل خطة الهروب، فالوصاية على المرأة تطاولها في أي مكان في العالم. وصلت عائلة دينا برفقة مسؤولي السفارة السعودية، ليقوموا بدون خجل وأمام الجميع بضربها وتكبيلها وتكميم فمها بشريط لاصق وتغطيتها بشرشف ووضعها على متن أوّل رحلة عائدة إلى مطار جدة السعودي.
«منظمة العفو الدولية» و«هيومن رايتس ووتش» تولّتا الترويج لحملة إنقاذ «دينا علي هويج لسلوم اليامي»، في الوقت الذي وقّع فيه 15 ناشطاً سعودياً على عريضة تطالب السلطات الفيليبينية بإعادة جواز سفر دينا إليها، وحمايتها، وعدم تسليمها لبلدها حيث ستنال جزاء فعل الحرية ذاك. في غضون ذلك، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي ــ للأسف ــ بالتعليقات المتعاطفة والمؤيدة للعملية السعودية ضد دينا في مطار الفيليبين، ووصلت إلى حد مطالبة عائلتها بجلدها وقتلها «تطهيراً للشرف»، حتى لا تتجرأ فتاة سعودية بعدها على الهرب من مملكة القهر! في المقابل، علّقت ناشطة سعودية بالقول: «السلطات تطارد دينا اليوم، كما لم تطارد الإرهابيين الذين نجحوا في الهروب والانضمام إلى «داعش» في سوريا».
في السياق نفسه، أصدرت السفارة السعودية في مانيلا بياناً أكدت فيه أنّ «ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الإجتماعي غير صحيح، وأنّ ما حصل شأن عائلي، وأن «دينا» عادت مع ذوييها إلى أرض الوطن».