الحملة الأمنية في ضاحية بيروت الجنوبية مستمرة. واستكمالاً لقرار إنهاء وجود تجار المخدرات وفارضي الخوات، قتل عناصر استخبارات الجيش المطلوب سمير فوزي المنذر، أحد أبرز المشتبه فيهم بجرائم الاتجار بالمخدرات والقتل وفرض الخوات في منطقة برج البراجنة. المشتبه فيه المنذر مطلوب بموجب أكثر من 23 مذكرة توقيف بجرائم إطلاق نار ومخدرات وقتل.
وهو تمكن من الإفلات أكثر من مرة من كمائن نصبتها الأجهزة الأمنية له. ويعد المنذر أحد أكبر «بارونات» المخدرات في «حي الجورة» في برج البراجنة. وقد نجح في صنع حيثية له وسط معقله بسبب بطشه وعدم تردده في إطلاق النار عند كل صغيرة أو كبيرة. وكان يقيم ما يشبه مربعاً أمنياً، إذ عُثر على أكثر من 40 كاميرا للمراقبة نصبها في هذه المنطقة، وكاد توقيفه منذ نحو شهرين أن يتسبب في إحداث مجزرة في القوة المداهمة بعدما تبيّن أنه لغّم باب منزله بعبوتين ناسفتين لم تنفجرا. ذاع صيت المنذر بعد سيطرته على «حي الجورة» خلال الأشهر الماضية. وقد عمد في إحدى المرات إلى إطلاق النار عشوائياً على نوافذ المنازل وشرفاتها في الحي الذي يسيطر عليه، قاصداً إرهاب أهله. ويتحلق حوله قرابة ١٢ شاباً يشكّلون «عصابة» لترويج المخدرات و«لمّ الخوّات» من التجار في المنطقة. حتى إن أصحاب «بسطات الحشيش والمخدرات» التي انتشرت في الفترة الماضية في «حي الجورة» يتبعون له. وكان يهدد دوماً بأنه لن يسمح لأحد بتوقيفه حيّاً، مهدداً بتفجير نفسه بقنبلة لقتل من سيجرؤ على توقيفه. وقد تورط منذ أسابيع بجريمة قتل شاب من آل حرب بدمٍ بارد.
قُتل المنذر مع شخص آخر إثر اشتباك وقع مع عناصر من استخبارات الجيش خلال دهم منزله في محلة الرمل العالي، الثامنة مساء أمس. وذكرت المصادر الأمنية أن المنذر بادر إلى إطلاق النار على القوة المداهمة أثناء الإطباق عليه، بمساعدة أشخاص آخرين. وقد وقع اشتباك مسلح أُردي فيه المنذر، فيما أصيب شخص آخر كان معه، ولم يلبث أن فارق الحياة متأثراً بجراحه.