حذّرت صحيفة «معاريف» من الحضور الإيراني داخل الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية والمناطق المحتلة عام 1948، معتبرةً أن تحريض طهران لأجل خلق جوٍ معاد لإسرائيل والصهيونية في العالم الإسلامي يعدُّ تهديداً يوازي المشروع النووي الإيراني.
ورأت الصحيفة أمس أنه لا ينبغي أن يكون المرء ضابطاً كبيراً في الاستخبارات العسكرية وأن يقرأ التقارير الاستخبارية كي يفهم أن الأذرع الطويلة لإيران وحرس الثورة تصل هذه الأيام إلى مناطق السلطة الفلسطينية والشارع الفلسطيني في إسرائيل. واعتبرت «معاريف» أن «من لم يرغب في رؤية الإيرانيين على الحدود مع سوريا في هضبة الجولان، سوف يشعر بهم جيداً هذه الأيام في القدس ومناطق الضفة الغربية. الأدلة على ذلك رأيناها في أحداث بيت المقدس الأخيرة وفي احتفالات تشييع القتلة في أم الفحم، حيث في كل هذه الأحداث سُمعت مرة بعد أخرى مقولة (قائد الثورة في إيران) علي خامنئي: بإذن الله، فلسطين سوف تتحرر، والقدس لنا».
وأشارت الصحيفة إلى أن «نشاط الإيرانيين يحصل بشكل أساسي عن طريق الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي التي تنجح إيران من خلالها في تجنيد الكثير من الناس. فهؤلاء ينجرون وراء من يتحدث معهم بشكل مباشر ويضع إصبعه على جرح عشرات آلاف الشبان الفلسطينيين الذين فقدوا الأمل ولا يرون أي أفق أمني أو اقتصادي، والذين سئموا الاحتلال الإسرائيلي ويسهل تحريضهم في سبيل الصراع المتواصل ضد الاحتلال الإسرائيلي بفعل ضائقتهم».
وأعادت الصحيفة التذكير بالتقارير التي تحدثت عن تمويل إيران وجبات الطعام والمياه التي وزعت أثناء الأحداث الأخيرة في القدس والتي بلغت قيمتها ملايين الشواكل، لافتةً إلى أن الأمر «يدل على وجود جهاز ناجع ومحترف يأخذ من إيران الكثير من الأموال ويعرف كيف يوجهها وفقاً للأوامر التي تأتيه من طهران».
وبحسب «معاريف»، فإن الإيرانيين «فهموا أن الطريق الأنجع لمحاربة إسرائيل والمسّ بنسيج العلاقات المتنامي بينها وبين كل من السعودية ومصر ودول الخليج لإنشاء تحالف مناهض لإيران الشيعية هي تحويل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني إلى حرب دينية حول بيت المقدس وحول قدسية ومكانة المسجد الأقصى وتخليصه من أيدي الصهاينة الذين يعتزمون تدميره». وأضافت «الطريق للقيام بذلك هي تجنيد الجماهير وإخراجها إلى الشوارع في سبيل إنتاج فوضى وانعداماً للأمن وسط الجمهور اليهودي. إن تحويل الصراع إلى صراع ديني من شأنه أن يصور كل من لا ينضم إليه على أنه متعاون مع الاحتلال الصهيوني وكافر بالإسلام».
ورجحت الصحيفة أن تكون الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، التي تعي هذا التطور، تدرس الأمر من أجل إيجاد الرد المناسب عليه. وخلصت إلى أن «التهديد الإيراني لإسرائيل ليس فقط المشروع النووي ودعمها المكثف لحزب الله وحماس. فالتهديد الجديد هو خلق جو معادٍ لإسرائيل والصهيونية في العالم الإسلامي على خلفية المسجد الأقصى وأزمة بيت المقدس. إن تحريض ملايين المسلمين في العالم ضد إسرائيل هو تهديد لا يقل عن القنبلة النووية».
(الأخبار)