بعد شهرين تقريباً من وفاة الشابة العراقية فرح القصاب في «مستشفى نادر صعب»، بعيد إجرائها لمجموعة عمليات تجميل هناك، خرج طبيب التجميل الأشهر نادر صعب للمرة الأولى على الإعلام. هذه القضية هزت الرأي العام اللبناني، ومعها سمعة طبيب التجميل الأشهر نادر صعب.
إنقسم الإعلام اللبناني وقتها، حولها، بين مدافع شرس عن صعب، وبين محمّل إياه وفاة القصاب. وبعد أخذ ورد، دام كل هذه الفترة، وتضارب التقارير الطبية، وتكاثر الشائعات، وسط غياب متعمدّ لصعب لشرح الملابسات، ظهر يوم الجمعة الماضي على mtv ضمن سبق صحافي لها. منذ اللحظات الأولى لهذه القضية، ساندت القناة صعب إعلامياً، ووصفت المنابر الأخرى التي تنتقده بـ «المضللة». ظهر أخيراً طبيب التجميل على منبرها، في تقرير مسائي (إعداد جويس عقيقي) حين ادعت المحطة بأنها تسعى الى «معرفة حقيقة ما حصل». اقتحمت كاميرا قناة «المرّ» المستشفى، برفقة صاحبها. وبعد إخبارنا بأن «العمل داخلها يسير بشكل طبيعي»، دخلت غرفة العمليات التي خضعت فيها القصاب لمجموعة عمليات تجميل، والى غرفة الإنعاش المقابلة وصولاً الى غرفة العناية الفائقة حيث قضت القصاب. صعب ظهر للمرة الأولى بعد هذه الحادثة، ليؤكد بأن العمليات الجراحية أجريت مع وجود طاقم طبي كامل، والى جانبه كوادر بشرية، وأجهزة طبية. تحدث عن مراحل نقل الضحية من غرفة العمليات الى الإنعاش، وصولاً الى لحظة وفاتها وعدم تجاوبها مع سبل الإنعاش التي استمرت 45 دقيقة. سألته عقيقي عن سبب قبوله بالظهور الإعلامي اليوم، ليجيب بأنه كان ينتظر مجموعة تقارير طبية تؤكد أن الوفاة حصلت جراء «جلطة دهنية رئوية»، نتيجة مضاعفات حصلت معها، ولا يندرج ضمن «الخطأ الطبي». انتهى التقرير عند تأكيد طبيب التجميل بأنه «بريء»، و«لم يخطىء»، وأن «ضميره مرتاح».
دخول كاميرا mtv، الى «مستشفى نادر صعب»، وتجوالها داخل أقسامه في قسم العمليات الجراحية، واستصراحه بعد شهرين من الصمت، أمر يدخل بلا شك ضمن ما انتهجته المحطة في السابق من دعم أعمى لصعب، ضمن محاولات حثيثة لتلميع صورته ودحض أي تهمة توجه له.
مقابل هذا التقرير الإستعراضي لقناة «المرّ»، بثت lbci أمس تقريراً مضاداً، في نشرتها الإخبارية، تنشر فيه مجموعة الأسئلة التي طرحتها «اللجنة الطبية الإستشارية» في «وزارة الصحة»، حول ملابسات هذه القضية. القناة أعادت طرح هذه الأسئلة التشكيكية حول وفاة القصاب، من ضمنها كمية الأدوية المعطاة لها، والتقييم الطبي للضحية قبيل إجراء العملية، وغياب المواصفات اللازمة للعناية الفائقة، بالإضافة الى غياب أي جداول لعملية الإنعاش، وتفسير إجراء العمليات دفعة واحدة.