بدأ رئيس «اللجنة الدولية للصليب الأحمر»، بيتر ماورير، جولته في فلسطين التي تستمر ثلاثة أيام، ويلتقي فيها عدداً من المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين بزيارة قطاع غزة ثم رام الله، على أن يتبعها بلقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين في تل أبيب والقدس المحتلة. أول اجتماعات ماروير أمس كان مع رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» في غزة، يحيى السنوار، وذلك لبحث الأوضاع الإنسانية في القطاع، كما أعلنت المتحدثة باسم «الصليب الأحمر» في غزة، سهير زقوت.
ووفق بيان رسمي لحركة «حماس»، تحدث السنوار خلال اللقاء عن «الأوضاع الصعبة التي يعيشها الغزيون في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي للعام الحادي عشر على التوالي»، متطرقاً إلى «الأوضاع الإنسانية في القدس والضفة والشتات، إضافة إلى ممارسات إسرائيل المخالفة للقانون الدولي». وبعدما أشار السنوار إلى معاناة الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، أكد ضرورة فتح السجون أمام «الصليب الأحمر» للتأكد من «تطبيق معايير القانون الدولي الإنساني».
أمّا ماورير، فقال عقب اجتماعه بالسنوار إن «حالة السكان المدنيين في غزة مأساوية للغاية»، مؤكداً «استمرار اللجنة الدولية بعمل كل ما في وسعها لدعم الفئات الأكثر تضرراً من الوضع الحالي». كذلك وصف اللقاء بأنه «كان مثمراً... بحثنا الأوضاع الإنسانية في القطاع وضرورة احترام القانون الدولي». وفي وقت لاحق، التقى ماورير ممثلي الأسرى وبعض عائلاتهم في مقر «الصليب الأحمر» في القطاع.

«حماس»: على
ماورير تسهيل التبادل
لا الاطمئنان على
صحة الجنود


ووفق مصادر تحدثت إلى «الأخبار»، فإن الهدف الأساسي للزيارة كان البحث في ملف الأسرى، إضافة إلى 19 مفقوداً من غزة لم تعلن إسرائيل مصيرهم منذ خطفهم واعتقالهم في الحرب الأخيرة صيف 2014. كذلك نقلت مواقع إسرائيلية عن مصادر فلسطينية لم تسمّها أن الجلسة «تناولت صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل»، إذ طلب رئيس «الصليب الأحمر» زيارة الأسرى الإسرائيليين لدى «حماس»، كما طالب بتطبيق المعاهدات الدولية بحق هؤلاء الجنود. لكن الحركة رفضت الإفصاح عن أيّ معلومات «دون مقابل».
في هذا السياق، أكد القيادي في «حماس» في الضفة المحتلة، حسن يوسف، في حديثٍ إلى إذاعة إسرائيلية، أن «إسرائيل لن تحصل على معلومات عن جنودها ومواطنيها من دون إطلاق سراح أسرى فلسطينيين»، محذراً من «انفجار الوضع في غزة».
وقال يوسف، أمس، إنه «إذا كان ماورير ينوي اقتراح مجرد إطلاق سراح الإسرائيليين، إذاً حماس غير معنية، ولكن إن (كان) ينوي المساعدة في تقدم تبادل الأسرى مع إسرائيل، فسوف نبحث المسألة معه». وأضاف: «إذا أطلقت إسرائيل سراح 85 أسيراً فلسطينياً (هم من أعيد اعتقالهم من محرري «صفقة وفاء الأحرار)، فستوفر حماس معلومات حول الإسرائيليين المفقودين خلال 24 ــ 48 ساعة... وفي كل الأحوال، الجناح العسكري («كتائب القسام») هو المسؤول عن المفاوضات حول الأسرى».
يشار إلى أن سلطات الاحتلال كانت قد أفرجت عن القيادي يوسف الخميس الماضي بعد اعتقال دام 22 شهراً، وهو من النواب الممثلين عن كتلة «حماس» البرلمانية في المجلس التشريعي، وكان قد أمضى ما يزيد على 21 عاماً في السجون.
بعد ذلك، توجه ماورير إلى رام الله للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي نقل له إصرار السلطة على «إنهاء الانقسام... بإلغاء حماس اللجنة الإدارية التي شكلتها لإدارة القطاع، وتمكين حكومة التوافق من مهماتها هناك».
على صعيدٍ آخر، أخلت شرطة الاحتلال، أمس، منزل عائلة شماسنة لمصلحة أخرى إسرائيلية، في حي الشيخ جراح شرقي القدس، علماً بأن شماسنة تقطن ذلك البيت منذ عام 1964. وكانت العائلة قد سعت على مدى سنواتٍ لمجابهة قرار الإخلاء عبر المحاكم الإسرائيلية. وفي وقت لاحق، وصل عدد من المستوطنين الإسرائيليين إلى المنطقة للاستيلاء على المنزل.
إلى ذلك، أصيب شاب فلسطيني بجراح حرجة إثر دهس مستوطن إسرائيلي له مساء أمس على طريق رقم 60 قرب مدخل قرية حوسان الغربي، غرب بيت لحم. وذكرت شرطة العدو أن المستوطن دهس الشاب وفرّ من المكان، لكنه بعد وقت قصير سلّم نفسه لها.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)