حرب إسرائيل على لبنان عام 2006، والسيناريوات الافتراضية للحرب المقبلة، قياساً بالقدرات العسكرية التي باتت لدى المقاومة، تضغط على دوائر التخطيط والقرار في الجيش الإسرائيلي، وتدفع إلى إجراء تدريبات ومناورات غير مسبوقة، تحاكي واقع حرب لم تشهد الدولة العبرية مثيلاً لها في حروبها السابقة: شلل في مطاراتها العسكرية، وضرب لمراكز التجنيد في جبهتها الخلفية. ومن ضمن السيناريوات المفترضة للحرب المقبلة، كشفت صحيفة «جيروزاليم بوست» أمس، تحت عنوان «مناورات تجنيد تحت النار»، عن أن شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي قررت في الفترة الأخيرة إجراء تدريبات للوحدات العسكرية على مختلف أنواعها، لمواجهة سيناريو تجنيد عناصر الاحتياط خلال وقوع الحرب المقبلة مع حزب الله أو حركة حماس، مع فرضية سقوط الصواريخ على مراكز التجنيد بعد استدعاء الوحدات للالتحاق بالجبهة، مشيرة إلى أن الفرضية تحاكي قصفاً بالصواريخ على مراكز تجمع العسكريين. وبحسب الصحيفة، فإن عام 2011 شهد سلسلة من مناورات الاستدعاء، وتقرر نتيجتها أن يشهد العام المقبل، 2012، تنفيذاً للعشرات من المناورات التي تحاكي المراحل الأولى من الحرب المحتملة مستقبلاً، من بينها مناورات تجنيد عناصر احتياطيين تحت النار.
وقال ضابط إسرائيلي رفيع المستوى في شعبة العمليات لجيروزاليم بوست، إن «أسلوب عمل المناورات المقبلة سيتركز على استدعاء وحدات للتجنيد خلال وقت قصير، عبر استخدام الهواتف النقالة والثابتة، للوصول إلى مراكز التجمع المقررة مسبقاً»، مضيفاً أنه «سيطلب من القادة وجنود الاحتياط التجمع في مناطق جديدة تحدد فوراً، في أعقاب سقوط افتراضي لصواريخ على مراكز التجمع الأساسية». وحسب الضابط، «ستشهد بعض المناورات استدعاءً لألف جندي احتياط، يتخللها سقوط صواريخ وانفجارات في منطقة التجنيد، مع افتراض شلل كامل في الحواسيب وانقطاع تام للكهرباء».
وذكر الضابط الإسرائيلي أن الهدف المرجو من المناورات هو الوصول إلى «حالة يعتاد فيها جنود الاحتياط واقعاً غير مألوف لديهم، وأن يدركوا مسبقاً أن مراكز التجنيد قد تكون عرضة لتهديد صاروخي خلال الحرب».
وفي السياق، ذكرت الصحيفة أن سلاح الجو أنشأ وحدة جديدة خاصة، أوكل إليها الإشراف على تأمين قواعد السلاح في حال تعرضها لهجمات صاروخية خلال الحرب المقبلة، مشيرة إلى أن الوحدة ستعمل على التأكد من إصلاح المدرجات التي تعرضت للهجوم الصاروخي على نحو سريع، وتزويد الطائرات الإسرائيلية بالوقود وتسليحها بالذخيرة عند هبوطها في المدرجات داخل القاعدة العسكرية نفسها التي طالها الهجوم، إضافة إلى إدارة أبراج المراقبة في القواعد الجوية.
وأشارت الصحيفة إلى أن تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن حزب الله وحركة حماس سيستهدفان قواعد سلاح الجو في أي مواجهة مقبلة، للحدّ من فاعلية الطائرات الحربية الإسرائيلية وقدرتها على التزوّد بالأسلحة والوقود، وتحييدها عن المعركة.
ونقلت الصحيفة عن قائد سلاح الجو الإسرائيلي، عيدو نحوشتان، قوله إن «سلاح الجو زاد في السنوات الأخيرة من عدد التدريبات التي يقوم بها، لتجهيز القواعد العسكرية الجوية وإعدادها ضد الهجمات الصاروخية»، مشيراً إلى أنه «خلال حرب لبنان الثانية عام 2006 حاول حزب الله ضرب قاعدة رمات دافيد، وهي أكبر قاعدة للقوات الجوية في الشمال، كذلك فإن حركة حماس أطلقت خلال عملية الرصاص المصبوب عام 2009 صواريخ على قواعد جوية في الجنوب»، في إشارة منه إلى الأخطار التي يتوقّعها سلاح الجو الإسرائيلي، ضد مطاراته وقواعده العسكرية، في الحرب المقبلة ضد قطاع غزة أو لبنان.

الحريري: لفرض حظر جويّ على سوريا

لفت الرئيس سعد الحريري، في دردشة عبر موقع «تويتر»، إلى أنه يجب القيام «بكل ما يمكن القيام به لوقف المجزرة التي تحصل في حمص»، مشيراً إلى أنه يجب على جميع العرب مساعدة الشعب السوري. ورأى الحريري أن «النظام في سوريا لا يحترم العطل. ففي رمضان ازدادت نسبة القتل كما اليوم في عيد الميلاد».
ورأى أن على الجامعة العربية الذهاب إلى مجلس الأمن وطرح الملف السوري هناك لفرض منطقة حظر جوي فوق سوريا، وفي حال لجأت روسيا إلى حق النقض، دعا الحريري إلى قيام قوة مشتركة مع تركيا، لافتاً إلى أن على الجامعة العربية عدم الانتظار والذهاب مباشرة إلى مجلس الأمن. ويأتي هذا الموقف بعد زيارة الحريري لتركيا الأسبوع الماضي.
ورداً على سؤال بشأن الوضع في البحرين، اكتفى الحريري بأنه سبق أن تحدث عن الموضوع، ودعا إلى فتح العيون جيداً وعدم المقارنة مع ما يحصل في سوريا. وفي الردّ على سؤالٍ آخر، عمّا إذا كان الأوان قد حان لسحب السفراء العرب من سوريا، قال الحريري: «الوقت حان لسحب كل شيء من هذا النظام». ورأى أن الرئيس بشار الأسد «خسر كل أصدقائه في العالم إلا القتلة»، معتبراً أن «الأسد يعتقد أن بإمكانه التذاكي على جامعة الدول العربيّة والعالم، إلا أنه سيسقط سقوطاً عنيفاً».
ورأى الحريري أن «الحوار الوطني بشأن الاستراتيجية الدفاعية هو نكتة، لأننا نتحدث مع جهة لا تصغي»، مشيراً إلى أن «استراتيجيّتي الدفاعية تنصّ على أن نموت جميعاً في سبيل الوطن ودفاعاً عن لبنان في وجه إسرائيل، وأن نكون متساوين في ذلك». ورأى أن «قرار الحكومة تصحيح الأجور سيكون صعباً على الاقتصاد اللبناني»، وشدد على أنه «لا نزاع سنّياً ـــ شيعياً قريباً»، لافتاً إلى أن نواب المستقبل هم من جميع الطوائف اللبنانية، وأكد أنه لن يترك الحياة السياسية قريباً.



الجميّل وسليمان

أكد الرئيس أمين الجميّل في حديث إلى قناة MTV أن كلام البطريرك بشارة الراعي هو تأكيد لثوابت بكركي من سنة 2000 لإنجاز السيادة الوطنيّة، حيث تكون السلطة في يد الحكومة. ورداً على كلام رئيس الجمهورية ميشال سليمان، شدد الجميّل على أن «الحوار هو للدفاع عن الوطن وليس عن المقاومة»، معتبراً أن «كلام رئيس الجمهورية سياسي ويجب الذهاب إلى ما هو أبعد من الكلام السياسي».