ليس من باب المصادفة أن تطلّ نجمة بحجم أمل عرفة لتكذّب إحدى الصفحات الفنية على الفايسبوك، التي فبركت خبر انهيارها من البكاء بعد خسارة المنتخب السوري ضد أستراليا، أثناء مشاركتها كعضوة لجنة تحكيم في مهرجان الاسكندرية السينمائي الأخير، وتدخّل الممثل محمد الأحمد لتهدئتها.
ومن ثم تكتب بعد أيام قليلة على صفحتها الشخصية على الفايسبوك تحذيراً من صفحة أخرى نشرت صورة جريئة لفيفي عبده وكتب عليها من باب السخرية الممجوجة «غادة بشور جمعة مباركة». سألت عرفة «الآدمن» إن كان يعرف ما في قلب بشور، ولفتت إلى أن الإساءة إليها معيبة، خاصة أنها من أنبل الشخصيات التي عرفتها في حياتها. ما نوّهت له نجمة «دنيا» ليس سوى دلالة على ما يحدث اليوم في عالم الصحافة السورية، من باب صفحات السوشال ميديا. تلك الصفحات التي تتكاثر مثل الجراد إن صح التعبير، تمثّل نموذجاً صارخاً للصحافة الصفراء التي لا تعرف عن المهنية سوى اسمها، وتجافي الحقائق، وتغرق في الابتذال. ولو نحيّنا جانباً الجهل المطلق في مبادئ اللغة العربية والكتابة السليمة، إلا أنّه لا يمكن التغاضي عنها، وهي تتحول تدريجاً إلى أداة مؤذية وجارحة. من المحزن أن تلك الصفحات تنال مئات آلاف المتابعات وآلاف التعليقات، رغم أن طريقة عملها تزيد من معاناة الدراما السورية بسبب ركوب غالبية تلك الصفحات على اسم الصناعة السورية الشهيرة. صفحات فنية، افتتحت من دون أي ترخيص، أو ناظم لآلية عملها، تواصل نشر صورة منحدرة عن القائمين عليها. إحدى الصفحات على سبيل المثال تبدو كأنها مختصة بالممثلة الشابة شمس الملا، تنشر بشكل مستمر صورها وتسأل بمنتهى الوقاحة عن أجزاء من جسدها، بينما تعيد صفحة ثانية نشر صورة بين الحين والآخر لإحدى الممثلات السوريات المعتزلات اللواتي سّربت لها سابقاً مقاطع «خلاعية» على أحد المواقع المختصة بمثل هذه المسائل، وتترك باب التعليق مفتوحاً على مصراعيه لأفظع الشتائم، بينما تسهم تلك الصفحات وشبيهاتها لو قررت أن تكون أقل أذية في إعادة نشر المقاطع ذاتها من مسلسلات سورية مختلفة، وتكتب عليها تعليقات مقتضبة في سبيل التسلية. الفجاجة وقلة التهذيب المهني، والوقاحة الإعلامية في بعض الأحيان على هذه الصفحات تنتقل بالعدوى. وفي حال لم تجد تلك المنابر الافتراضية شيئاً، فإنها تتفرّغ لنشر صور الممثلات السوريات والسؤال عن رأي المتابعين بها، لتنهال التعليقات الغارقة في لغة تنضح كبتاً، إلى درجة أن إحدى تلك الصفحات تنشر صور ممثلات، أو موديلات، أو عارضات أزياء مغمورات ممهورة بعبارات فضائحية وتدعو المتابعين للتعليق؟!
الواضح بأن الحالة أشبه بمرض يستشري يومياً بعد آخر، ويحتاج ربما مكافحة حقيقية من الجهات المختصة بمراقبة الفضاء الافتراضي، بدلاً من التدقيق على تعليقات المشاهير، ومقاضاتهم من دون وجه حق!