واشنطن لدمشق: هناك سبل أخرى لحماية المدنيّينواصل رئيس بعثة مراقبي جامعة الدول العربية محمد أحمد مصطفى الدابي طمأناته بشأن حسن سير مهمة الوفد العربي، مطالباً بمنح بعثته المزيد من الوقت لاستكمال جولاتها وإصدار حكم نهائي، في الوقت الذي واجهت فيه البعثة امتعاض سكان منطقة بابا عمرو بعدما حاولت زيارة بعضهم برفقة ضابط وفق بعض الروايات. في هذه الأثناء، وجهت موسكو دعوة إلى دمشق لمنح المراقبين أكبر قدر من الحرية بالتنقل داخل الأراضي السورية، بالتزامن مع تحذير وزارة الخارجية الأميركية لدمشق من أن «استمرار النظام السوري في مقاومة جهود الجامعة العربية سيدفع المجتمع الدولي إلى النظر في سبل أخرى لحماية المدنيين السوريين» لم تحدد طبيعتها.
في اليوم الثاني من عمل بعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا، حرص رئيس البعثة محمد أحمد مصطفى الدابي على تقديم مزيد من الطمأنات في ما يتعلق باستكمال البعثة العربية انتشارها في مناطق الاحتجاجات السورية، مشيراً إلى أن «16 مراقباً إضافياً وصلوا، وسنواصل مع الجامعة العمل لدفع المجموعات الأخرى خطوة خطوة حتى تتم تغطية كل سوريا». وأشار الدابي إلى أن مراقبي الجامعة سينتشرون «ابتداءً من مساء الأربعاء (أمس) في درعا وإدلب وحماه وبين خمسين وثمانين كيلومتراً حول دمشق».
ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن رئيس غرفة عمليات جامعة الدول العربية المتابعة لعمل البعثة، عدنان عيسى الخضير، قوله إن «الفريق يعمل بكل حرية وبكل صلاحياته المنصوص عليها في البروتوكول الموقع مع الحكومة السورية وبمساعدة إخوانهم في سوريا».
أما بشأن ما يتعلق بنتائج زيارة وفد البعثة لحمص، فقد تولى رئيس البعثة الحديث عنها، كاشفاً أنه «كانت هناك مناطق الحالة فيها تعبانة (غير جيدة)، لكن أعضاء الوفد لم يروا شيئاً مخيفاً»، لافتاً إلى أن فريقه يحتاج إلى مزيد من الوقت لتفقد المدينة قبل إصدار حكم نهائي، وذلك بعد توضيحه أن فريقه «لم ير دبابات بل بعض المدرعات». أما فضائية «الإخبارية السورية»، فقد نقلت عنه قوله: «رأينا مسلحين في منطقة حي بابا عمرو».
وفي السياق، لفت الدابي أثناء عودته إلى حمص آتياً من دمشق إلى أنه «يتوجه (إلى المدينة) لمعالجة بعض النواحي الإدارية مع الثوار»، وذلك بالتزامن مع الأنباء التي أفادت بأن مراقبي البعثة واجهوا لدى محاولتهم الدخول إلى منطقة بابا عمرو برفقة ضابط من الجيش السوري، رفض بعض السكان استقبالهم، قبل أن يتمكنوا من دخول المنطقة من جديد وفقاً لما أكده «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وعن هذا الموضوع، أوضح «المرصد» لوكالة «فرانس برس» أنّ أهالي بابا عمرو «طلبوا من رئيس اللجنة أن يدخل لمقابلة أهالي الشهداء والجرحى، وليس فقط لمقابلة البعثيّين»، و«ناشدوا اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي توفير علاج آمن للجرحى الذين أصيبوا في الأيام الماضية وعددهم نحو مئتين»، قبل أن يشير إلى أن «اللجنة توجهت بعد ذلك إلى حي باب السباع حيث نُظِّمت فيه مسيرة مؤيدة قرب حاجز الفارابي».
في غضون ذلك، صدرت مجموعة من المواقف الدولية التي تطالب دمشق بالتعاون مع البعثة العربية، وسط تحذيرات أميركية من نظر المجتمع الدولي «في سبل أخرى لحماية المدنيين السوريين». وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر أنه «يفترض بالمراقبين أن يصلوا إلى المتظاهرين والمناطق الأكثر تأثراً بقمع النظام، وهم يتحملون مسؤولية كبيرة بمحاولة حماية المدنيين». وحذّر من أنه «إذا استمر النظام السوري في مقاومة وغض النظر عن جهود الجامعة العربية، فإن المجتمع الدولي سينظر في سبل أخرى لحماية المدنيين السوريين»، وذلك بالتزامن مع تأكيد مصدر مسؤول في السفارة الأميركية لدى دمشق، لموقع «بوابة الأهرام»، أنه خُفض عدد الدبلوماسيين في السفارة الأميركية للمرة الثانية منذ بداية الأزمة في منتصف آذار الماضي. كذلك أوضح المصدر أن «المدرسة الأميركية ومركز تعليم اللغة الإنكليزية التابعين للسفارة يستعدان للإغلاق».
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو إنه «ينبغي لمراقبي الجامعة العربية العودة من دون تأخير إلى مدينة حمص والتنقل بحرية فيها، وإجراء الاتصالات اللازمة مع السكان». أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فقد دعا بدوره «المسؤولين السوريين إلى التعاون بنحو تام مع مراقبي الجامعة العربية، وإلى إيجاد شروط عمل سهلة تمنحهم أكبر قدر من الحرية». في المقابل، تحدث لافروف عن قلق بلاده «من دعوات تطلقها بعض الدول وتطلب فيها من المعارضة السورية ألا تتعامل مع البعثة»، مشيراً إلى أن «مثل هذه الدعوات تلحق ضرراً بهذه المهمة وتقوم بدور استفزازي». وبينما تستمر المناقشات في مجلس الأمن الدولي حول مشروع القرار الروسي حيال الأوضاع في سوريا، قال لافروف إن روسيا قد تتخلى عن مشروع قرارها «إذا ساهمت مهمة بعثة المراقبين في تهدئة الوضع وإيجاد الشروط لحوار تشارك فيه كافة الأطراف السورية»، على وقع توجيه المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري رسالة إلى مجلس الأمن استنكر فيها عدم إدانة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للتفجيرين اللذين وقعا يوم الجمعة الماضي في كفرسوسة.
ميدانياً، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «4 جنود سوريين قتلوا وجرح 12 آخرون في كمين نصبته مجموعة منشقة لقافلة للجيش وقوات الأمن في محافظة درعا»، بينما أظهر تسجيل مصوَّر التقطه مسلحون معارضون، مقاتلين وهم ينصبون كميناً لقافلة من قوات الأمن. من جهةٍ ثانية، أفادت وكالة «أسوشييتد برس» عن مقتل 9 أشخاص بينهم 6 في مدينة حماه خلال تظاهرات مناهضة للنظام، في مقابل تأكيد وكالة «سانا» أن «مجموعة إرهابية مسلحة ارتكبت ليلة الثلاثاء مجزرة بحق عائلة (الشيخ) في قرية كفر نبودة بريف حماه، حيث أقدمت على قتل ثمانية أشخاص منها وخطفت خمسة آخرين وأحرقت منازلهم بمحتوياتها». وأشارت إلى مقتل «أفراد مجموعة مسلحة وإلقاء القبض على آخرين ومصادرة أسلحتهم» في ريف درعا، بالإضافة إلى تشييع «الشهيدين الطالبين حسين هاني غنام وخضر خازم»، وذلك بعد مقتلهما في إطلاق النار عليهما من قبل زميل لهم في جامعة دمشق أول من أمس.
إلى ذلك، ذكر التلفزيون السوري أنه أُفرج أمس «عن 755 موقوفاً تورطوا في الأحداث الأخيرة ولم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين»، فيما أشارت منظمة «هيومن رايتس ووتش» إلى أن السلطات السورية «نقلت مئات المعتقلين إلى مواقع عسكرية ممنوعة على المراقبين العرب».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، أب)




«المجلس الوطني يعرقل توحيد المعارضة»

أصدرت «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي في سوريا»، بياناً تطرقت فيه إلى المشاورات التي أجريت في الأيام الماضية مع «المجلس الوطني السوري» لمتابعة العمل من أجل توحيد المعارضة وأسباب فشلها. ووفقاً للهيئة، كان «أهم ما اتُّفق عليه بين الوفدين بشأن المؤتمر السوري العام المقرر عقده في الجامعة العربية، هو أن يكون للمؤتمر صفة تمثيلية للمعارضة السورية بتكتّلاتها الداخلية والخارجية، وسائر قواها وشخصياتها العامة، وأن تنبثق منه لجنة أو هيئة تنطق باسم المعارضة ككل بصوت موحد، وتتولى تمثيلها الموحد أمام كافة المحافل والجهات السياسية الرسمية والشعبية». وجاء في بيان «الهيئة» أن «رئيس وفد المجلس الوطني طلب مهلة حتى اليوم التالي (الثلاثاء) لمشاورة المكتب التنفيذي للمجلس في ما جرى التفاهم بشأنه، وقد فوجئنا برفض قيادة المجلس الوطني لما توصل إليه الوفدان، وبالتحديد لفكرة أن يكون المؤتمر المذكور ممثلاً ومرجعية للمعارضة ككل». إلى ذلك، ذكرت شبكة «سي أن أن» التركية، أنه «افتُتح سراً أول مكتب «للمجلس الوطني السوري» الذي يقوده المعارض برهان غليون في إسطنبول.
(الأخبار)