كشفت قناة «كان» في التلفزيون الاسرائيلي (القناة الأولى سابقاً) أن السعودية ألحّت على إسرائيل خلال حرب عام 2006 لاستخدام كل قوتها من أجل القضاء على حزب الله. ولفت محلل الشؤون العربية في القناة، عيران زينغر، في سياق حديثه عن تشدد السعودية في موقفها المعادي لحزب الله، إلى أن «السر الذي كان سابقاً من الممنوع التحدث عنه بشكل صريح ومباشر، بات اليوم معلناً»، مشيراً الى أن «المسؤولين الإسرائيليين اعتادوا القول خلف الكواليس إن هناك زعماء عرباً يتحدثون معنا ويطلبون منا القضاء على منظمة حزب الله». وأضاف زينغر أن «الجميع يعلم» بأن من يطلب ذلك بشكل خاص هم «السعوديون».
وتابع: «هناك تغيّر في السياسات السعودية، وتحديداً في السياسات التي يقودها وليّ العهد محمد بن سلمان»، معتبراً أن السؤال المطروح الآن يتعلق بـ«ما الذي سيفعلونه، وماذا الذي سيحصل». وأوضح محلل الشؤون العربية في القناة الاسرائيلية أن السعوديين أعلنوا الحرب على لبنان. ولفت ضمناً الى إمكانية أن تتورط السعودية في خيارات عقيمة، وهو ما يرى فيه أرضية لإقدامها على خيارات مستبعدة، كونها لن تحقق النتائج المرجوّة منها. وأشار الى أنه «عشية الحرب على اليمن لم يصدق أحد أن السعودية ستتجرّأ وترسل قوات خاصة لقيادة التحالف في اليمن لفترة طويلة من دون نجاح».
في المقابل، أكد الخبير في الشؤون الأمنية الصحافي يوسي ميلمان أنه ليس لدى إسرائيل أيّ «خطط أو طموحات بالتدخل (العسكري المباشر) والتأثير على الاحداث». وأعاد ميلمان هذا الموقف الى النتائج التي كوت الوعي الاسرائيلي بفعل أكثر من تجربة مرة مع لبنان، موضحاً ذلك بالقول إن «لهيب الحرب طال إسرائيل مرتين عامي 1982 و2006». وتابع في مقالة له أن «قادة الجيش والزعماء السياسيين يريدون تفادي تكرار أخطائهم»، وهو ما يعكس إقراراً بقوة ردع لبنان، والقلق من الكلفة التي ستدفعها نتيجة أي خيار من هذا النوع. امتداداً لهذا المفهوم، أكد ميلمان أن «الرؤية والاستراتيجية الاسرائيلية، في هذه الأيام، محصورتان بثلاثة أهداف: الحفاظ على السلام والهدوء على الحدود اللبنانية، والامتناع عن استفزاز حزب الله لمنع أي تصعيد أو حرب جديدة، وفي الوقت نفسه عمل كل ما يلزم من أجل إضعاف قدراته العسكرية». وأقرّ ميلمان بأن «الفوضى الجديدة في لبنان» التي نتجت من الخطوة السعودية وإجبار الرئيس سعد الحريري على الاستقالة «تصبّ في خدمة المصلحة الاسرائيلية»، كون هذا المسار يؤدي الى «انشغال حزب الله بأزمة سياسية في الداخل وفي الوقت نفسه يقاتل في سوريا». ولفت ميلمان الى أنه «من الواضح للاستخبارات الاسرائيلية أن السعودية تعمدت افتعال تلك الاحداث في إطار معركتها مع إيران على الهيمنة الإقليمية وقيادة العالم الاسلامي». وأقرّ المعلق الاسرائيلي بأنه «حتى لو طالت الأزمة اللبنانية، فإن حزب الله سيحافظ على مقاربته التهدوية لتفادي الاشتباكات والحرب الأهلية داخلياً، ومنع الانجرار الى حرب خارجية مع إسرائيل».