كُثر هم عشّاق الفنّ الخليجي، الذين يعرفون حقّ المعرفة من همّ روّاد هذا الفن، وبالطبع على رأسهم أبو بكر سالم. الراحل ترك وراءه مئات الأعمال التي كسرت الحدود الخليجية ووصلت إلى العالم العربي ككل.
في الثمانينيات من القرن الماضي وفي أوجّ عطاء الفنان اليمني، قدّم أهمّ أعماله ومنها أغنية «سرّ حبّي» (كلمات الشاعر حسين المحضار). تحفة فنية أدّاها أبو بكر بصوت عذاب يحمل مشاعر الحبّ والعذاب. بلهجته اليمنية، أطلّ أبو بكر، وكشف عن «سرّه»، فتعرّف الجمهور إلى عمل رائع من مختلف النواحي الفنية، سواء اللحن أو الكلام والأداء. قبل نحو 10 سنوات، عادت «سرّ حبي» إلى الواجهة، بعدما طرحها راغب علامة (الصورة) ضمن ألبومه «بعشقك» (عام 2008). كان صاحب «قلبي عشقها» يعبّر دائماً عن إعجابه بتلك الأغنية، وسمعها من الملحن الراحل حسين المحضار. هكذا راح علامة يروّج لتلك التحفة الفنية في جميع إطلالاته التلفزيونية والاعلامية. ففي إحدى حلقات برنامج «أراب آيدول» (قناة mbc)، قدّم الفنان على المسرح تلك الأغنية لتدخل الساحة اللبنانية بصوت الـ «سوبر ستار». شاهد علامة تفاعل الناس مع «سرّ حبي» التي لقيت صدى طيباً، إلى درجة أن بعضهم ظنّ أن علامة هو صاحب الأغنية، لأنه صوّرها على طريقة الفيديو كليب تحت إدارة المخرج شادي يونس. أضاف علامة لتلك الأغنية إحساسه الخاص، ونجح فيها رغم الفارق الكبير بين أداء أبو بكر وعلامة، وكل واحد منهما قدّمها بإحساسه العالي. لا تحتاج أعمال أبو بكر للترويج، فهي بالأساس أغنيات دخلت التاريخ منذ زمن طويل، ولكن لا مانع من إعادة تجديدها إذا عرفت الفنان كيف يبرزها بأسلوبه.