لم نشهد تشتّتاً أكثر مما خلّفته الأزمة الخليجية في منتصف العام الحالي. أزمة استطاعت شق الصفوف، وشرذمة الحلفاء، وتبديل الأولويات، إلى حدّ الانقلاب التام في المواقف، كما حصل أخيراً مع شبكة «الجزيرة» فيما خصّ العدوان على اليمن.
فقد صرّح مديرها ياسر أبو هلالة بأنّها أخطأت في التعامل مع «المأساة الإنسانية في اليمن». خلط أوراق في الخليج، انعكس مباشرة على باقي الأزمات التي تعصف ببلاد العرب منذ أكثر من 5 سنوات.
أحيت «الجزيرة»، أخيراً ذكرى مرور 200 يوم على «حصار قطر». وضمن برنامج «الحصاد»، أكدت الشبكة القطرية أنّ بلادها بخير، واقتصادها إلى تحّسن، وأنّ «دول الحصار» فشلت في «عزل قطر دولياً»، لكنها خلّفت تمزّقاً ضمن العائلة الواحدة، أي القطرية والسعودية.
وفي موازاة مرور الـ200 يوم على «حصار قطر»، احتفت السعودية بمرور ألف يوم على عدوانها على اليمن. ففيما أعلن «الصليب الأحمر الدولي» أخيراً عن مليون مصاب يمني بالكوليرا، كانت قناة «العربية» تستعرض على الشاشة بالأبعاد الثلاثة ترسانة السعودية العسكرية «الدفاعية»، المزوّدة أميركياً بصواريخ «الباتريوت»، وبالمنصات الصاروخية، والطائرات «المجنّحة» التي تحلّق على مستوى منخفض.
بين 200 يوم على «حصار لقطر»، وألف يوم من العدوان الغاشم على اليمن وأهله، تقف لعبة الأرقام لتُسدل الستار على نهاية عام 2017، مخلّفة المزيد من الضحايا، والتشرذم، والشحن، فيما لغة الموت وحدها تخيّم على اليمن وتستعد لحصد المزيد من الأرواح وانتشار الأوبئة.