بالتوازي مع استعداداتهما لشن هجوم مضاد يستهدف استعادة ما خسراه من مديرية حيس جنوبي محافظة الحديدة، أطلق الجيش واللجان الشعبية عملية واسعة في محافظة الجوف، تمكنا على إثرها من استعادة مناطق واسعة من مديرية خب الشعف. عملية يبدو أنها تدشين لـ«مرحلة جديدة» أعلن عنها، أمس، رئيس «المجلس السياسي الأعلى»، صالح الصماد، رداً على التصعيد غير المسبوق الذي واجهته «أنصار الله» خلال الشهرين الماضيين.
وشن مقاتلو الجيش واللجان هجوماً على مواقع القوات الموالية لتحالف العدوان في منطقة اليتمة في مديرية خب والشعف، أكبر مديريات محافظة الجوف، انتهى بالسيطرة على جبال ذات أهمية استراتيجية في المنطقة. وأفاد مصدر عسكري بأن الهجوم انطلق من محورين: أولهما من التباب المجاورة لجبل حبش الذي تمكنت القوات الموالية لـ«أنصار الله» من السيطرة عليه، قبل أن تتوغل باتجاه جبال كهال ووادي القعيف حيث تمكنت من قطع خط إمداد قوات «التحالف» في وادي تمر. وثانيهما امتد من جبال حمر الصيد وجبال حمر الذياب التي سيطرت عليها قوات الجيش واللجان ابتداءً، وانتهى إلى جبال تواثنة التي عادت إلى قبضة تلك القوات تالياً. وأشار المصدر إلى أن القوات الموالية لـ«أنصار الله» أوقعت قتلى وجرحى في صفوف قوات «التحالف»، و«أسرت 14 عنصراً منها»، وتمكنت من «تدمير 8 آليات تابعة لها»، مضيفاً أن طيران «التحالف» شن 12 غارة على منطقة العمليات، في محاولة لمساعدة قواته على صدّ الهجوم المضاد، إلا أن ذلك لم يؤدّ إلى نتيجة.
هذا الإنجاز على جبهة الجوف يأتي في وقت يستعد فيه الجيش واللجان لاستعادة مركز مديرية حيس الذي سيطرت عليه قوات «التحالف» قبل أيام، ومنعها من التقدم باتجاه المناطق الشمالية والشرقية من المديرية، وبالتالي تحصين مديرية الجراحي. وأشارت مصادر عسكرية من داخل حيس إلى أن «أنصار الله» دفعت بتعزيزات عسكرية، من بينها عشرات الأطقم، إلى القرى الشمالية والشرقية المتاخمة لحيس، مؤكدة أن الساعات المقبلة ستشهد «تحولاً كبيراً» لصالح الجيش واللجان.

استعادت «أنصار الله»
السيطرة على مناطق
واسعة من الجوف

ولفت الناطق باسم القوات الموالية لـ«أنصار الله»، العميد عزيز راشد، من جهته، في تصريح صحافي، إلى أن المناطق الجنوبية والغربية من حيس «أصبحت مصيدة» لقوات «التحالف»، موضحاً أن الجيش واللجان «نفذا عملية التفاف ناجحة في منطقة يختل، شمال مدينة حيس، وتمكنا من تدمير عشرات الآليات، بالإضافة إلى عشرات القتلى والجرحى».
وكانت القوات الموالية للرئيس المستقيل، عبد ربه منصور هادي، توقفت، قبل أيام، عند حدود ما سيطرت عليه مطلع الأسبوع داخل مديرية حيس، من دون أن تتمكن من التقدم أبعد من ذلك. وفي وقت تتطلع فيه تلك القوات إلى السيطرة على كامل المديرية لقطع خطوط إمداد «أنصار الله» من إب وتعز وذمار، والاقتراب من مديرية الجراحي، تواجه خططها «تعقيداتٍ كبيرة» على الأرض، ليست أقلها الطبيعة الجبلية الصعبة في حيس، والمقاومة «الشرسة» التي يبديها مقاتلو الجيش واللجان لأي محاولة تقدم جديدة.
مقاومة ما هي إلا بادرة من بوادر «مرحلة جديدة ندشنها اليوم»، عنوانها «التصعيد المضاد»، وفق ما أعلن رئيس «المجلس السياسي الأعلى»، أمس، خلال رعايته حفل تخرج دفعة من قوات الأمن المركزي. ولفت الصماد، في كلمة بالمناسبة، إلى «(أننا) واجهنا خلال الشهرين الماضيين تصعيداً لم يسبق له مثيل منذ بداية العدوان»، مضيفاً «(أنهم) كانوا يراهنون على اقتحام العاصمة، وكانوا يراهنون على احتلال الحديدة، وكانوا يراهنون على احتلال الجوف، وكانوا يراهنون على احتلال صعدة»، «(لكننا) استطعنا أن نلمس ذلك التصعيد وأن نلقنهم دروساً». وأضاف الصماد «(أننا) الآن ندشن مرحلة جديدة عليهم من التصعيد».
(الأخبار)




«القاعدة» ما يزال «خَطِراً»... رغم ضربات واشنطن

قُتل، مساء أمس، عنصران من تنظيم «القاعدة» بغارة لطائرة من دون طيار، يُعتقد أنها أميركية، في منطقة الصومعة جنوب غربي محافظة البيضاء. وأفاد مسؤول محلي بأن الغارة استهدفت دراجة نارية كانت تقلّ عنصرَين من التنظيم. وتأتي هذه الغارة استكمالاً للضربات التي تنفذها الولايات المتحدة ضد فرع «القاعدة» في اليمن، والتي شهدت تزايداً كبيراً منذ تولي دونالد ترامب سدة الرئاسة. وأعلنت القيادة المركزية الأميركية، الثلاثاء، أن قواتها نفذت 131 غارة جوية في هذا البلد العام الماضي، بما يفوق مجمل ما نُفّذ خلال السنوات الأربع السابقة لـ2017. وقال المتحدث باسم القيادة الأميركية، العقيد إيرل براون، إن هذه الهجمات جزء من «الجهود المستمرة لمنع الإرهابيين من توجيه أو دعم العمليات الخارجية ضد الولايات المتحدة ومواطنينا وحلفائنا وشركائنا في الخارج». وعن العام الحالي، أشار إلى أن القوات الأميركية نفذت عشر غارات في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، ما يعني أن سنة 2018 يمكن أن تنتهي إلى معدل مماثل لما انتهت إليه 2017.
وعلى الرغم من كل تلك الضربات، إلا أن «المجموعات المرتبطة بالقاعدة لا تزال تشكل التهديد الإرهابي الأبرز في بعض المناطق مثل اليمن»، وفق ما جاء في تقرير رفعه مراقبون تابعون للأمم المتحدة إلى مجلس الأمن الدولي أول من أمس. وقدّر التقرير أن «المجموعات المرتبطة بالقاعدة في غرب أفريقيا وجنوب آسيا تمثل خطراً أكبر من مقاتلي داعش»، محذراً من احتمال حصول تعاون بين الطرفين.
(الأخبار)