عشر سنوات مرّت على استشهاد «روح المقاومة» عماد مغنية، كُتب فيها الكثير عنه. عن بداياته، وألمعيّته، وصفاته التي لا مجال لحصرها. سيرته كذلك. يصعب وضعها في سياق واحد. كان عماد خلاصة تجارب كثيرة، لكن، سياسياً، وجهادياً، هو ابن ثورتين: الثورة الفلسطينية، والثورة الإسلامية في إيران.
طبعت الثانية مسيرته الكبرى، وهو الإسلامي المتأثر بالإمام الخميني، والسيد محمد حسين فضل الله والسيد محمد باقر الصدر. أما الأولى، ففي ظلها تشكّل وعيه الأول للصراع مع الأعداء، فبقي وفياً لها، حتى استشهاده يوم 12 شباط 2008. ملامح سيرته الفلسطينية لا يمكن فصلها عن شخصين: صديقه ورفيقه علي ديب (أبو حسن خضر سلامة)، وياسر عرفات. في ما يلي، محاولة لرسم العلاقة بين عماد وديب وعرفات، منذ بدايات العمل الفدائي في الشياح، يوم لم يكن مغنية قد تجاوز الثانية عشرة من عمره، وصولاً إلى ما بعد اغتيال «أبو عمار»، مروراً بخروج منظمة التحرير من لبنان وتشكيل المقاومة الإسلامية، والتحدي الذي فرضه خيار «أوسلو». ابن الثورتين، الفلسطينية والإسلامية الإيرانية، عاش تقاطعهما: السعي إلى تحرير فلسطين، بما هو انتصار للمستضعفين في مواجهة الاستكبار