الطريق إلى بنت جبيل سالكة للرؤساء. هذا ما كشفه اليوم الجنوبي الطويل الذي أمضاه الأمير القطري حمد بن خليفة آل ثاني في الجنوب أول من أمس، ورافقه فيه الرؤساء الثلاثة ميشال سليمان، نبيه بري وسعد الحريري، في سابقة رأى كثيرون من الأهالي الذين خرجوا للمشاركة في استقبال الضيوف أنها «لن تتكرّر»
الجنوب ــ الأخبار
بنت جبيل، عيناتا، الخيام ودير ميماس. هذه القرى الأربع مثّلّت محطات الزيارة الأولى من نوعها التي يقوم بها رئيس عربي إلى الجنوب، مفتتحاً مشاريع فيها. إلا أنّ الحفاوة بالأمير القطري الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وبالرؤساء الثلاثة ميشال سليمان ونبيه وبري وسعد الحريري، رافقت الضيوف على امتداد القرى التي عبرتها مواكبهم أول من أمس في قضاءي بنت جبيل ومرجعيون.
الحفاوة الشعبية كانت لافتة، كذلك الاستعدادات التي سبقت وصول الرؤساء وضيفهم إلى منطقة صفّ الهوا في بنت جبيل. هنا بدأ اليوم الجنوبي الطويل لأمير قطر، الذي تخلّله افتتاح سوق بنت جبيل ومستشفاها، تدشين مدرسة الإشراق في عيناتا، افتتاح القصر البلدي في الخيام ودير مار ماما في دير ميماس. مشاريع مفاتيح لا تختصر أعمال «المشروع القطري لإعادة إعمار لبنان» التي تجاوزت كلفتها الـ300 مليون دولار، وشملت إعادة بناء نحو 170 ألف وحدة سكنية في أربع بلدات جنوبية، و630 منشأة صحية وتربوية ودور عبادة في 195 قرية.
«أنتم لم تبخلوا بالعطاء ونحن لن نبخل بالوفاء» قال رئيس بلدية بنت جبيل للأمير القطري، مقدّماً إليه مفتاح المدينة، وكذلك فعل رؤساء بلديات كلّ من عيتا الشعب، عيناتا، الخيام ودير ميماس. خمسة مفاتيح لخمس بلدات جنوبية كانت خير معبّر عن الشكر والتقدير للدور الذي أدّته قطر بعد عدوان تموز 2006 على صعيد إعادة الإعمار.

بنت جبيل وعيناتا

المحطة الأولى إذاً كانت في عاصمة القضاء بنت جبيل، التي وصلها الأمير القطري وزوجته الشيخة موزة بنت ناصر المسند ورئيس الجمهورية ميشال سليمان وزوجته السيدة وفاء جوّاً، يرافقهم رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، الذي فاجأ الحاضرين لأنّ البرنامج الرسمي لم يكن قد أعلن مشاركته، أمّا رئيس مجلس النواب نبيه بري، فوصل برّاً، في حضور عدد من الوزراء والنواب والشخصيات السياسية والبلدية.
الشيخ حمد: لبنان أمام تحدّي إعمار المجتمع وإعادة بناء المواطن
قبل إعلان وصول الأمير والرؤساء بدقائق كانت الاستعدادات للاحتفالات لا تزال جارية على قدم وساق. فرق رقص فولكلوري، أحصنة تنقل بالشاحنات، أغانٍ وأهازيج قطرية، بالونات تنفخ في أكياس ضخمة، أطفال يحملون سلال الورود... وترتيبات أمنية مشدّدة كاد بسببها أهالي بنت جبيل لا يعرفون مدينتهم، وهم يحاولون الوصول إلى ساحة السوق بعدما أقفلت القوى الأمنية المداخل الرئيسية المؤدية إلى منطقة صفّ الهوا، وطلبت من الأهالي سلوك طريق واحدة. كذلك انتشرت عناصر أمنية منذ ساعات الصباح الباكر على طول الطريق التي سيعبرها الموكب، وكذلك فعل أهالي القرى التي أعدّت لاستقبالات شعبية حتى لو لم يكن الأمير سيتوقف فيها، على الرغم من موجة الحرّ التي شهدها لبنان أول من أمس.
الاحتفال بدأ عند الساعة العاشرة والنصف بقصّ شريط الافتتاح لبوابة بنت جبيل، ألقى بعدها رئيس بلدية المدينة عفيف بزي كلمة شكر فيها الأمير، وأعلن تقديم مفاتيح بلدات بنت جبيل وعيناتا وعيتا الشعب إليه «تقديراً للعطاءات والجهود المباركة في إعادة إعمار ما هدمه العدو الإسرائيلي خلال عدوان تموز 2006». بعدها أزاح الأمير والرؤساء الستارة عن لوحة تذكارية رُفعت في ساحة السوق، وقاموا بجولة فيه وهم يُحيّون الحشود التي اصطفت على جانبيه في ظلّ أجواء احتفالية وعروض فولكلورية.
المحطة الثانية كانت في المستشفى الحكومي، الذي افتتح بعدما جهّزته قطر بأحدث المعدات، حيث أقيم مهرجان خطابي تحدّث خلاله النائب محمد رعد، فرأى «أنّ ما أُنجز من إعمار في قرى الجنوب يعود الفضل فيه إلى قطر وأميرها، وإننا بحضور الرئيس سليمان، الذي يحتلّ الجنوب في قلبه مكانة استثنائية، وبحضور الرئيس بري، الذي يرى في الجنوب ومنه كل الجهات الأربع، وبحضور الرئيس الحريري ابن صيدا، عاصمة الجنوب وبوابة المقاومة، نجدّد لسمو أمير قطر شكرنا باسم كل شعبنا في الجنوب وباسم قائد المقاومة الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، ونقول شكراً قطر». أضاف: «يدرك اللبنانيون جميعاً بعد الأزمة المريرة التي ألمّت بلبنان أنّ اتفاق الدوحة فتح الطريق إلى خروج لبنان من تلك الأزمة. إنّ ذاك الاتفاق يتعرض اليوم لتهديد جديد، بتسلّل قرار اتهاميّ يهدف إلى تلفيق تهمة عبر التسييس لتحقيق ما عجزت عنه إسرائيل في حرب تموز، وفعلاً فإنّ التسييس هو أبعد ما يكون من العدالة، ونحن دققنا ناقوس الخطر لأننا أردنا ونريد أن نحفظ لبنان بأغلى ما عندنا».
ثم كانت كلمة للرئيس بري شكر فيها قطر على إعادة إعمار آلاف الوحدات السكنية في بنت جبيل وأخواتها عيناتا وعيتا الشعب والخيام. وقال: «اليوم اكتملت عناصر المقاومة الأربعة لأيّ عدوان إسرائيلي، حيث إنّ لبنان يملك أولاً قوة الردع المتمثلة دائماً في سلاح الوحدة الوطنية والشعب والجيش والمقاومة، وثانياً عملية النهوض بعد إعمار ما هدمته الحرب الإسرائيلية الأخيرة بدعم وتمويل من دولة قطر، دون أن ننسى فضل الإخوة في دولة الكويت والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية وسوريا والجمهورية الإسلامية في إيران على مساحة عدد كبير من البلدات والقرى، وثالثاً تحصين المنطقة الحدودية بخط دفاع صحي يتمثّل في مستشفى الدوحة في بنت جبيل واسمحوا لي بأن أطلق هذا الاسم على هذا المستشفى، وكذلك بخط دفاع تربوي يتمثّل إضافةً إلى عشرات المدارس الثانوية والمتوسطة والابتدائية في افتتاح شعبة لكلية العلوم في الجامعة اللبنانية في بنت جبيل، على أمل أن نفتتح في العام المقبل شعبة لكلية الصحة، ما دام مستشفى بنت جبيل يمكنه أن يوفّر المختبرات والدروس العملية، وبهذا يتوقف النزف البشري لأسباب صحية وتربوية».
أضاف: «من حديث الأرض إلى حديث الماء، أطلب باسم لبنان إطلاق اليد القطرية البيضاء في مشاريع السدود والبحيرات، ولأقول سلفاً شكراً قطر. شكراً على كل قطرة ماء سنحصدها من ثلوج جبالنا وأمطارنا وسنجمعها غداً في جرار قلوبنا من مشاريع السدود والبحيرات، التي ستسقي عطش أرضناوبعدما عرض بري تفاصيل رافقت عدوان تموز قال: «إذا كانت المقاومة قد خرجت سالمة غانمة من تلك الحرب، فهل تراها تسلم اليوم من تحوّل هيئة الأركان الإسرائيلية عسكرياً، وفي الحقيقة، فإنّ إسرائيل ليس لها عمل كل يوم سوى أن تقدّم إلينا التهم بالنسبة إلى المحكمة الدولية والتحقيق الدولي، إننا يا صاحب السمو نلمس أنه كلما تعقّدت الأزمات وازداد ثقل الملفات الإقليمية شهد لبنان نوعاً من التوترات السياسية والمختلفة بهدف تحويل الأنظار عمّا يجري من واشنطن إلى تل أبيب إلى فلسطين والعراق وأفغانستان. لقد اتفقنا في الدوحة برعايتكم الكريمة على السير بلبنان في طريق واضح للخروج من الأزمات، ونحن اليوم ولمناسبة زيارتكم لبلدكم الثاني لبنان نأمل من سموكم التشديد على تحصين اتفاق الدوحة ومثله اتفاق الطائف، بهدف الحفاظ على وحدة لبنان وسلامه الأهلي».
الكلمة الأخيرة ألقاها أمير قطر، الذي رأى أنّ لبنان لا يزال «يواجه الكثير من التحديات وهو أهل لمواجهتها، وعلى رأسها تحدي إعمار المجتمع وإعادة بناء المواطن، إنها معركة لا يمكن تقسيم اللبنانيين فيها بين خاسر ورابح، فإما أن يكسبها اللبنانيون معاً ويكسبها معهم العرب، أو أن يخسروها جميعاً ومعهم العرب أيضاً، وليس لدينا شك في أنّ لبنان قد اختار أن يواجه هذا التحدي ويكسب هذا النزال، ويعني هذا الخيار التمسك بعروبة لبنان، فهي التي تجمع أهله، وهي التي تربطهم بمحيطهم، كما يعني هذا الخيار التمسك بالمواطنة أساساً للانتماء لهذا الوطن، الذي يتسع لكل الديانات والمذاهب».
المحطة الثانية كانت في عيناتا، حيث افتتحت مدرسة الإشراق، انطلق الموكب بعدها إلى الخيام التي وصلها عند الساعة الثانية ظهراً. على الطريق كانت الحشود الشعبية وفرق الرقص الشعبي في انتظاره، وعند «بوابة فاطمة» في كفركلا اصطفّ المستقبلون على جانبي الطريق، ورشّوا الموكب بالورود وسط رقصات لفرق الخيّالة.

الخيام ودير ميماس

بري طلب إطلاق اليد لقطرية البيضاء في مشاريع السدود والبحيرات
عند الساعة الثانية ظهراً وصلت الوفود إلى الخيام، التي أُعدّ فيها استقبال شعبي حاشد نُحرت خلاله الخراف ونُثرت الورود والأرزّ احتفاءً بالوفد الرئاسي والأميري. وقد سار الموكب بصعوبة إلى مبنى البلدية، حيث أقيم الاحتفال في حضور ممثل الأمين العام لحزب الله، مسؤول منطقة الجنوب في الحزب الشيخ نبيل قاووق. وتسلّم الشيخ حمد مفتاح بلدة الخيام من رئيس بلديتها عباس عواضة، كما تسلّم الحضور الرئاسي باقات ورد من فتيات ارتدين اللباس الفولكلوري الشعبي.
بعد ذلك، قام الرئيس سليمان والشيخ حمد والرئيس بري بإزاحة الستارة عن لوحة تؤرّخ لإعادة افتتاح مقرّ المجلس البلدي، الذي دُمّر في العدوان الإسرائيلي في تموز 2006 وتكفّلت دولة قطر بإعادة بنائه، إضافةً إلى بناء النادي الحسيني والجامع ومئات الوحدات السكنية في الخيام. وفي الختام زرع الشيخ حمد والرئيسان وقاووق شجرة زيتون في باحة البلدية.
من الخيام إلى دير ميماس، حيث استعدّت البلدة للاستقبال برفع أقواس النصر على طول الطريق الممتدة من مدخلها إلى مبنى دير مار ماما، الذي يقع على كتف مجرى نهر الخردلي، وتطلّ عليه قلعة الشقيف. الأهالي لم يملّوا من الانتظار على الرغم من تأخّر الوفد، حتى الفتيات اللواتي كُلّفن حمل سلال الورود والانتظار عند مدخل البلدة بقين متحمّسات للمشاركة على الرغم من الطقس الحار.
في الدير كان في استقبال الوفود متروبوليت صيدا وصور ومرجعيون للروم الأرثوذكس المطران الياس كفوري، وراعي أبرشية صور للموارنة المطران شكر الله نبيل الحاج، وحشد من الفعّاليات الدينية ورؤساء البلديات من مختلف القرى. وتحدّث خلال الاحتفال، الذي أقيم في الكنيسة، المطران كفوري، ورئيس جميعة المرسلين اللبنانيين الموارنة الأباتي إيلي ماضي، ورئيس البلدية جان حوراني، الذي سلّم الشيخ حمد مفتاح المدينة، وهدايا تذكارية من سكاكين جزّينية إلى صولجان ملكي من المطران كفوري، كما ألبسه الأباتي ماضي عباءة مطرّزة، ومثلها لزوجته الشيخة موزة، وقدّم إلى رئيس الجمهورية وعقيلته هدايا تذكارية.
الجولة الجنوبية انتهت بغداء في دارة الرئيس بري في المصيلح، حيث كان والرئيس الحريري في استقبال الضيوف. وبعد خلوة استمرّت نحو ربع ساعة بين الرؤساء والأمير القطري توجّه الجميع إلى «قاعة أدهم خنجر»، حيث أُقيمت مأدبة تكريمية.


عادت أجمل مما كانت
داني الأمين
المسافة طويلة بين المكان الذي يُسمح فيه بركن السيارات في بنت جبيل وساحة الاحتفال في صفّ الهوا. والطقس الحارّ الذي شهده لبنان جعل السير مستحيلاً من دون محطات استراحة، يشرب خلالها المواطنون المياه ويتحدّثون معلّقين على الزيارة، مطلقين التكهّنات عن الحضور، سائلين عن التعويضات... ولمَ لا، الحديث عن حرب مقبلة لا يستبعدها أحد. فـ«إسرائيل لن تسكت عن خسارتها إلا إذ مُنيت بخسارة أكبر» يقول فتى من بنت جبيل كان يلهث وهو يحاول اللحاق بالمواكب التي تركت ساحة السوق متجهة إلى مستشفى بنت جبيل، حيث المهرجان الخطابي.
على طول الطريق بين السوق والمستشفى حركة إعمار لافتة، وبيوت جديدة. تعطي السيدة صورة الأمير القطري التي لوّحت بها كثيراً إلى ابنتها، وتروح تحكي عن بيتها الذي «عاد أجمل ممّا كان». تستدرك: «هذه العبارة أطلقتها وعد (مشروع وعد لإعادة إعمار الضاحية الجنوبية)، لكنّ قطر أيضاً أعادت بنت جبيل أحلى مما كانت».
سيدة تحاول اللحاق بالوفود تبتسم بدورها وهي تشاهد وزير الصحة محمد خليفة يخرج من أحد الأزقّة «عن جدّ شوفة من العمر كلّ الرؤساء والوزراء عنّا ببنت جبيل». سيّدة أخرى تمسك يدي ابنتَيها وهي تهنّئ نفسها على اتخاذها قرار المشاركة في الاحتفال «قالوا لي البنات من الصبح وأنا ما كان بدي. منيح اللي ردّيت عليهم وإجيت، تسلينا شوي».
ذلك أنه على غير العادة، وعلى الرغم من الانقطاع المستمرّ والمتزايد للكهرباء والماء، شعر أبناء بنت جبيل وقراها أول من أمس باهتمام ورعاية رجالات الدولة، بعدما شاهدوا بالعين المجرّدة، وللمرّة الأولى، وجوه الرؤساء الثلاثة وعدد من الوزراء دفعة واحدة. «إنها النعمة حلّت على المنطقة، الرؤساء والوزراء هنا في بنت جبيل، هذا المشهد لم نشهده من قبل، منذ أيام الاحتلال وبعد التحرير وبعد حرب تموز، فشكراً قطر على حضور أميرك، الذي أتاح لنا مشاهدة رؤسائنا وقدومهم إلينا» يقول محمد عواضة، أحد أبناء بلدة كونين، الذي حضر مع المئات من الأهالي إلى بنت جبيل لاستقبال أمير قطر والرؤساء الثلاثة. عواضة يعترف لـ«قطر بأفضال كثيرة، فهي التي بنت وأعطت، وأشعرتنا بالدفء الذي لم تمنحنا إيّاه الدولة منذ وجودنا، وهي أيضاً التي تسهم اليوم في لفت الأنظار إلينا، وأعطتنا الفرصة لرؤية رؤسائنا ووزرائنا الذين لم يزُر أحد منهم بنت جبيل المدمّرة في تموز ليطّلع على أحوال أبنائها المفجوعين».
هذه الزيارة أتاحت أيضاً للأهالي فرصة التعرّف إلى مستشفاهم الجديد، المجهّز بأحدث المعدات وأكثرها تطوّراً، فهم لا علم لهم بوجود مثل هذا المستشفى الكبير في منطقتهم، على الرغم من مرور خمس سنوات على المباشرة ببنائه، بعدما تبرّع بأرضه وببنائه الأخوان موسى وإسماعيل عباس، إضافةً إلى مجلس الجنوب، الذي أكمل البناء. أمّا قطر، فقد حقّقت الحلم الأكبر بعدما رمّمت المستشفى وأهّلته وجهّزته بأفضل المعدّات المتطوّرة بكلفة تزيد على العشرة ملايين دولار أميركي.
في هذا المستشفى احتشد الأهالي، الذين اضطرّ معظمهم إلى السير على الأقدام مئات الأمتار للوصول إلى المبنى بسبب الإجراءات الأمنية. صفّقوا كثيراً للزائر القطري وزوجته، كما صفّقوا للرؤساء الثلاثة، وحاول الذين لم يحضروا إلى بنت جبيل أن يعبّروا عن فرحتهم وشكرهم لقطر على طريقتهم الخاصّة، فتجمّعوا في الشارع العام الرئيسي المؤدّي إلى بنت جبيل، ونحروا الخراف وانتظروا وصول المواكب الرسمية رافعين الأعلام القطرية واللبنانية، آملين أن «تصبح بنت جبيل ومنطقتها محطّة دائمة للمسؤولين، الذين باتوا يعرفون أن الطريق إلى هنا ليست طويلة أو مستحيلة».