دوما | في الشام «سوريا بخير» فعلاً. ما من حراك هنا. ما من «رقصات شعبية» معارضة. الحياةُ فيها أكثرُ حياةً من شوارع بيروت. الساعة الثانية فجراً والطرقات ما زالت ممتلئة بالسيارات والمارة. رواد المطاعم والمقاهي حاضرون بضجيجهم. من باب توما إلى باب شرقي، مروراً بباب المصلى وساحة السبع بحرات، وصولاً إلى شوارع المزّة والعابد وميسلون... ما من «جزيرة» هنا. لكن، من كان قد «ابتلع» كمّاً من بث بعض الإعلام العربي، قبل مجيئه إلى سوريا وحطّ رحاله في شامها، فلا أمل بنجاته من صدمة نفسية. حتماً، سيسأل نفسه...
«أين الثورة التي يتكلمون عليها»؟ تحيل السؤال على موظف في مطعم شهير، وسط حي الأمين التراثي، فيجيب: «لا تصدقوا كل ما يقال في الإعلام. المشكلة، حقيقة، أنه لا بد من المجيء إلى هنا مباشرة، للتأكد أن الحياة ما زالت طبيعية هنا». يدخل أحد رواد المطعم، فجأة، على خط الحديث. يؤكد ما قاله الموظف، عن الشام تحديداً، لكنه يضيف: «ليست كل سوريا بخير». أين مثلاً؟ «اذهب إلى دوما وحرستا، قريباً من العاصمة، وستجد مشهداً مختلفاً».
إذاً، إلى دوما وحرستا دُرْ. ليس سهلاً، هذه الأيام، إيجاد سيارة أجرة تقلك إلى هناك. لكن، بعد طول بحث وانتظار، يوافق أحد السائقين على ذلك، مقابل دفع أجرة عالية له بدلاً لـ«المجازفة» التي قد تكلفه حياته. يتبيّن أن السائق هو من ريف دمشق أصلاً، من منطقة داريا تحديداً، لكن سبب خوفه من الذهاب إلى المقصد هو مرافقة صحافيين، قد لا يكون مرغوباً بهم هناك. في الطريق إلى دوما، المدينة الأكبر في محافظة ريف دمشق، يبدأ المشهد بالتحوّل تدريجاً. في حسابات المسافة، لا تبعد دوما عن العاصمة أكثر من 20 كيلومتراً، لكن في حسابات المشاهدات، فإن الهوة عميقة عمق الأزمة بين نظام ومعارضة.
على مدخل المدينة الريفية، ينتصب حاجز للجيش، يدقق عسكريوه في هوية كل سوري وأجنبي زائر. هذا الحاجز لم يكن موجوداً قبل عام تقريباً. ممنوع على «الغريب» الدخول، إلا بحيازته إذناً مسبقاً من وزارة الإعلام. لم يكن عبور الحاجز سريعاً، رغم وجود الإذن، فاحتاج الأمر إلى بعض الاتصالات، علماً بأن موظفاً في الوزارة يرافق الزائرين الأجانب. بعد الانتهاء من الحاجز، بدا المرافق قلقاً، يكثر من التلفت في كل الاتجاهات. في رأيه «يجب أخذ الحيطة والحذر، فربما أنتم لا تعلمون ماذا يجري هنا. أي خطأ يمكن أن يكلفكم حياتكم، وأنا معكم أيضاً». كانت ملامح وجه مندوب الوزارة تزداد قلقاً كلما اقتربت السيارة، الصفراء اللون (عمومية)، من وسط المدينة المزدحمة. أربك هذا الأمر سائق الأجرة، الذي راح يخبر زبائنه بأن أهل هذه المدينة، كبقية أهل الريف، «محافظون» بالفطرة. أيضاً، مهنة القصاب هي أكثر المهن انتشاراً بينهم، فهم «يألفون الذبح». هكذا، بدا أن السائق أصبح خائفاً على عنقه.
من مدخل المدينة حتى وسطها، يُلاحظ أن «حرب الجدران» هي أكثر الأشياء ظهوراً. كتابات تهاجم الرئيس السوري، يعلوها الدهان بقصد محوها، ثم تعاد كتابتها من جديد. ثمة مظهر لا يمكن إلا ملاحظته في دوما، وهو «النقاب» الذي لا يكاد يفارق وجه أي امراة على الطريق. واضعات الحجاب التقليدي، الكاشف للوجه، هن قلة. أما «السافرات» فلا وجود لهن أصلاً. إطالة اللحى ملحوظ بكثرة أيضاً. كل شيء في دوما، هذه الأيام، يوحي بحالة دينية متشددة. عبارات المبايعة والتأييد لـ«الشيخ العرعور» كثيرة على جدران الأزقة.
عند جامع دوما الكبير، يخرج المصوّر كاميرته لالتقاط بعض الصور. ثوان قليلة ويعرف أهل المنطقة أن ثمة غرباء في ديارهم. حشود كبيرة منهم تركض من بعيد، والغضب يركض أمامهم. «من أنتم، من أين، ماذا تريدون؟»، يسألون بعيون ملتهبة وأصوات مرتفعة. هنا، اللهجة اللبنانية فاضحة. «من أي منطقة أنتم في لبنان، ولأي حزب تتبعون؟». أسئلة لم تكن مألوفة عند الشعب السوري قبل شهور خلت، لكنها صارت اليوم مدخلاً إلى «اطمئنان» النفوس. لا حيلة باليد سوى إخبارهم أن الزوار أجانب، مراسلون لوسائل إعلام أوروبية، بغية النجاة من الأذى الرابض في سواعد «الدومانيين».
ينظرون في محفظة مندوب وزارة الإعلام، لكن لحسن حظه، وحظ من يرافقهم، أنهم لم يمعنوا النظر فيها. لو دققوا أكثر لوجدوا بطاقة وظيفته الرسمية. لو حصل ذلك، لكان الله وحده يعلم ماذا يمكن أن يحصل.
في المدينة، الريفية، ملامح الفقر واضحة. النظافة، الغائبة عن الشوارع، تشي بالكثير من الإهمال. بدا من السذاجة سؤال الناس هنا عن رأيهم في الاستفتاء على الدستور. هم في مكان آخر كلياً. هم يريدون «إعدام الرئيس، ونصرة إخوانهم المجاهدين في حمص». تسهل ملاحظة تدني المستوى التعليمي لدى عامة الناس هنا، وبالتالي، يصعب الخوض معهم في نقاشات سياسية، كتلك التي يخوض فيها «المثقفون» المعارضون في المقاهي والحانات، البعيدة عن دوما وجوارها. لا يمكن مخالفة شباب وسط مدينة دوما في الرأي كثيراً؛ إذ يريدون الكلام وحدهم، من دون مقاطعة تعارض أفكارهم. معارضتهم قد تكون مكلفة «جسدياً». هذا ما يقولونه هم بطريقة ملطفة نسبياً. يسهبون في شرح ما يعانون من «ظلم وقهر منذ زمن بعيد، إضافة إلى الخوف، ولكن الآن خلص، ما عاد للخوف مكان ولن نكون كأهالينا الذين قبلوا بالخوف». كلمات يقولها «أبو جاسم»، رافضاً الإفصاح عن اسمه الحقيقي. يكتفي بالكنية، على غرار ما فعله كل رفاقه المحتشدين. أما من أشخاص يؤيدون النظام في المدينة؟ ينفي «أبو الوزير» وجود أي «أسدي» في دوما. يقاطعه «أبو جاسم» بالقول: «للأمانة، بلى يوجد أسديون، ولكن خليهم يفتحوا تمهم بكلمة، نحن هنا الأسياد والحكام». يبدو من كلام الأخير أن دوما، التي يقال إن عدد سكانها يقارب 400 ألف شخص، لا وجود لرجال الأمن النظامي فيها. يقولون إن الجيش لم يعد يدخلها، أخيراً، إلا بواسطة «الكاسحات». يقصدون الآليات العسكرية. يدخل «الضبع» على خط الحديث بصوته الجهوري. يقول، الشاب العشريني، إنه «لو تجسد أمامي عسكري من النظام، الآن في هذه اللحظات، لقطعته بأسناني وأظفاري وشربت من دمه». حقد الشاب كبير جداً، كبير إلى درجة تخيف سامعه، نظراً إلى الحدّة التي ملأت ملامح وجهه فجأة. يكشف عن خاصرته ليري المصور أثر الرصاصة التي أصيب بها قبل أسابيع. ثوان ويبدأ الجميع، الذين فاقوا الـ 100 حاقد على النظام، بالكشف عن الثقوب في أجسادهم. واحد في فخذه، وثان في صدره، وثالث بات «أعور» بعدما أصابت شظية عينه، ورابع يعرض إصبع يده المبتور. يتحدثون جميعاً عن «الشهيد» سامر عز الدين، الذي «قتله النظام» أمام جامع «الفوال». يتذكرون، جماعياً، شاباً آخر قتل في حي «الحجارية». في دوما «العرض غال جداً». يتحدث الشبان عن «تلطيش» تعرضت له نساؤهم من قبل «الجيش والشبيحة». يتمنى «أبو ميمون» على الزائرين أن لا يظنوا أن «التلطيش سهل هنا كما عندكم في لبنان. هنا إذا أحد نظر إلى أختنا نقتله».
كيف السبيل إلى تصديق كل ما يقوله هؤلاء؟ أما من أحد يؤيد النظام لسماع الرواية منه؟ يصرّ المحتشدون على منع الزائرين من إكمال جولتهم، ويرفضون إرشادهم إلى أماكن المؤيدين. لا ينفون وجود «الجيش السوري الحر» بينهم. أحدهم يقول إنه عضو في هذا الجيش، لكن الآن لا اقتحام، وإلا «لوجدتني قد حملت السلاح للدفاع». يضيف: «صحيح أنهم استطاعوا كسر عسكرنا، في الآونة الأخيرة، واعتبروا أنهم طهروا المنطقة، ولكن صدقني لن نتراجع». هذه الكلمات، التي بدت كخطاب جماهيري، دفعت بكل الحاضرين إلى إطلاق تكبيرات، تلتها صرخات شتم للنظام وأخرى مؤيدة لـ«العرعور». اللافت أن عبارة «نحن ضد الطائفية» تتكرر كثيراً هنا، لكن، ما هي إلا لحظات حتى يظهر ما يشبه «الانفصام» في الشخصية. فجأة، يبدأون الحديث عن طائفة الرئيس، الذين «حذرناهم من الوقوف ضدنا وإلا فسيكون حسابهم عسيراً».
شبّان دوما، كعموم أهل الريف، يتمتعون بالنخوة ويصرون على حماية الضيف. أثناء التجمهر، يقول أحدهم للزائرين: «أنصحكم الآن بالمغادرة، لقد بدأنا نلاحظ وجوهاً غريبة وربما تحصل كبسة الآن من الجيش النظامي، ولا نريد أن يصيبكم أذى. إذا اشتغل الرصاص، من الجهتين، يمكن أن تصابوا. أظن أنه دخل بيننا «عواينية» (مخبرو النظام)». بالقرب من جامع «حوا»، ينادي أحد الشبان ليقدم نصيحة أخيرة: «في أي زيارة مقبلة لكم إلى هنا، عليكم بانتعال أحذية رياضية، كما ترونا نفعل جميعاً، حتى تتمكنوا من الركض في حال حصول اقتحام فجائي».
هكذا، جرت مغادرة المدينة، عملاً بنصيحة الشاب «الدوماني الحاد الطباع». على مسافة قريبة من دوما، المدينة التي تضم أكثر من 80 جامعاً، تقع مدينة حرستا، وهي على الجهة الشرقية للطريق الرئيسي المنطلق من دمشق باتجاه حمص. في حرستا، يقع مبنى محافظة ريف دمشق، وفيها مركز «ناحية» يتبع مدينة دوما. لا فرق يذكر لجهة التكوين الاجتماعي بين دوما وحرستا. كذلك في الحالة «المعارضة» للنظام أيضاً. بدت الحياة في حرستا طبيعية، فسوق الخضار ممتلئ بالمتبضعين، وسائر المحالّ التجارية أيضاً، إضافة إلى حركة السير النشطة. قرب عيادة الدكتور حسين عثمان، يرتفع جدار ضخم خُطّت عليه عبارة: «يسقط نبيل العربي اليهودي». وإلى جانب «مؤسسة مياه الشرب» الحكومية، ثمة صورة كبيرة للرئيس السوري بشار الأسد. لم يطاول الصورة أي تشويه. بدت حركة المعارضة أخف وطأة عمّا هي عليه في دوما. طبعاً، لا تخلو بعض الجدران من كتابات ضد النظام، في مقابل كتابات مؤيدة لـ«إصلاحات سيادة الرئيس القائد». بدا صعباً جعل أحد من أهل المدينة يتكلم في السياسة. أي سؤال عن الدستور الجديد، يقابل بعبارات من قبيل: «إن شاء الله خير» أو «الله يهدي البال».
عند مخرج مدينة حرستا، ثمة حاجز للجيش، يدقق في هوية الداخلين والخارجين. قرب الحاجز، نصب الجنود رشاشاً حربياً غريب الشكل. العسكري هناك لا يعرف اسم الرشاش، لكنه يجيد استعماله. هكذا يقول. يأخذ العسكري بطاقات الهوية، لكنه يستغرب وجود كاميرات في السيارة، فيعرضها على الضابط المسؤول. بعد نحو 10 دقائق يأتي الإذن بالمغادرة، مترافقاً مع ابتسامة صريحة، وقول: «ما بدنا منكم إلا تنصفونا. موفقين يا جماعة». ابتسامة وكلام لطيف ومزاح، كلها إشارات تكفي للنزول من السيارة والتقرب من العسكري «البشوش». بعد عدّة محاولات، قرر العسكري محمود (اسم مستعار) أن يفتح قلبه للصحافيين. أخذهم إلى زاوية فيها آثار لرصاص. تحدث عن هجوم حصل على الحاجز، قبل ثلاثة أيام، من جانب أشخاص ينتمون إلى «الجيش الكر» (هكذا يسمون ما يسمى الجيش السوري الحر). يقول إن الذين هاجموا كانوا على متن سيارة سوداء، إذ «أطلقوا النار علينا بكثافة وفروا مسرعين، ما أدّى إلى إصابة زميل لنا». يأسف العسكري، القروي جداً، لعدم تمكنه ورفاقه من اللحاق بالسيارة المهاجمة، فـ«العملية حصلت عند الساعة 4 فجراً، ولو فعلها الجبناء في النهار لنلنا منهم». دقائق ويفتح العسكري قلبه أكثر، ليسمح للضيوف بأخذ صورة تذكارية معه، بعد أن أخذ منهم وعداً بعدم نشرها في وسائل الإعلام.
بالخروج من دوما وحرستا، باتجاه الشام، يعود مشهد الحياة طبيعياً شيئاً فشيئاً. دمشق ليست كريفها. خلاصة يسهل الخروج بها من هناك. في الريف حدّة وحقد ونفوس ممتلئة غضباً وكرهاً. في الريف، لا يصح القول أيضاً إن كل شيء ضد النظام، لكن، بحسب رأي أحد أهل الشام، فإنه «يكفي أن يكون هناك 100 شخص في دوما، مستعدين لحمل السلاح، حتى يخاف منهم أهل منطقتهم من غير المعارضين». من يذهب إلى ريف دمشق، هذه الأيام، وهو من موالي النظام، فلا أمل بخروجه من دون قلق على المستقبل، وإن كان بعيداً. حتماً سيأسف لما آلت إليه الأمور. لكن، في المقابل أيضاً، يفترض بكل معارض يزور تلك المنطقة، وهو علماني أو ليبرالي، أن يعلم أن المعارضين هناك لا يشبهونه، وهم، ربما، يمثلون نقيضاً له في أفكارهم. فهناك، لدى المعارضة تحديداً، لا اقتداء إلا بـ«قائد» واحد... إنه «العرعور».



أسلحة واشتباكات

خرجت الاحتجاجات في مدينة دوما، منذ أشهر عديدة، عن طابعها السلمي، إذ أعلن الجيش السوري مراراً حصول اشتباكات عنيفة في المدينة.
في مقابل ما تعلنه أيضاً المجموعات التابعة لـ«الجيش السوري الحر»، حيث أعلن قبل نحو شهرين «سيطرة المجموعات المنشقة على كافة أحياء دوما، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن السورية».
غير أن اشتباكات حصلت لاحقاً، أدّت إلى عودة سيطرة قوى الأمن على المدينة.
آخر هذه الاشتباكات وقعت أول من أمس، إذ أعلنت وكالة «سانا» السورية ضبط مخبأ كانت «تستخدمه المجموعات الإرهابية المسلحة لإخفاء أسلحة وذخائر في إحدى مزارع منطقة دوما»، لافتة إلى حصول اشتباكات في منطقة ريف دمشق، بين الجيش السوري ومجموعة «إرهابية»، حيث قتل عدد من المسلحين وألقي القبض على آخرين.
وبحسب الرواية الرسمية السورية، شملت الأسلحة المضبوطة «صواريخ مضادة للدروع من نوع «لاو» أميركية الصنع و7 قواذف «آر بي جي» مع 10 قذائف خاصة بها، وقناصات متنوعة وطلقات رشاش إسرائيلية الصنع وصناديق طلقات من نوع دوشكا ومنظارين ليليين ومخازن وجعباً عسكرية وكمية كبيرة من الذخيرة».



الأكبر في الريف


مدينة دوما هي مركز محافظة ريف دمشق، فهي المدينة الأكبر مساحة في المحافظة، ويبلغ تعداد سكانها 109.000 نسمة تقريباً، وفقاً لبيانات السجل المدني أوائل عام 2004. لكن بسبب لجوء الكثير من السوريين إليها للإقامة فيها، إضافة إلى إقامة العرب من غير السوريين، أصبحت تُعدّ منطقة شعبية مكتظة؛ إذ يقدر البعض أن سكانها باتوا الآن قرابة 400 ألف.
وتُعَدّ دوما مدينة صناعية زراعية، فيها العديد من المصانع والمعامل، وتشتهر بزراعة أشجار الفواكه المختلفة والعنب المعروف بالعنب الدوماني، إضافة إلى نشاط العمل في رعي المواشي وبيع الحليب واللبن.
أما في حرستا، فما زال قسم كبير من أراضيها يتمتع بالطابع الزراعي، والزيتون هو من أكثر المحصولات الزراعية وأهمها في المدينة. كذلك تنتشر زراعة الخضراوات البسيطة المختلفة. وتشتهر المدينة، التي يقدر عدد سكانها بنحو 40 ألفاً، بصناعة الألبسة الجاهزة، إذ تكثر فيها ورشات الخياطة. وحرستا، كمدينة دوما، يتمسك أهلها بالعادات والتقاليد الشرقية المحافظة، إضافة إلى ميل ديني متشدد واضح؛ إذ يُشاهد «نقاب» الوجه لدى النساء فيها بكثرة.