حلب | ترقّب حذر يسود ريف حلب الشمالي، في انتظار ما ستسفر عنه لقاءات وزير الداخلية السوري، اللواء محمد إبراهيم الشعار، مع وجهاء وفعاليات المنطقة، ومن بينهم معارضون ومقربون من المجموعات التي حملت السلاح.
وينحصر جدول اعمال اللقاءات بإقناع المعنيين بإعادة الأمور في مناطقهم إلى ما كانت عليه قبل أشهر، والامتناع عن قطع الطرقات بقوة السلاح، مقابل تلبية مطالب لهم، منها وقف الاعتقال، ومطالب خدمية مختلفة . وقال مصدر مطلع لـ«الأخبار» إن لقاءً ضم الوزير مع العشرات من الوجهاء والفعاليات بهدف إنهاء مظاهر التسلح، والاخلال بالأمن، التي يشهدها ريف حلب الشمالي والغربي. وأضاف المصدر أنه «أبلغ الأهالي الحرص الشديد من قبل رئيس الجمهورية على كل قطرة دم سورية، وأن الاخلال بالامن خط أحمر، لن يتم التهاون فيه إطلاقاً».

المصدر أكد أن السلطات تعتبر أن السماح بالتظاهر لم يقابل باحترام التعهدات المقطوعة للحفاظ على الأمن، وعدم تخريب المنشآت العامة، حيث أحرقت مخافر واعتدي على مدارس ودوائر حكومية، وتعرض رجال أمن لرصاص كمائن، وعبوات ناسفة، ومنع الموظفون من أداء أعمالهم».
في المقابل، قال مصدر من تنسيقة تلرفعت إن السلطة ترفض الحوار مع الوجهاء الحقيقيين، الذين يمكنهم ضبط المتظاهرين، وعدم الاخلال بالأمن، وتصر على لقاء المقربين منها، غير القادرين على تنفيذ تعهداتهم. وأضاف أن رغبة المحتجين هي التفاوض وتحقيق مطالبهم بوقف الاعتقال واعادة العمال إلى أعمالهم وتأمين فرص عمل وغير ذلك من مطالب محقة، وأن السلاح استخدم فقط للدفاع عن النفس في مواجهة الأمن.
وتعتبر مدينة تلرفعت من أكثر بؤر الاحتجاج تنظيماً، وتسيطر جماعات معارضة بقوة السلاح على المدينة التي يقطنها نحو 25 الف نسمة، وتخلو من مظاهر السلطة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، فيما أطلق مسلحون من المدينة نفسها سراح الأستاذ الجامعي عبد المنعم عبد الله بعد يوم من خطفه وسلبه سيارته الخاصة.
وعلمت «الأخبار» من مصدر مطلع أن عناصر من شرطة منطقة اعزاز عادوا لمباشرة أعمالهم، في مقر مديرية المنطقة، التي غادروها بعد تصاعد الهجمات المسلحة التي قام بها مسلحون قدموا من مناطق ريفية قريبة، وبينهم متسللون من الأراضي التركية، فيما أعادت قوات حفظ النظام الحركة إلى أوتوستراد حلب - اعزاز ، الذي يصلها بتركيا والذي كثيراً ما قام مسلحون بقطعه، واستهداف حواجز وآليات قوات حفظ النظام فيه.