من النادر أن يحصل سينمائي على سعفتين ذهبيتين خلال دورات «كان» الـ65. تكررت هذه الواقعة خمس مرّات مع ست مخرجين، هم: فرانسيس فورد كوبولا، وبيل أوغوست، وإمير كوستوريكا، وشوهي إيمامورا، والأخوان داردين. لكنّ عام 2012 قد يشهد أمراً مماثلاً، وخصوصاً أنّ خمسة من الأفلام المشاركة في المسابقة الرسميّة، تحمل توقيعاً سينمائياً من نادي حملة سعفة «كان». في مقدّمة هؤلاء المعلّم النمساوي مايكل هانيكي الذي أرخى ظلاله الكئيبة على الكروازيت قبل عامين برائعته «الشريط الأبيض». حاز العمل السعفة الذهبيّة، وفيه عاد إلى قرية ألمانية قبل الحرب العالمية الأولى، باحثاً في بيوتها المحافظة، عن جذور القمع الديني والجنسي والسياسي.

هذه المرة، يعود مع ممثلته الأثيرة إيزابيل أوبير، وبجانبها الممثلان المخضرمان إيمانويل ريفا وجان لوي ترنتينيان. «حبّ» هو عنوان الشريط الذي يرشّح النقّاد أن ينافس بقوّة على الجائزة، مع حبكة تحكي تحديات الحبّ في حياة زوجين عجوزين بعد تعرّض الزوجة لجلطة، وسط انشغال ابنتهما المقيمة بعيداً عنهما.
عباس كياروستامي قد يفعلها هذا العام أيضاً، ويلتحق بشريكه شوهي إيمامورا، السينمائي الياباني الراحل الذي تقاسم معه السعفة الذهبيّة مناصفةً عام 1997. يومها أذهل المعلّم الإيراني العالم ببطله الباحث عمّن يساعده في حفر قبره في «طعم الكرز». عمله تحوّل إلى مرجع في الواقعيّة الإيرانيّة، وفتح عيون الأوروبيين على مدرسة جديدة في السينما خرّجت لاحقاً جعفر بناهي، وبهمن غوبادي، وأصغر فرهادي. سيحكي كياروستامي في فيلمه الياباني «مثل عاشق» المنافس على سعفة 2012 قصة شابة جامعية في طوكيو، تلجأ إلى الدعارة لدفع نفقات دراستها.
كين لوتش، لن يتكلّم اليابانيّة، بل سيلجأ إلى لغة الملائكة في شريطه «حصّة الملائكة». عام 2006، حصد لوتش سعفته الذهبية عن «الريح التي تهزّ الشعير» الذي استرجع حرب الاستقلال الإيرلندية. وهذه المرّة، يحكي قصة رجل يهرب من السجن، ويورّط معه كلّ العائلة.
بين العمالقة الثلاثة الموعودين بحمل سعفة ذهبية ثانية إلى صالون منزلهم، إضافة إلى مخرج روماني شاب، نتذكّره من خلال فيلمه السجالي الجارح «4 أشهر، 3 أسابيع، ويومان». إنّه الروماني كريستيان مونجيو الذي خطف السعفة عام 2007 عن شريطه الذي روى حكاية طالبة تحاول إجهاض نفسها بمساعدة زميلتها في السكن. وفي عمله الجديد «خلف التلال» سيأخذ الكروازيت إلى ميتم روماني، حيث تقيم صديقتان تفرقهما الدروب لاحقاً، تختار إحداهما اللجوء إلى ألمانيا، مع ما تستبطن هذه الحبكة الأولية من إحالات سياسية وإنسانية.
تم تعديل هذا النص عن نسخته الأصلية بتاريخ | 23 نيسان 2012