محمد عبد الرحمنفي فيلم «ابن عز» للممثل الراحل علاء ولي الدين، يظهر الفنان حسين الإمام في شخصية رجل أعمال ثري يرفض حتى التقاط صورة فوتوغرافية له للنشر في صحيفة تهتم بأخبار نجوم المجتمع. ويشرح الإمام فلسفته للصحافي الذي جرت مصادرة الكاميرا الخاصة به، بأنّ الثروة لن تدفعه إلى الدخول إلى مناطق محظورة، فما دام بعيداً عن الأضواء، يستطيع جني المزيد من الأموال بهدوء. أما الخروج إلى الجمهور، فسيعرّضه لأزمات هو في غنى عنها. لكن بعض رجال الأعمال المصريين رفضوا في الآونة الأخيرة التصديق على حكمة حسين الإمام في الفيلم الشهير، أبرزهم نجيب ساويرس، الذي يتعرض كل فترة لهجوم من جانب أشخاص ينتمون إلى التيار الإسلامي. وقبل سنوات، بلغت إحدى هذه الحملات حدّ دعوة المصريين إلى مقاطعة شركة المحمول التي يملكها ساويرس، والاشتراك في الشركة المنافسة لأنّ مالكها... مسلم، بينما هي أساساً مملوكة لشركة إنكليزية عملاقة!
لوّح رامي لكح بمقاضاة إلهام شاهين بعد تصريحاتها الأخيرة في «الجريئة»
الجدل حول ساويرس يتجدّد كلما أدلى برأيه في قضايا يعتبرها التيار الإسلامي في مصر خطاً أحمر، وخصوصاً بالنسبة إلى الشخصيات القبطية مهما كانت مكانتها. فليس من حق ساويرس أن ينتقد الحجاب، ويحذّر من تحوّل القاهرة إلى طهران جديدة ينطق أهلها باللهجة المصرية، لكنهم يطبّقون قواعد الثورة الإيرانية. وكلما تفادى رجل الأعمال البارز حملةً وراء أخرى، عاد ليثير الجدل، سواء من خلال سياسة القنوات الفضائية التي يمتلكها، أو تصريحاته الأخيرة لبرنامج «في الصميم» على قناة «بي بي سي» العربية. إذ هاجم ساويرس المادة الثانية من الدستور المصري، التي تنص على أنّ الإسلام هو دين الدولة الرسمي. علماً بأنّه ترتفع كلّ فترة أصوات مطالبة بإلغاء تلك المادة، وعدم تحديد ديانة المصريين في بطاقات الهوية الشخصية. كذلك، قال ساويرس إنّ الأقباط يتعرضون للتمييز. حتى إنّ الضباط الأحرار خلوا من المسيحيين، مضيفاً إنّ «الأقباط سلبيون ولا يدافعون عن حقوقهم، ويستحقون إذا كانوا مضطهدين». ما دفع المحامي نزار غراب إلى التقدم ببلاغ رسمي ضد ساويرس، يتهمه فيه بإثارة النعرات الطائفية، وتحريض أبناء الوطن الواحد بعضهم على بعض. حتى الآن، لم يصدر أي بيان رسمي عن ساويرس. وعلى خط مواز، أطلق رجل الأعمال القبطي المقيم في باريس رامي لكح تصريحات غاضبة ضد الممثّلة إلهام شاهين، وهدّد بمقاضاتها رسمياً بعدما خرجت في برنامج «الجريئة»على قناة «نايل سينما» لتؤكد أنّ مشروع الارتباط بينهما كان أمراً واقعاً، وأن لكح أبدى استعداده لتغيير ديانته. وهو الأمر الذي أغضب رجل الأعمال، الذي نفى هذا الكلام، وقال إنّ علاقتهما كانت عابرة، وأبدى مخاوفه من تأثير تلك التصريحات في جهوده الرامية حالياً إلى العودة إلى القاهرة بعد إنهاء مشكلاته المادية مع العديد من المصارف الحكومية.