صيدا ــ خالد الغربي
هل انتهت قصة «إبريق الزيت» لإزالة مكب النفايات أو جبل الزبالة كما بات معروفاً في مدينة صيدا بنهاية غير سعيدة، بعد أن سرت معلومات عن خلافات بين بلدية صيدا والشركة المتعهدة مشروع معالجة جبل النفايات «شركة الجنوب للإعمار» وعن توقفها عن الأعمال التحضيرية لهذا المشروع التي كانت تنفذها منذ فترة، حيث سحبت جميع آلياتها وعمالها من الموقع (الملاصق مباشرة للمكب).
وفي جولة على موقع المشروع عند الجهة الجنوبية للمكب، لوحظ أن بوابة الموقع قد أقفلت بسلاسل حديدية وبقفل كبير، وأن المكان خال تماماً من العمال أو من أية معدات أو آليات خلافاً لما كان عليه الوضع في الأيام السابقة، كذلك لوحظ إغلاق المكاتب الجاهزة العائدة للشركة المتعهدة عند مدخل الموقع.
وعلى الرغم من أن الورشة قد أنهت العمل في صب مساحة واسعة من أرضية المكان بالباطون، فإن مشهد ذلك لا يخفي أن قراراً ما قد اتخذته الشركة المتعهدة قضى بسحب الآليات والعمال وباتت منطقة العمل خالية تماماً، بينما أبقت البلدية على الطريق البحرية المؤدية الى المكب مقفلة بالحواجز الاسمنتية والعوائق دون معرفة السبب وما إذا كان ذلك بانتظار اتصالات تجرى قد تدفع الى تسوية وعودة الشركة المتعهدة الى العمل.
وإذا صحت التوقعات عن توقف العمل فسيكون ذلك نكسة للجمهور الصيداوي الذي يعاني منذ سنوات من كارثة بيئية حقيقية بالنظر الى وجود المكب والوعود المتلاحقة بمعالجة هذه الآفة. وكشف مطلعون على بواطن الأمور أن مسؤول الشركة المتعهدة أبلغ رئيس البلدية عبد الرحمن البزري النية في التوقف عن وقف العمل في المشروع لأن البلدية لم تف بتعهداتها المنصوص عليها في العقد الأساسي الموقع بينهما منذ أكثر من عامين ونصف (وهو عقد جرى برعاية الأمير الوليد بن طلال وحضوره، وقد تكفل بتمويل المشروع على نفقته بهبة تبلغ خمسة ملايين دولار أميركي). وتذرعت الشركة بمخالفات عدة للعقد الموقع ولا سيما التأخير واستمرار رمي النفايات في المكب، وهو ما يحمل الشركة خسارة مادية ومعنوية. لكن مصادر مطلعة ترى أن عدم الوفاء بالتعهدات هو متبادل بين الطرفين، وبعضها مالي وآخر سياسي، وتتداخل الأمور بعضها ببعض لكن المواطن الذي صبر على الوعود يبقى الضحية لما يسببه المكب من مخاطر على الصحة والبيئة وتلوث البحر.
وعلم أن البزري احتج لدى مسؤولين في مؤسسة الوليد بن طلال على تصرف رئيس الشركة المتعهدة مطالباً بتسوية والخروج من هذا «المأزق الكبير».