القاهرة الأخبار
أعلن رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري أن الحوار الجاري بينه وبين رئيس المجلس النيابي نبيه بري حقق تقدماً، مؤكداً الاستعداد لمد «أيدينا وأن ننظر في بعض التعديلات في الحكومة او بعض التعديلات في المحكمة»، وأمل التوصل الى حل قبل انعقاد القمة العربية.
كلام الحريري جاء بعد لقائه أمس الرئيس المصري حسني مبارك خلال زيارة قصيرة الى القاهرة رافقه فيها نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري والنائب باسم السبع. وأوضح الحريري إن «اللقاء تناول شؤون لبنان والمنطقة وزيارة نائب الرئيس السوري فاروق الشرع للقاهرة أول من أمس»، ناقلاً عن مبارك دعمه «للبنان وحكومة الرئيس فؤاد السنيورة ولكل اللبنانيين لحل الأزمة اللبنانية ولقيام المحكمة الدولية، وضرورة إنهاء الاعتصامات وخروج المعتصمين من الشارع ووقف الاحتقان ومنع الصدامات. وأن يجد اللبنانيون حلاً وأن يكونوا حذرين مما يحصل في لبنان».
واستبعد الحريري أن يؤثر اكتشاف الشبكة المتهمة في جريمة عين علق على المفاوضات الجارية بين فريقي 14 و8 آذار وقال: «نحن نفاوض على موضوع الحكومة لأن موضوع المحكمة ليس قابلاً للمقايضة، ولا أظن أن قوى 8 آذار لا تريد أن تعرف من قتل كل الشهداء الذين سقطوا في هذه الجرائم». معتبراً أن «معرفة مرتكبي جريمة عين علق أمر مفيد لهم وللشعب اللبناني وللأمن اللبناني، ويفترض ألّا يمثّل هذا الأمر حجر عثرة أمام المفاوضات».
ورداً على سؤال أكد «أننا في نهاية المطاف كلنا لبنانيون، ويجب أن نجد الحل، وكل قوى 14 آذار تريد أن يتم هذا الحل بأسرع وقت ممكن»، ورأى أنه «إذا كان كل واحد سيتشبث بموقفه ويقول انه لا يريد تقديم تنازلات، فالأزمة ستطول»، لافتاً الى «أننا مستعدون للمناقشة والانفتاح، وأن نمد أيدينا وأن ننظر في بعض التعديلات في الحكومة أو بعض التعديلات في المحكمة. المهم ان نعرف ما هي الملاحظات وما هو فحواها وما هو شكل الحكومة التي يريدونها. أما إذا بقوا هم أو بقينا نحن متشبثين برأينا فلن تحل الأزمة».
واشار الى أن «هناك مساعي مصرية وسعودية وإيرانية تهدف الى تهدئة الشارع اللبناني وحل الأزمة اللبنانية، وهناك وساطات عدة وضغوط تمارس على أطراف ودول، وخصوصاً سوريا لكي نجد حلاً»،.
ورداً على سؤال قال: «من جهتي سأستمر بلقاء الرئيس نبيه بري صباحاً ومساءً إذا لزم الأمر لحل الأزمة»، موضحاً أن الحوار الجاري بينه وبين الرئيس بري حقق تقدماً، ومعرباً عن أمله في أن يستمر هذا التقدم في الأيام المقبلة حتى التوصل الى حل نهائي للأزمة اللبنانية.
وقال: «بالنسبة إلي لبنان هو لبنان أولاً ويجب إيجاد حل (...) هناك بوادر حل وطروحات عدة نعرضها على الطرف الآخر، وهناك تجاوب من هذا الطرف»، معتبراً «أن مبادرة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى هي الأساس في ما نقوم به، وهناك أفكار عدة طرحت نسعى الى بلورة بعضها أو إضافة أو ابتكار أفكار أخرى تكون كلها مبنية على الأفكار التي وضعها السيد عمرو موسى».
ورفض الحريري الإفصاح عن الأمور التي ما زالت موضع خلاف، لكنه أشار الى «أمور كثيرة أصبحنا متفقين عليها. لكننا نفضل أن تكون المفاوضات سرية لكي نصل الى حل شامل بسلة واحدة».
وهل سيتم تأليف وفدين للمشاركة في القمة العربية أم سيكون هناك وفد واحد؟ أجاب الحريري: «لا يزال أمامنا وقت حتى 28 آذار، وإن شاء الله نجد الحلول. الرئيس فؤاد السنيورة رئيس وزراء شرعي ودستوري ويحظى بثقة مجلس النواب الذي يمثل الشعب اللبناني، ولذلك فهو سيشارك في القمة العربية في المملكة العربية السعودية، ورئيس الجمهورية وجهت اليه دعوة وسيذهب. مشكلتنا في الأزمة الداخلية اللبنانية وإن شاء الله نجد لها حلاً قبل انعقاد القمة».
وأكد أن «ليس هناك شيء في المحكمة يعرض النظام السوري للخطر الا اذا كان أحد ما في النظام السوري ارتكب الجريمة»، مشدداً على أن «المحكمة ليست سياسية، بل هي ستعاقب من قتل رفيق الحريري وبيار أمين الجميل وجبران تويني وسائر الشهداء».
وأوضحت مصادر مصرية وعربية لـ(الأخبار) أن زيارة الحريري للقاهرة تأتي في إطار المحاولات الكثيفة لحل الأزمة اللبنانية قبل القمة العربية .
وفيما لم يلتق الحريري موسى الذي كان قد اجتمع معه الأسبوع الماضي، أبلغ مدير مكتب موسى هشام يوسف (الأخبار) أن زيارة موسى إلى بيروت قبل القمة واردة متى تطلب الأمر ذلك.
وأكد يوسف أن موسى يواصل مشاوراته مع الأفرقاء اللبنانيين.
وعاد النائب الحريري الى بيروت واستقبل السفير الفرنسي برنار ايمييه.