تركّب ميرزا صورتها مازجةً بين صور للحرب اللّبنانية التي اختارتها من أرشيف المصوّر رمزي حيدر وبين صور لسيّاح التقطتها بكاميرتها الخاصة. عالمان في الصورة، وجهتا نظر. هنا دبّابة وامرأة تحاول الحصول على الماء في زمن الحرب، وفي الكادر ذاته شقراء ترفع شارة النصر. هذه وجهة نظر المشاهد. السائح، هو المشاهد المتأثّر بالصورة التي تصله. لكنك هنا، أنت أيضاً مشاهد.
في صورة أخرى، الوحيدة المأخوذة من عدوان تموز، تواجهك رندا ميرزا بنفسها في الكادر مع «ريموت كونترول» في يدها وفي الخلفية
تضعنا أمام خيار الحرب أو السياحة
بعيداً عن إشكاليّة الصورة، يطرح «العوالم المتوازية» فكرة «لبنانيّة» خالصة. تبيّن فيه الفنّانة الخطاب السياسي اللّبناني الذي يضعك أمام خيارين لا ثالث لهما: الحرب أو السياحة. تقول ميرزا: «لا نجد في الخطاب الموجّه إلينا خياراً ثالثاً. إمّا أنت تريد السياحة أو تريد الحرب. الصور المُمنتجة في عملي تحاول أن تظهر ما هو أكثر حقيقةً بالنسبة إليّ من الصورة التي لم تخضع للمونتاج. الصورة تحاول أن تبيّن أنّ ازدهار السياحة في البلد لا يقنعني باختفاء الحرب من الكادر. وما دمنا لم نحلّ مسألة إسرائيل على حدودنا، فالموضوع سيظل عالقاً، ولن نقتنع بأنّنا نعيش في سلام أبدي. سيبقى هاجس الحرب داخلنا».
حتى 6 تشرين الأول (أكتوبر) ــ وزارة السياحة، الحمرا، بيروت