عمان ــ «الأخبار»
الفيصل ضد «النماذج الجاهزة»: فلسطين تشهد أكبر انتهاكات لحقوق الإنسان في العالم

اختتم «منتدى المستقبل»، الذي التأم لمدة يومين بمشاركة الدول الثماني الصناعية الكبرى وعدد من الدول العربية والاسلامية والأوروبية، في منطقة الشونة على الشاطئ الغربي للبحر الميت في الأردن أمس، بالدعوة الى ايجاد حل للصراع العربي ــ الاسرائيلي كبادرة لتشجيع عملية الاصلاح في المنطقة، فضلاً عن التشديد على دعم استقرار لبنان وتنفيذ القرار الدولي الرقم 1701وشدَّد البيان الختامي للمنتدى على «تسوية عادلة وشاملة ومستمرة للصراع العربي ــ الإسرائيلي، مستندة الى عملية السلام في الشرق الأوسط وقرارات مجلس الامن 242 و338 ومبادرة السلام العربية».
وأعلن البيان التزام المشاركين خريطة الطريق و«أهمية تحقيق هدف إيجاد دولتين إسرائيلية وفلسطينية قابلة للحياة، ويعيشان بسلام وأمن الأمر الذي يمكن تحقيقه من خلال المفاوضات بين الجانبين»، مرحّباً «باتفاق إسرائيل والسلطة الفلسطينية على وقف إطلاق النار»، وداعياً الجانبين الى «إبراز التزامهم بالسلام من خلال اتخاذ إجراءات تشمل وقف إطلاق النار في مختلف أنحاء الضفة الغربية».
كما أعرب المشاركون عن قلقهم من الوضع المتفاقم في العراق، مؤكدين أهمية الحوار والمصالحة الوطنية لاستقرار أمن هذا البلد، فضلاً عن «أهمية دعم الإصلاحات النابعة من الداخل».
وشدَّد رئيس الوزراء الأردني معروف البخيت، على أن «إيجاد حل للقضية الفلسطينية هو مفتاح الحلّ لجميع قضايا المنطقة». وقال البخيت، في افتتاح أعمال المنتدى أمس: «التزامنا المضي قدماً في موضوع الإصلاح في هذه المنطقة لا يقبل الشك». ووصف المنطقة بأنها «مثقلة بتوترات وأزمات إقليمية متعددة»، معتبراً أن «استمرار هذه الأزمات من دون حلول سريعة وعادلة، من شأنه أن يلقي بظلاله على العديد من المبادرات والأولويات الطموحة لدولنا ولشعوبنا، وأن يبطئ وتيرة الجهود الإصلاحية».
ورأى رئيس الوزراء الأردني أن «ما تشهده المنطقة من أزمات في العراق ولبنان وغيرهما، بما فيها تنامي ظاهرة الإرهاب، ما هي إلا أعراض جانبية للقضية الفلسطينية».
ووجَّّه الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، على هامش فعاليات المنتدى «نداء الى كل الفصائل الفلسطينية ألا يفشلوا في إخراج حكومة الوحدة الوطنية الى الوجود».
ورفض وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل فرض «نماذج إصلاح جاهزة»، معتبراً أنها «قادت إلى حروب وصراعات»، في إشارة منه إلى العراق.
ورأى الفيصل أن «موقف الغرب حيال الصراع العربي ــ الإسرائيلي يؤثر في صدقيته»، مشيراً إلى أن فلسطين تشهد «أكبر انتهاكات لحقوق الإنسان في العالم». وقالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، خلال المنتدى، إن إدارة الرئيس جورج بوش كانت الأولى في طرح حل الدولتين، الفلسطينية والإسرائيلية.
وطالبت رايس مع ذلك بوجود «إرادة لإنشاء مؤسسات وأدوات» وصفتها بأنها ضرورية للإصلاح. وقالت: «نحن نريد أن نساعد وفق ظروف كل بلد. نفعل ذلك بتفّهم وبإرادة طيبة».
كما حضّت الوزيرة الأميركية الخرطوم على قبول نشر قوة «مشتركة» من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لحفظ السلام في إقليم دارفور.
وقال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط لـ «رويترز»، على هامش المنتدى أمس، إن العرب أبلغوا رايس «رسالة واضحة» بأن واشنطن «عليها مسؤولية كبيرة ويجب أن تبذل مزيداً من الجهد لحل تلك المشاكل وإنهاء التوترات». وأضاف أن «التنمية السياسية لا يمكن أن تأتي من فراغ. والتنمية الاقتصادية تعتمد على الاستقرار الذي لا يمكن أن يأتي إلا بتحقيق السلام».
وشدّد المفوض الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، على التزام الاتحاد الأوروبي دعم جهود إحلال السلام في الشرق الأوسط باعتبار ذلك أمراً اساسياً لإحلال الاستقرار في المنطقة.
وقال سولانا للصحافيين على هامش المنتدى، إن الاتحاد الاوروبي مهتم جداً بالوصول إلى تسوية سياسية في المنطقة تضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، التي تعيش الى جانب إسرائيل.
واتهم وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري رئيس هيئة علماء المسلمين حارث الضاري بأنه «يدعم علناً مجاهدي القاعدة لقتل العراقيين». وقال زيباري على هامش المنتدى: «اننا لسنا بحاجة له ولم نحاوره بسبب وجهات نظره المعروفة التي يريد من خلالها إسقاط الحكومة»، مشيراً الى أنه «من غير المسموح التحاور مع كل من يتبنى الإرهاب».