الدوحة | أين هو فيصل القاسم؟ لماذا لا يقدّم حلقة من «الاتجاه المعاكس» حول سوريا؟ علامات استفهام كثيرة ارتسمت مع غياب الإعلامي السوري عن شاشة «الجزيرة». لكن ها هي القناة القطرية تعيد القاسم إلى الشاشة عبر نافذة «العاشرة مساء» بدءاً من الأسبوع المقبل، قاطعة بذلك الطريق أمام ما أثير عن استقالة مقدم برنامج «الاتجاه المعاكس». في تصريح إلى «الأخبار»، نفى القاسم خبر استقالته، واصفاً ما يروج بأنّه لا يعدو كونه «طراطيش كلام». في المقابل، رأى أن استقالة غسان بن جدو تندرج في خانة «حرية الرأي، فلكلّ وجهة نظره من الأحداث، وله الحق بأن يدلي بموقفه».
ولم يستبعد القاسم أن يدلي بموقفه من الأحداث الجارية في سوريا قريباً، فيما تعالت بعض الأصوات تطالبه بالاستقالة. ونفت مصادر مسؤولة في «الجزيرة» ما تداولته الكثير من وسائل الإعلام بخصوص موجة استقالات أخرى امتدّت إلى عدد من الإعلاميين السوريين في الدرجة الأولى، على خلفية تغطية القناة للاحتجاجات الشعبية، وما أثير من جدل حول مهنية القناة، وتجاهلها للأحداث في البحرين، مقابل «تضخيمها» في سوريا. ومن الأسماء التي جرى تداولها مدير التحرير في القناة الإعلامي السوري حسن الشويكي، إذ تزامنت الضجة الإعلامية مع ترويج أخبار عن استقالته، لكنّ مصدراً مسؤولاً في «الجزيرة» قال لـ«الأخبار»: «الشويكي كان في إجازة قصيرة لا أكثر، ولا استقالات جديدة بخلاف الزميل غسان بن جدو».
إلى ذلك، علمت «الأخبار» أن فيصل القاسم وأحمد منصور وعلي الظفيري، مقدمي برامج «الاتجاه المعاكس» و«بلا حدود» و«في العمق» على التوالي، سيبدأون في الأول من أيار (مايو) تقديم «نافذة العاشرة مساء» التي استحدثتها «الجزيرة» لتحليل الأوضاع في الدول التي تشهد ثورات واحتجاجات شعبية من ليبيا واليمن وسوريا، إلى جانب تداعيات نجاح الثورتين التونسية والمصرية. مقابل ذلك، يقول سامي كليب لـ«الأخبار» إنّه يجهل مصير برنامجه «الملف» الذي توقف عرضه على «الجزيرة» منذ الثورة التونسية. وعن سر عدم اختياره لتقديم «نافذة العاشرة مساء» على غرار زملائه، أوضح: «علاقتي بـ«الجزيرة» ليست علاقة موظف بقناة. لدي شركة خاصة متعاقدة مع القناة، وأشرف على تقديم بعض البرامج فيها، بينها «الملف»». وعلّق كليب على استقالة زميله غسان بن جدو، قائلاً لـ«الأخبار»: «غسان إنسان وفيّ لمبادئه، وأعتقد أن أي قرار بالاستقالة أو البقاء يكون نابعاً من اقتناعه» مضيفاً «ولعل في استقالة الأخ غسان ما يؤكد أن كل الإعلام العربي اليوم يحتاج إلى إعادة نظر». وعن الانتقادات التي طاولت تغطية «الجزيرة» للثورات والاحتجاجات، قال: «لا شك في أنّ «الجزيرة» ساهمت في إسقاط نظامين ديكتاتوريين في مصر وتونس. أما في الدول الأخرى، فأنا أقرأ انتقادات كثيرة، خصوصاً أنّها غير قادرة على بلوغ أماكن الصراع في ليبيا وسوريا. مما يجعل الشاشة كأنها متحيزة لطرف ضد آخر». ولم يجد كليب حرجاً في التعليق على تصريحات زوجته الإعلامية لونا الشبل على قناة «دنيا» (راجع الكادر أدناه) قائلاً: «نحن عائلة ديموقراطية. ولونا لا تعبّر عن موقف من دون الاقتناع به. وحين تشاهد بلدها يحترق، فهي تدافع عنه بالطريقة المناسبة».
من جهة أخرى، قررت «الجزيرة» تخصيص ساعة يومياً لبث تقارير وثائقية تنتجها هي أو شركات خاصة في بداية فترة المساء الأولى على شاكلة «هذا المساء»، ومن بينها تقارير من بيروت أسندت مهمة الإشراف على إنتاجها إلى المذيعة في القناة سابقاً إلسي أبي عاصي التي اضطرت للعودة إلى بيروت منذ أشهر لأسباب عائلية. كذلك تقرر تخصيص نصف ساعة ضمن «نافذة العاشرة مساء» لتقديم تقارير من الدول التي تشهد ثورات واحتجاجات شعبية، تعالج الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية هناك. ومن شأن التغييرات الجديدة إعادة عدد من المذيعين والصحافيين إلى دوامهم اليومي طبيعياً، بعدما دفعتهم الثورات إلى «راحة إجبارية». وجاء ذلك بعد قرار المدير العام للقناة وضاح خنفر تجميد كل البرامج الحوارية منذ اندلاع الثورة التونسية في كانون الثاني (يناير) الماضي، وتخصيص تغطية كاملة للثورات الشعبية التي فرضت نفسها على الأحداث. وشمل القرار أيضاً الطاقم الإعلامي للنشرة الرياضية والأحوال الجوية، فيما اقتصرت النشرات الاقتصادية على الأخبار الخاصة بالدول التي تشهد ثورات شعبية. وتأتي الاستعانة بفيصل القاسم وأحمد منصور وعلي الظفيري لتقديم «نافذة العاشرة مساء»، حلّاً أخيراً لسلسلة بدائل كانت مقترحة، أبرزها إنشاء قناة جديدة خاصة بالبرامج الحوارية فقط.