ويكيليكس | رفع النائب والوزير السابق محمد بيضون شعاراً واضحاً منذ اللقاء الاول مع الاميركيين: شتم نبيه برّي أولاً. ما من حديث أميركي لبيضون لا يتضمن كلاماً مسيئاً عن رئيس مجلس النواب نبيه بري، بمناسبة أو من دون مناسبة، يرفقها بمعلومات وتحليلات عن حزب الله. الحقد البيضوني اللامحدود تفجّر في غرف السفارة الاميركية وأمام الدبلوماسيين، والزملاء «الشيعة المستقلين» منذ عام ٢٠٠٦. «برّي لن يتخلّى عن تحالفه مع حزب الله لأنه يخاف». «برّي لا يبالي إذا أدى الحوار الوطني الى نتيجة، فهو يريد فقط أن يظهر أنه يلعب دوراً وطنياً». «فؤاد السنيورة وسعد الحريري مخطئان بوضع ثقتهما ببرّي». «لماذا أوكل السنيورة مهمة توزيع التعويضات على السكان لبرّي؟»... خلا الحقد على برّي، لم يتردد بيضون بمدّ جيفري فيلتمان وميشيل سيسون بمعلومات «مسرّبة عن حزب الله». وفي اتصال مع أحد دبلوماسيي السفارة في آذار عام ٢٠٠٦ (06BEIRUT634) عبّر بيضون عن استياء يصل الى حدّ الاستسلام من «هيمنة حزب الله وحركة أمل على تمثيل المجتمع الشيعي». وقال «إن المقاتلين الشيعة خطفوا السياسة الشيعية منذ زمن، والنخبة الشيعية من مصرفيين ورجال أعمال ومثقفين تخلّت عن انتقاد القيادة».
«حزب الله مع شريكه الصغير أمل هما القيادة التي يجمع عليها الشيعة، لذا فإن تشكيل أي حزب ثالث يبدو صعباً في ظل افتقار للدعم البشري والمادي»، شرح بيضون. الوزير السابق أبلغ الدبلوماسي الأميركي أنه «سمع من مصادر» أن «حزب الله وأمل سيطلبان ضمانات للاحتفاظ بالسلاح لمدة ست سنوات مقابل التخلّي عن الرئيس إميل لحود».
في صيف ٢٠٠٧ (07BEIRUT977)، التقى بيضون بفيلتمان وأذهل الأخير باقتراح تقدّم به «من تلقاء نفسه»، إذ دعا بيضون «الحكومة الاميركية لفرض عقوبات مالية على كل من يعمل ضد الحكومة الحالية». «حظر السفر على الأفراد ليس كافياً، يجب أن تضربوهم في الاماكن التي توجعهم أي في جيوبهم»، أردف بيضون مفاجئاً فيلتمان، كما تقول البرقية.
وبعد تقديم النصح للأميركيين، انتقل بيضون الى نصيحة سعد الحريري، وقال لفيلتمان «على الحريري أن يكون ذكياً فيبيّن لسكان البقاع والجنوب أن الحكومة تخصص لهم المساعدات وتعوّض عليهم. هكذا يمكن تعبئة هؤلاء السكان بسهولة لدعم الحكومة».
وعن انتخاب رئيس جمهورية جديد، نبّه بيضون فيلتمان من أن «حزب الله ينوي منع النواب جسدياً من المشاركة في جلسة التصويت».
بيضون تابع مهمته بتحذير السفارة الاميركية مما يضمره حزب الله. وفي عشاء مشترك (08BEIRUT391) مع سيسون بحضور «شيعة مستقلين» ضمّ لقمان سليم، وحسن الحسيني (ابن رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني)، والسفير السابق خليل الخليل، ورجل الاعمال المصرفي يوسف الخليل، والمديرة السابقة في وزارة الشؤون الاجتماعية نعمة كنعان، تنبّأ بيضون بـ «حرب أهلية جديدة في لبنان لكن لا تشبه حرب ١٩٧٥، إذ لن تدور هذه المرة بين ميليشيات متناحرة بل بين منظمات ميليشياوية والدولة».