شهر واحد يفصلنا عن موعد صدور علب الدخان بهيئة جديدة تتضمن التّدوين على كل علبة من منتجات التبغ تحذيرات صحّية تغطي ٤٠٪ من مساحة العلبة من كل جهة. وينطبق ذلك على تغليف جميع المنتجات التبغية إن كانت تُنتَج محليّاً أو تُستورد من الخارج.ويُفترض أيضاً أن يبدأ سريان حظر تغليف منتج التبغ وتوسيمه بأي وسيلة كاذبة أو مضللة قد تعطي انطباعاً مثل «خفيفة» أو «خفيفة للغاية» أو «لطيفة».

جميع المعطيات تشير إلى أن 29 أيلول 2013 سيكون يوماً عادياً بالنسبة إلى شركات التبغ وإدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية، حيث يتوقع أن يصدر قرار عن وزيري المال والصحة بتأجيل سريان التحذير الصحي لفترة ستة أشهر إضافية، تحت ذريعة الظروف الاستثنائية. علماً بأن المرسوم التطبيقي الرقم 8991 الذي خضع لاستطلاع رأي مجلس شورى الدولة أربع مرات، آخرها في أيار عام 2012 لا يقبل التأويل لجهة سريان بعد مرور سنة على نشره في الجريدة الرسمية، أي في 4 تشرين الأول 2013.
ويفترض أن تتضمن لائحة التحذيرات الواجب تدوينها على عبوات منتجات التبغ نوعين من التحذيرات، الأول تحذير أساسي عام للربط المباشر بين التدخين والموت، مثل: «التدخين يقتل» و«التدخين يؤدي إلى أمراض خطرة ومميتة» وتدون إحدى العبارتين على الجهة الأمامية من العلبة. أما النوع الثاني من التحذيرات، فيتناول الأضرار الصحية والآثار السلبية التي يسببها التدخين مثل: «التدخين غير المباشر يؤذي الآخرين، يسبب شيخوخة الجلد، والمدخنون يموتون بسن مبكرة». وتدون هذه العبارات من الجهة الخلفية للعلبة وبطريقة تضمن وجودها المنتظم في السوق، على أن تُطبَع بطريقة لا يمكن إزالتها أو محوها أو إخفاؤها بأي وسيلة كانت. وفي ظل تأخر تطبيق المراسيم، يشهد السوق فلتاناً غير مسبوق لجهة الترويج لمنتجات تبغية.
في محيط شارع بشارة الخوري، حيث تزدهر محال بيع القهوة السريعة، تقف بنحو دوري فتيات قلن لـ«الأخبار» إنهن توظفن لدى شركة فيليب مورس لترويج منتج تبغي لماركة مالبورو أُطلقت عليه تسمية Marlboro Beyond.
تحمل الفتاة علب التدخين وتعرضها على الزبائن للبيع، وتستفيض في الشرح عن الميزة الجديدة لهذا المنتج؛ لكونه يحوي نكهة النعنع وغيرها من خلال كبسولة موضوعة داخل الفلتر. وفي حال اقتناع الزبون بشراء العلبة تبادر المندوبة إلى تعبأة استمارة عبر جهاز IPAD تفيد عن عمر الزبون وتاريخ بدئه التدخين، وأي ماركة يدخن، وغيرها من الأسئلة التي تسمح لشركات التبغ القيام بمسوح واسعة حول السوق التبغي واتجاهات المستهلكين.
ويشكل النشاط الترويجي لشركة فيليب مورس مخالفة فاضحة لقانون الحدّ من التدخين، الذي يحظر القيام بأي نشاط يمكن أن يُعَدّ بمثابة دعاية أو إعلان لمنتج تبغي. ورغم تبلغ برنامج الحد من التدخين بهذه المخالفة، لم يبادر أي من أفراد الضابطة العدلية، بما فيها مصلحة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، إلى تحرير مخالفة بحق شركة فيليب مورس، يمكن أن تصل قيمتها إلى حدود 30 مليون ليرة.
حال شركة التبغ اليابانية الدولية المسوقة لماركة Camel ليس أفضل، حيث قررت الشركة أن تحتفل بذكرى مرور مئة عام على تأسيسها، من خلال ملصق ترويجي وضع في نقاط البيع في عشرات المحال اللبنانية. ورغم توثيق مخالفة الشركة بالصورة، لم تبادر الضابطة العدلية إلى ملاحقتها.
وكانت «الأخبار» قد أشارت إلى أن محكمة بيروت مقصرة في إصدار أحكام تتعلق بمخالفات قانون التدخين، أو أنها تصدرها بغرامات مخففة، فتبين وفق إحصاء قلم المخالفات في قصر العدل أن القاضيين باسم تقي الدين وجورج عطية أصدرا مئات الأحكام بحق المخالفين بغرامة وصلت إلى 3 ملايين ليرة، الأمر الذي يعيد كرة إنفاذ القانون إلى الضابطة العدلية التي يفترض أن تتشدد في تطبيق القانون، وخصوصاً لجهة حظر الدعاية والإعلان.