خبر استقالة بيتر دورمان، رئيس الجامعة الأميركية، أكدته أمس إدارة الجامعة عبر رسالتين، الأولى رسالة من مجلس الأمناء، قال فيها إن الرئيس الخامس عشر للجامعة سيتنحّى عن رئاستها ليعود الى الأعمال الأكاديمية، والثانية رسالة دورمان الى أهل الجامعة، أعلن فيها أنه أبلغ مجلس الأمناء رغبته في التنحي، على أن يستمر في منصبه حتى يتمكن مجلس الأمناء من اختيار خلف له.
في الرسالة الأولى، لفت رئيس مجلس الأمناء فيليب س. خوري إلى أنه ينوي تعيين لجنة مهمّتها البحث عن خلف لدورمان، وسيستعان بخدمات شركة متخصّصة لمساعدته في مسعاه هذا. لن يترك دورمان الجامعة الأميركية فوراً، كما أنه لن يتركها كلياً، فبعد تمضيته سنة في الولايات المتحدة يتفرّغ فيها للبحوث الأكاديمية، سيعود للانضمام إلى الهيئة التعليمية في الجامعة، حيث سيتولّى تدريس مادة التاريخ وعلوم الآثار في كلية الفنون والعلوم.

كما أنه سيقوم بتدريس مادة علوم الآثار المصرية ويتابع بحوثه الأكاديمية في هذا المجال. وقد أعرب خوري في رسالته عن «تقديره العميق للرئيس دورمان على قيادته ونزاهته في الأعوام الستة الماضية. لقد استطاع، بفضل فهمه العميق وحبه الشديد لهذه المؤسسة وللشعب اللبناني، أن يحافظ على هدوئه وتبصّره وأسلوبه التشاوري في أوقات كانت عصيبة في الكثير من الأحيان». وأعلن خوري تنظيم حفل تكريم لدورمان، يعلن عنه في وقت لاحق.
«سقط دورمان»، إحدى العبارات التي كتبها الطلاب على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي، للتعبير عن سعادتهم برحيل رئيس الجامعة، الذين اعتبروه سابقاً غير مبال بمطالب الحراك الطلابي، وتعرض للكثير من الانتقادات بسبب كثرة الرسائل الإلكترونية التي أرسلها الى الطلاب طوال فترة الحراك الطلابي ضد زيادة الأقساط الجامعية وللمطالبة بالشفافية في إدارة الجامعة ومحاسبتها. وغالباً ما اتسمت رسائله الى الطلاب بالدبلوماسية التي لا توصل الى أي فكرة مفيدة أو حتى واضحة على حد تعبير أحد الطلاب الناشطين، كما ينقصها الشفافية، بحسب طالب آخر رأى أن دورمان بدا طوال الوقت يبذل كل جهده لوأد الحراك، لا لمحاورة الطلاب ومحاولة حل مشكلاتهم وهواجسهم ومطالبهم.


رحل دورمان
لكن الطلاب يقولون إن الخلل والفساد لم يرحلا عن الجامعة

يتذكر أحد الطلاب أن دورمان لم يكن في خلال الاجتماعات مستعداً للإجابة عن أي من الأسئلة الموجهة له من قبل الطلاب، وكان يحاول كسب الوقت عبر «الوعود» التي أعطاها في الفترة الأخيرة، قبل أن يخفت الحراك الطلابي، كما أنه لم يشرك الطلاب في آلية إعداد الموازنة واكتفى بإطلاعهم على النتائج النهائية في اليوم الأول من الامتحانات النهائية، لتنجح بذلك إدارة دورمان في لجم حراك الطلاب... إلا أن رئيس الجامعة المتنحي لم يكن يتوقع الارتدادات التي حصلت في الجامعة وخارجها على خلفية ملفات «الفساد» والشبهات التي أحاطت العديد من الأوضاع السابقة، (نشرت الأخبار ملخصات عن تقارير داخلية عدّة تتناول التنصت على أهل الجامعة ودعم المركز الطبي على حساب ميزانية الجامعة وأقساط طلابها والاختلالات الفاقعة في إدارة المخزون والمواد والعقود...)
رحل دورمان، لكن الطلاب يقولون إنهم يعرفون أن مكامن الخلل والفساد لم ترحل عن الجامعة الأميركية بعد، وهنا انقسمت الآراء بين من يعتبره مسؤولاً، وبين من يقول إنه كبش فداء كان لا بد من التضحية به. إلا أنهم اتفقوا على أن المتورطين في الفساد والتنصت وغيرها من المسائل لا يزالون داخل إدارة الجامعة الأميركية.




استراتيجية شاملة

قال رئيس مجلس الأمناء في الجامعة الأميركية في بيروت فيليب خوري إن الرئيس بيتر دورمان (الصورة) سعى إلى إيجاد سبل لمعالجة التحديات المالية التي تواجهها الجامعة، وبذل جهوداً حثيثة من أجل تحقيق أهدافنا الإنمائية، وقد ارتقى دورمان، خلال تسلمه رئاسة الجامعة، بمكانتها وساهم في جعلها أكثر بروزاً على الساحة العالمية، وفي عهده، أدت البحوث الأكاديمية دوراً أساسياً أتاح للجامعة الأميركية في بيروت أن تتفوق بأشواط على معايير الجامعات في الشرق الأوسط، وباتت تضاهي الكثير من الجامعات الأميركية في هذا المجال... وطبق رؤية المركز الطبي لعام 2020، وهي عبارة عن استراتيجية شاملة تساهم في تثبيت مكانة الجامعة الأميركية في بيروت التي تجعل منها المركز الطبي الأول في المنطقة.