القاهرة | أبطلت محكمة القضاء الإداري في القاهرة أمس قرار رئيس الحكومة المهندس إبراهيم محلب بوقف عرض فيلم "حلاوة روح" (كتابة علي الجندي وإخراج سامح عبد العزيز) بعد مرور 7 أشهر على قرار منع عرض الفيلم واستماع المحكمة لدفاع الحكومة عن القرار والإطلاع على المستندات التي قدمها المنتج محمد السبكي الذي حظي بدعم «جبهة الدفاع عن الإبداع» وعدد محدود من الفنانين.ورغم أنّه يمكن الطعن بالحكم الصادر عن محكمة القضاء الإداري في مجلس الدولة أمام المحكمة الإدارية العليا، إلا أنه لا يتوقع أن تطعن الحكومة في القرار لاعتبارات سياسية وتعهدها السابق بالالتزام بتطبيق أحكام القضاء.

المحكمة لم تجد في الفيلم أمراً «خادشاً للحياء»، بالإضافة إلى حصول المنتج على كافة الموافقات اللازمة لإجازة عرضه سينمائياً وعدم وجود تغييرات جذرية في الأحداث وهو القرار الذي جاء بعد 8 جلسات استمعت فيها المحكمة لدفاع السبكي وتبريرات الحكومة لقرار المنع.
الفائز الوحيد من انتصار القضاء لحرية الإبداع وعرض الفيلم هو بطلته هيفا وهبي (الصورة) التي تواجه انتقادات حادة ومتصاعدة في مصر خلال الفترة الماضية، فالحكم القضائي الصادر يعيد لها جزءاً من مكانتها التي تأثرت كثيراً خلال الأشهر الماضية.
الفيلم الذي عرض تحت لافتة «للكبار فقط» تعرض لهجوم وانتقادات عدة من الأزهر وهيئات حكومية عدة باتهامات باطلة مثل إقامة بطلته علاقة مع الطفل الذي يشارك في العمل. وتسبّب الأمر في استقالة رئيس هيئة الرقابة السابق أحمد عواض من منصبه احتجاجاً على تدخل رئيس الحكومة في اختصاصات عمله.
أنتج السبكي الفيلم بكلفة تجاوز 2.250 مليون دولار لكن الفيلم لم يحقق أكثر من 500 ألف دولار عند عرضه في الصالات، مما عدّ خسارةً فادحة للمنتج مع الأجر الكبير الذي نالته هيفا والدعاية المكثفة التي عرضت قبل وقف الفيلم، خصوصاً أن قرار رئيس الحكومة المصرية بوقف عرض الفيلم جاء بعد أقل من أسبوعين. وترافق ذلك مع قرار مماثل من مختلف الحكومات العربية باستثناء لبنان التي واصل عرض الفيلم بها.
ولا يبدو أنّ الفيلم سيخرج إلى الصالات قريباً رغم عدم وجود مانع قانوني لذلك لأسباب عدة أبرزها أن "حلاوة روح" أصبح في متناول الجميع سواء عبر مواقع قرصنة الأفلام على الانترنت أو المحطات السينمائية التي عرضته كاملاً ومراراً خلال الأشهر الماضية عقب تسريب نسخة عالية الجودة منه مصورة خلسة من أحد الصالات.
صحيح أن السبكي حاول وقف عرض الفيلم أكثر من مرة خلال الفترة الماضية، لكنه لم ينجح، فهل يحاول تعويض خسائره من بيع الفيلم للفضائيات أم سيغامر ويعيد طرحه في الصالات في أقرب في وقت؟