معارك ضارية تشهدها صحراء حمص الشرقية في محيط مدينة تدمر التاريخية. القوات السورية انشغلت، أمس، بتثبيت النقاط المسيطر عليها حديثاً، بهدف إتمام المرحلة الأولى من العملية العسكرية، لاستعادة السيطرة على مدينة تدمر. مسلحو تنظيم «داعش» الإرهابي حاولوا صد هجمات الجيش عن قرية المقسم، القريبة من مثلث تدمر، بأعداد كبيرة شاركت في منع تقدم الوحدات البرية للجيش السوري، ضمن عملية استعادة المدينة الأثرية. التقدم السوري توقف بعد فشل تمركز القوات في مدرسة السواقة التي تبعد عن حاجز المثلث 3 كلم غرباً، بحسب مصادر ميدانية.
محاولات الجيش السوري مستمرة، بحسب المصادر، للسيطرة على مدرسة السواقة رغم استماتة المسلحين لمنع سقوطها العسكري، باعتبارها نقطة حيوية تقطع الطريق بين حاجز المثلث وقرية المقسم التي يحاول عناصر الجيش دخولها. ضغوط المسلحين تتواصل لقطع الطريق بين مطار «T4» العسكري ومفرق الفرقلس، إذ حرّك التنظيم الإرهابي عناصر لنصب كمائن تستهدف السيارات العابرة على الطريق العام، حسب المصادر، التي أضافت: «التحضيرات للبدء بالعملية كلّفتنا الكثير من الوقت والجهد، ونحن نتأقلم سريعاً مع المفاجآت اليومية، والتأخير في تحقيق الهدف من العملية أمر محتمل بالنسبة إلينا، إذ إن تمركز القوات ضمن النقاط المتقدمة يتطلب وقتاً كافياً لضمان استئناف العملية».
في سياق آخر، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض ارتفاع قتلى تنظيم «داعش» إلى 166 مسلحاً، قُتلوا خلال الهجمات التي نفّذها عناصر التنظيم، خلال الأسبوع الفائت على المنطقة الممتدة من محيط جبل عبد العزيز في الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة الحسكة، مروراً بمنطقة عين عيسى في ريف الرقة، وصولاً إلى جسر قره قوزاق على نهر الفرات، بالقرب من بلدة صرين في الريف الجنوبي لمدينة عين العرب.
بدورها، اعتقلت «حركة أحرار الشام» 15 شخصاً، أول من أمس، في قرية النيرب في ريف إدلب، وذلك بتهمة الانتماء إلى تنظيم «داعش».
وفي محافظة السويداء، جنوب سوريا، استشهد 3 أشخاص جراء تفجير عبوتين ناسفتين في ريف المدينة الشمالي الشرقي، زرعهما عناصر من تنظيم «داعش» على طريق زراعي شرقي تل فارة قرب جنينة، بالتزامن مع مرور مدنيين في المنطقة، حسبما نقلت وكالة الأنباء السورية «سانا».
وفي حلب، سقطت قذيفة صاروخية على جامع عائشة في حي جمعية الزهراء، غرب المدينة، مصدرها نقاط التماس ضمن الحي، ما أسفر عن اندلاع حريق في الجامع. يأتي ذلك بالتزامن مع معارك متقطعة يشهدها محيط مبنى البحوث العلمية، بين الجيش والمسلحين.