صنعاء | تضبط القوات الأمنية بمساندة «اللجان الشعبية» بصورةٍ شبه يومية خلايا تابعة لحزب «الإصلاح» في العاصمة صنعاء، محبطةً مخططات ترمي إلى تفجير الوضع فيها، بالتزامن مع الحرب الإعلامية التي يخوضها الإعلام السعودي والترويج لصورة منافية للواقع عن صنعاء. باستثناء تلك الخلايا، لا أخطار تتهدد صنعاء. الوضع في العاصمة التي دخلتها «أنصار الله» قبل عامٍ من اليوم، تحت سيطرة الجيش و»اللجان الشعبية»، برغم كل بروباغندا التحالف والإعلام المقرب منه، الذي يشن منذ مدة حرباً إعلامية ترويجاً لـ «معركة صنعاء».
ويؤكد مصدر في «اللجان الشعبية» أن القوات الأمنية تمكنت من بداية العدوان من ضبط أكثر من 35 خلية، معظمها ضُبطت بحوزته كميات هائلة من الأسلحة والمتفجرات وبعضها متورط بقضايا الاغتيال التي شهدتها صنعاء في السنوات القليلة الماضية.
ولم يتوقف الأمر عند الخلايا التابعة لحزب «الإصلاح» التي بدأت تنشط أخيراً بدافعٍ سعودي، إذ قد جرى، بحسب المصدر، القبض على عشرات العناصر التي حاول الحزب إرسالها إلى العاصمة، على طريق صنعاء ـ عمران ومأرب ـ صنعاء كان آخرها قبل يومين. وكشف المتحدث باسم الجيش، العميد شرف لقمان، عن ضبط شحنة أسلحة تحتوي على كميات كبيرة من الصواريخ وقذائف الهاون وذخائر متنوعة في خط مأرب ـ الجوف كانت في طريقها إلى صنعاء.
لكن العمليات الأمنية الأخيرة في العاصمة جعلت «الإصلاح» يبدو مشلولاً وعاجزاً عن تفجير الوضع، وقد عبّر عن ذلك بمحاولته إثارة قضية خلاياه التي جرى ضبطها من منطلق «حقوقي»، في وقتٍ هو عاجز فيه عن فتح جبهة قتال في صنعاء.
من جهتها، لا ترى «أنصار الله» أن التحالف يسعى للوصول إلى صنعاء، وقد أكد مسؤولوها غير مرة أن الحديث عن «معركة صنعاء» لا يتعدى كونه من قبيل الحرب الإعلامية. ووفقاً لما يؤكده مصدر في المجلس السياسي التابع للحركة، إن الجيش و»اللجان الشعبية» في أتم الجاهزية لمواجهة أي مستجد يطرأ مستقبلاً، مشيراً إلى أن الوضع الذي يعيشه اليمن في ظلّ العدوان يحتم الجاهزية الأمنية والعسكرية في كل المحافظات، وهو ما ينطبق على العاصمة بدوره.
ويضيف المصدر أن خطوة انسحاب الجيش و»اللجان الشعبية» من محافظات الجنوب انعكس إيجاباً على جبهات الحدود، بتوغل الجيش و»اللجان» في العمق السعودي في جيزان ونجران، وكذلك على جبهات مأرب وتعز «حيث اقترب الحسم فيهما». ويوضح أنه جرت في تعز السيطرة على مناطق استراتيجية حيث طُرد عناصر «الإصلاح» و»القاعدة»، آخرها منطقة الضباب وحدائق الشهاب والمواقع المطلة على جامعة تعز. كذلك، جرى تأمين حي كلابة السكني، في وقت دبت فيه الخلافات بين المجموعات المسلحة التي تقاتل على الأرض في تعز وبين قوى الرياض، حيث تشعر تلك المجموعات بأن نظام آل سعود «أدار لها ظهره».
وكانت عملية الجيش و»اللجان الشعبية» التي حصدت 45 دبابة وآلية عسكرية في مأرب، بعد دخولها عبر الحدود بساعات قليلة، قد وُصفت بالضربة الاستباقية لأي سيناريو محتمل بالنسبة إلى صنعاء.
ويقلل عضو الهيئة الإعلامية في «أنصار الله» ومنسق «الإعلام الحربي»، صلاح العزي، من شأن التصريحات السعودية وقوى الرياض حول نية الهجوم على العاصمة، قائلاً إن «العدو السعودي يحاول التغطية على عجزه في جنوب اليمن ومواجهته الرفض المتنامي لوجوده في عدن وعجزه عن إيجاد موطئ قدم لهادي وحكومته في المحافظة الجنوبية». وأضاف العزي: «العدو السعودي يعرف صعوبة طبيعة المحافظات الشمالية الجغرافية حيث يمتاز الجيش واللجان الشعبية بقدرة عالية على القتال، فيما يعجز الطيران عن مساندة المجموعات المسلحة على الأرض»، مشيراً إلى أن الرياض تشعر بأنها في ورطة على حدودها وهو أمر يجعل حديثها عن صنعاء «استهلاك إعلامي لم يمنع الجاهزية العالية في صنعاء وما حولها».
وعن موقف الرياض من تقدم الجيش و»اللجان الشعبية» في نجران وجيزان ووصولهم على مشارف المدن، علاوة على السيطرة على مدينة الخوبة في جيزان واحتفاظهم بعشرات المواقع العسكرية السعودية، كشفت مصادر مطلعة عن تهديد سعودي لحزب «الإصلاح» بطرد مسؤوليه من الرياض وإيقاف وصول الأموال إليهم ومطالبتهم بإرسال عناصرهم لمواجهة الجيش و»اللجان» في نجران وجيزان. وكشفت صحيفة «صدى المسيرة» في عددها الأخير عن رسالة سعودية «شديدة اللهجة» موجهة لحزب «الإصلاح»، حملها رئيس الحكومة المستقيلة، خالد بحاح.
ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي يمني وصفته بـ «المطلع»، أن بحاح حمل رسالة تهديد من وزير دفاع العدو السعودي، محمد بن سلمان، موجهة لقيادات حزب «الإصلاح» يطالبهم بإرسال عناصرهم لمواجهة الجيش اليمني و»اللجان الشعبية» في نجران وجيزان.

هددت الرياض «الإصلاح» بطرد مسؤوليه من الرياض

كذلك، نقل بحاح لقيادات «الإصلاح» تهديدات بن سلمان بقطع رواتبهم وطردهم من الرياض، بسبب ما يعتقد أنه تقصير منهم في مواجهة الجيش و»اللجان». ولم تقتصر تهديدات بن سلمان التي نقلها بحاح لحزب «الإصلاح»، بحسب مصدر الصحيفة، على المشاركة في المواجهات على الحدود بل طالبهم بمزيد من «العمل التجسسي» بتحديد أماكن الصواريخ البالستية التي يمتلكها الجيش اليمني وفتح مزيد من الجبهات الداخلية، مشيراً إلى أن ما يقوم به حزب «الإصلاح» من تعاون «لا يتناسب مع الدعم المالي الذي يتلقاه الحزب».
ورأى سياسيون يمنيون أن رسالة بن سلمان لـ «الإصلاح»، تؤكد شعور الرياض بالورطة في الحدود وغضها الطرف عن أي محاولة باتجاه صنعاء، وخصوصاً أن دخول قوات الغزة إلى عدن دفع بالجيش و»اللجان الشعبية» إلى التوغل عشرات الكيلومترات في العمق السعودي.
ويبدو أن الطيران السعودي ـ الإماراتي عاجز عن دفع المجموعات المسلحة الموالية له للتقدم خطوة واحدة بعد آخر نقطة انسحب منها الجيش و»اللجان» في الجنوب، وهو بحسب منسق «الإعلام الحربي» يؤكد قدرة الجيش و»اللجان» على كسر أي محاولة سعودية باتجاه صنعاء. فعلى مدى أسابيع، عجزت المدرعات الإماراتية عن اقتحام «عقبة لودر» الجبلية في محافظة أبين الجنوبية، حيث تتمركز قوات الجيش و»اللجان» واستطاعت خلالها تدمير وإعطاب أكثر من خمسين دبابة وآلية عسكرية إماراتية ومقتل العشرات من المسلحين وإسقاط طائرة أباتشي سعودية كانت تساند تقدم المجموعات المسلحة، عقب يومين من إسقاط أخرى في جيزان.