سحب الرئيس نبيه بري فتيل تفجير حوار ساحة النجمة أمس بتأجيله الحوار إلى 26 الشهر الجاري، بعدما بدا واضحاً بقاء المتحاورين كل على موقفه، وعودة الخلاف على الأولويات بعدما اعتقد بري أن الأمر قد تم تجاوزه.
وما إن حدّد بري في الجلسة الصباحية برنامج العمل بطرح مواصفات الرئيس، حتى طلب النائب محمد رعد الكلام، «عطفاً على ما قيل في الجلسة الماضية عن المقاومة»، متوجّهاً إلى الرئيس فؤاد السنيورة: «أريد أن أقول لفؤاد السنيورة، إن موضوع المقاومة خط أحمر لأنها تدافع عن لبنان وتحميه». فردّ السنيورة: «كنا مع المقاومة ودعمناها حتى التحرير، ولكن المقاومة الآن تأخذ قرارات وتشارك في حروب إقليمية ودولية وتجاوزت حق التشاور والتعاون، ولم تعد تحارب إسرائيل فقط، إنما تقاتل في دول عربية، ولدينا تجربة في استعمال السلاح في الداخل». فردّ رعد: «عندما كان هناك رجل نستشيره، كنا نستشيره (قاصداً الرئيس الراحل رفيق الحريري)، وهناك اليوم أيضاً رجال نستشيرهم، لكن المشورة لها أهل».

رعد للسنيورة:
للمشورة أهل
وعندما كان هناك رجل كنا نستشيره




وتدخل الوزير بطرس حرب طالباً العودة إلى «مواصفات الرئيس»، فعلّق نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري بأنه «يجب أن يكون ممثلاً حقيقياً لطائفته، ملتزماً ثوابتها وخطها التاريخي وطموحاتها الوطنية، وأن يكون عازماً على إخراج لبنان من المحاور الإقليمية. وهو ضد إسرائيل وغير إسرائيل، وكل من يعتدي على لبنان». فيما أكد الرئيس نجيب ميقاتي أن «الرئيس يجب أن يطمئن الجميع». وكرّر الوزير سليمان فرنجية بأن «الرئيس يجب أن يكون عنده تمثيل فعلي في بيئته ومنفتحاً على الآخرين، ومن المسلمات أن يكون نزيه الكف ووطنياً».
وذكر النائب طلال أرسلان أن «الرئيس يجب أن يكون ذا حيثية، وألّا يكون ممسوكاً من الخارج بدعاوى تزوير». وسأل بري عن المقصود، فردّ السنيورة بأنه يقصد «(الرئيس) ميشال سليمان»، وقال لأرسلان إنها «صارت من الماضي»، فردّ أرسلان: «حتى لا تتكرر».
وقال النائب أسعد حردان إن «الرئيس يجب أن يحافظ على وحدة لبنان ويدعم الجيش والمقاومة، ويحرص على بناء أفضل العلاقات مع المحيط العربي». فيما طالب النائب الياس المر بأن «يكون الرئيس معنياً بمعالجة المشكلات الحياتية للمواطنين والمشاكل الأمنية وأزمة النفايات». وذكر الوزير ميشال فرعون بأن «الرئيس يجب أن يمثّل في طائفته تمثيلاً وازناً، ومدعوماً من قوى تعطيه الصفة التمثيلية»، مشيراً إلى أن «تجربة الدوحة لم تكن ناجحة. ومن الأفضل أن نصل لحلول من دون الذهاب إلى الخارج».
وقال السنيورة إن «الرئيس يجب أن يكون مقبولاً من بيئته ومن البيئات الأخرى». ورأى النائب سامي الجميّل أنه «لا أحد يستطيع أن يقول إنه لديه التمثيل الكامل للمسيحيين، فالمسيحيون منقسمون نصفين، لذلك يجب أن يكون هناك رئيس توافقي ودعم مسيحي له، وأن لا يكون جزءاً من محور». وكرّر فرنجية أنه «لا يمكن أن نقبل برئيس وسطي». واعتبر النائب إبراهيم كنعان أنه «يجب أن يكون للرئيس حيثية وازنة داخل بيئته، وهذه غير قابلة للتفاوض عندنا، الدستور لا نناقش فيه. الدستور يحترم. ونحن نعتبر أن احترامه يجعل من هذه الصفة ملزمة للجميع، وبالتالي لا نقاش بها، وهي ملزمة قانونياً ودستورياً». وأضاف أن «التجربة علمتنا أن التسويات التي تحصل سيئة. لدينا خيارات أن نعود للناس بالرئاسة، أو من خلال انتخابات نيابية وبعدها ننتخب رئيساً»، فاستوضحه حرب عمّا إذا كان «يحاول تغيير الدستور والتراتبية بانتخاب مجلس نواب قبل الرئيس». وردّ بري ممازحاً أوّلاً بأنه لم يكن يريد أن يضعه حرب في موقف المدافع عن كنعان، إنما «لم يقل كذلك، بل عرض خيارات». وذكّر بري بضرورة إنجاز سلة كاملة. وعقّب ميقاتي على كلام بري مطالباً بـ «السلة الكاملة: قانون انتخاب ورئيس جمهورية».
وأكد النائب وليد جنبلاط تأييده للنسبية، على أن «تحدد النسب في قانون الانتخاب، مختلط بين الأكثري والنسبي ويتحدد نسبة النسبية»، مشيراً إلى أنه «تم الحديث مع القوات والمستقبل حول الموضوع، لكننا لا نتفق معهم على تقسيم الدوائر، وهذا ليس قانوناً نستطيع السير به، وهناك انقسام إسلامي ـــ إسلامي».
«انقلاب» في الجلسة المسائية
ما إن بدأت الجلسة المسائية حتى خاض السنيورة والجميّل وحرب «انقلاباً» على ضرورة الوصول إلى اتفاق على سلة حلول متكاملة، مؤكّدين ضرورة حصر النقاش في موضوع رئاسة الجمهورية. فردّ برّي مذكّراً بأنه «أتينا لنتحدث بحل متكامل في ظل أزمة حكم، كما فعلنا في الدوحة... ولا يمكننا العودة إلى الوراء».
فتدخل فرنجية وفتح ملف تسوية التعيينات الأمنية، وقدّم مطالعة عن العميد شامل روكز، فاعترض كنعان وطلب الخروج من الجلسة، لأن «التيار لا يريد النقاش في هذا الملفّ، ولا الدخول في بازار»، وخرج لحين انتهاء النقاش. فما كان من السنيورة إلّا أن ذكّر بتقرير الهيئات الاقتصادية، الذي يشير إلى أن «وضع لبنان خطير اقتصادياً» وأنه «إذا نزلت مرتبة لبنان الائتمانية هناك تهديد كبير لكل المصارف». كلام السنيورة استدعى ردّاً من فرنجية وأرسلان، مؤكّدين أنه «لا يجوز أن يضغط علينا أحد بالملف الاقتصادي ليفرض ما يريد في السياسة»، فيما حمّل حردان «الفريق الذي يعرقل التسويات مسؤولية الخطر».
(الأخبار)