الحسكة | مكّن إنجاز الجيش السوري أمس، بعد التقاء قواته مع «قوات سورية الديمقراطية» المتمركزة في قرى ريف منبج، من فتح طريق بري بين الشريط الحدودي السوري التركي الممتد من محافظة الحسكة مروراً بتل أبيض وعين عيسى في ريف الرقة، وصولاً إلى عين العرب ومنبج، وربطها بالعاصمة دمشق عبر مدينة حلب، بعد حصار دام لأكثر من أربعة أعوام.
كذلك فإن هذا الربط بين مناطق سيطرة الطرفين سيؤدي إلى فك الحصار عن مدينة عفرين وريفها، وبالتالي يشكل مصلحة متبادلة بينهما قد تؤسّس لحركة اقتصادية نشطة، إضافة إلى سهولة تنقل المدنيين والطلاب من مناطق سيطرة الطرفين وإليها بسهولة، خاصة أن كليهما يملك مع الآخر خطوط تماس سابقاً في الحسكة وحلب، من دون حصول أيّ اشتباكات.

الطريق من العراق
بات سالكاً باتجاه حلب
ودمشق

يضاف إلى ذلك، فإن الطريق من العراق بات سالكاً باتجاه حلب ودمشق وباقي المحافظات، على الأقل أمام الشاحنات التجارية، التي تدخل يومياً الأراضي السورية عبر معبري سيمالكا وشنكال في ريف الحسكة الشمالي والشرقي، الخاضعين لسيطرة «الوحدات» الكردية. الناطق باسم «قوات سورية الديمقراطية»، طلال سلو، أكد في تصريح لـ«الأخبار» أنّ «وصول الجيش السوري إلى مناطق سيطرة مجلس منبج العسكري يعود بالإيجاب على المدنيين من ناحية حرية التنقل والحركة، ويفكّ الحصار الذي كان يفرضه تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية». وأضاف أنهم «سيسهّلون حركة تنقل المدنيين الذين تخلصوا من عمليات التشليح التي كانت تحصل لهم على أيدي ميليشيا قوات الاحتلال التركي في جرابلس وأعزاز». واستبعد سلو أن «يتم استخدام الطريق لغايات عسكرية بين الطرفين».
الطريق الذي تم افتتاحه، في حال اتفق الطرفان على الاستفادة منه، سيمكّن الحكومة السورية من إيصال كميات القمح المخزنة في مخازنها، والتي تزيد على 500 ألف طن، إلى المحافظات الداخلية، إضافة إلى الاستفادة من المشتقات النفطية في حقول رميلان والشدادي، والتي لا تزال تشهد وجوداً إدارياً لها، كما من الممكن تزويد الحسكة وبقية المناطق بالأدوية ومساعدة المنظمات الدولية برّاً، بعيداً عن تكاليف النقل الجوي الباهظة.