أقل ما يقال إن أمسيتين ناريتين تنتظران عشاق دوري أبطال أوروبا، اليوم وغداً، مع انطلاق ربع النهائي كما العادة في هذه البطولة الرائعة.ملاعب أوروبية مختلفة ستكون مسرحاً لمعارك محتدمة تحت شعار "قاتل أو مقتول" قبل خطوتين من بلوغ الحلم في كارديف، حيث المباراة النهائية.

وبعيداً عن التحليلات الفنية التي تسبق المباريات والتي ينتفي جزء كبير منها عندما تشتعل المنافسة في الميدان وتصبح الكلمة في الأقدام وتُصنع المستحيلات كما شهدت هذه النسخة حتى الآن، فإن من المهم التوقف هنا عند مسألة تميّز هذه البطولة وترتبط بالتحضيرات والحروب النفسية التي تشنها المعسكرات على بعضها البعض قبل انطلاق المباريات وتأخذ أشكالاً مختلفة تحت عنوان واحد وهو الدور الفعّال والمؤثّر للإعلام والذي أخذ بعداً أكبر مع منصات مواقع التواصل الاجتماعي التي تطلق منها الفرق وجماهيرها "الصواريخ" باتجاه المعسكر الآخر مع مؤازرة من صحف بلدان هذه الفرق والتي قد تصبح منحصرة بالمدن كما الحال فيما لو تواجه برشلونة وريال مدريد الإسبانيان مثلاً.

دور فعّال ومؤثّر لمواقع التواصل الاجتماعي في رفع منسوب الحماوة بين الفرق المتنافسة

بداية من الصحف التي تحاول بشتى الطرق رفع معنويات فرق بلدانها أو مدنها والتأثير على الخصم من خلال العناوين ذات الوقع الكبير كاستحضار نتيجة مباراة سابقة بين الطرفين أو حادث معيّن وقع فيها أو صورة تشعل الأجواء كما الحال مثلاً عندما نشرت صحيفة "ماركا" المدريدية صورة لطائرة تحمل شعار ريال مدريد وهي تطفئ النار المشتعلة في ملعب بايرن ميونيخ "أليانز أرينا" في نصف النهائي عام 2014 عندما فاز الملكي في أرض خصمه 4-0 إياباً بعدما كان رئيس البافاري كارل – هاينز رومينيغيه قد توعد بإحراق الريال في ملعب فريقه.
أما مع الانتشار المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي ودورها الفعّال والمؤثر، فإن "الحروب الإعلامية" باتت تُخاض بحضور "الأصيل" لا "الوكيل" أي الأندية نفسها من دون أن تنتظر الصحف لتنوب عنها.
هكذا فإن الأندية ولاعبيها وجماهيرها باتوا ينبرون لاستفزاز الخصم وتوعّده قبل المباراة بوابل من السخرية والتحدي، وهذا ما يرفع من منسوب المنافسة.
على سبيل المثال وعند إعلان وقوع يوفنتوس الإيطالي بمواجهة برشلونة، سارع نجم الأول الأرجنتيني باولو ديبالا إلى التغريد على صفحته في "تويتر" باللغة الإسبانية قاصداً الفريق الكاتالوني قائلاً: "حين تعتمد على زملائك لا يمكن أن تخاف أبداً، يوفنتوس قادم".
أما أول من أمس، فكان لافتاً إطلاق "اليوفي" حملة إعلامية على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "حان الوقت" وتتضمن شريط فيديو لبعض لاعبيه وهم يصبغون وجوههم كالمقاتلين بلوني فريقهم الأبيض والأسود استعداداً للموقعة أمام برشلونة.
من جهته، فإن بايرن ميونيخ قام قبل فترة باستفزاز الريال عبر "تويتر" عندما نشر الأخير صورة على حسابه لملعبه "سانتياغو برنابيو" والثلوج تتساقط عليه، فاستغلها البافاري بطريقة ساخرة وعرض مقطع فيديو لنجمه توماس مولر مرتدياً سروالاً في ملعب تدريبات الفريق الذي تملأه الثلوج مع علامة النصر، وبطبيعة الحال فإن الردود اشتعلت بين جمهوري الفريقين على الموقع.
ومن عناصر هذه الحرب أيضاً التصريحات المباشرة التي تتوعد الفريق الخصم أو تقلّل من شأنه ويؤدي فيها مسؤولو الفرق ولاعبوها الحاليون والسابقون الدور كما حصل مع الحارس التاريخي ليوفنتوس دينو زوف الذي اعتبر الأسبوع الماضي أن "ريمونتادا" برشلونة أمام باريس سان جيرمان الفرنسي "أمر شائع"، محذراً الفريق الكاتالوني من "اليوفي".
كذلك فإن الحرب النفسية تأخذ شكلاً آخر عندما تقوم الفرق بالإفصاح عن اهتمامها بضم أحد نجوم الفريق الخصم قبل مباراتهما في محاولة لتشتيت تركيز هذا اللاعب واستفزاز فريقه، وهذا ما حصل قبل فترة مع ديبالا وبرشلونة.
بالتأكيد، فإن لهذه الحرب الإعلامية – النفسية مفاعيل كبيرة خلال مباريات دوري الأبطال، أقل ما يقال فيها إنها تشعل فتيل المنافسة الحامية في الميدان.