رغم ما بدا أنه كشف إعلامي عن أن رئيس حكومة العدو الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قدّم خطة سياسية عام 2014، إلى إدارة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، تنصّ على ضم إسرائيل الكتل الاستيطانية في الضفة المحتلة مقابل حصول الفلسطينيين على أراضٍ في شمال سيناء متاخمة لقطاع غزة، لكن التدقيق في ما نُشر يبيّن أنه لا مطلب ضمّ الكتل جديد على الموقف الإسرائيلي، بل هو يحظى بإجماع يشمل التيارات السياسية كافة، ولا اقتراحات ضمّ مساحات من سيناء إلى غزة، جديدة، بل باتت هذه الطروحات مستهلكة في الوسطين السياسي والإعلامي الإسرائيلي.
نعم، ما قد يعَدّ كشفاً هو ما نقلته صحيفة «هآرتس» عن مسؤولين أميركيين سابقين، وفيه أن نتنياهو قدم طرحاً مُركباً من هذين البندين في التوقيت المذكور. وكشفوا أن نتنياهو ناقش مع أوباما هذا الموضوع في خريف 2014، وذلك بعد أشهر قليلة من انهيار مبادرة المفاوضات التي قادها وزير الخارجية السابق جون كيري. وقالت الصحيفة: «لقد بدأ ذلك بعد مدة قصيرة من عملية الجرف الصامد... وقال له في الواقع إن محادثات كيري انتهت بالفشل، وإنه جرت الآن حرب غزة، وعملية السلام عالقة. أنا أريد طرح فكرة مختلفة عليكم». وشرح المسؤولون أن نتنياهو قال لأوباما وكيري إنه يعتقد أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، قد يوافق على هذه الخطة. ولكن الفحص الذي أجرته واشنطن مع القاهرة أسفر عن رد سلبي على هذه الفكرة، وقد تبين أنه في قمة العقبة في كانون الثاني 2016، بمشاركة نتنياهو وكيري والسيسي والملك الأردني عبد الله الثاني، لم تطرح هذه الخطة.
ولعل مناسبة هذا الشرح أن الخطة التي عرضها نتنياهو تشبه ــ وفقاً للمسؤولين الأميركيين ــ في تفاصيلها ما جرى تفصيله في عدد من التقارير التي نشرت أخيراً عن خطة السلام التي تخطط لها إدارة ترامب، وقد قوبلت كل هذه التقارير بنفي حاد من البيت الأبيض، والأمر نفسه انسحب على مكتب نتنياهو الذي أكد أن «هذا الخبر غير صحيح».

صدّقت «الإدارة المدنية» أمس على 1200 وحدة استيطانية جديدة

لكن لفتت «هآرتس» إلى أن صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية ذكرت الشهر الماضي أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، عرض خطة مماثلة على رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، وطالبه بقبولها. وتقاطع ذلك أيضاً مع مقالة المعلق السياسي بن كسبيت، في موقع «المونيتور»، حينما ذكر أن الخطة الأميركية (الجديدة) تستند إلى تبادل للأراضي شمالي سيناء.
في المقابل، نفى مسؤول رفيع في إدارة ترامب للصحيفة الإسرائيلية المضمون، قائلاً إن هذه المنشورات غير صحيحة «ولا تمثل خطة السلام التي يعمل عليها فريق برئاسة صهر ترامب، جارد كوشنر». ووصف المسؤول التقارير بأنها «مزيج من التكهنات غير الصحيحة وهراء مطلق»، مضيفاً أن الخطة التي ستقدمها إدارة ترامب ستكون «جيدة للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء».
في غضون ذلك، صدّقت السلطات الإسرائيلية على بناء نحو 1200 وحدة استيطانية في الضفة، ووفق تقرير في «هآرتس» نشر أمس، وافقت «الإدارة المدنية»، التابعة لوزارة الأمن على بناء 200 منزل في مستوطنة «أورانيت» شمالي الضفة، وأكثر من 50 منزلاً في «بتزئيل» في غور الأردن (شرق الضفة). وصدّقت على بناء وحدات أخرى في «أرئيل» و«ألفي منشيه» شمالي الضفة وفي مستوطنات أخرى دون تحديد العدد فيها.
يأتي ذلك في وقت واصل فيه مستوطنون تجريف أراضٍ زراعية بالقرب من قريتي فرعتا وتِل، جنوب غرب نابلس، شمالي الضفة، لليوم الثاني على التوالي، وذلك لتوسعة بؤر استيطانية (مستوطنات صغيرة) بعد يومين على عملية قُتل فيها مستوطن قرب المكان. وأدى التجريف أمس إلى الاستيلاء على أربعة آلاف متر مربع، وذلك تحت حماية من الجيش الإسرائيلي.
(الأخبار)