للسنة الثانية على التوالي، تتعرض إدارة «الجامعة الأميركية في بيروت» للانتقادات بسبب قرارها منح شهادة دكتوراه فخرية إلى شخص لديه سجل في دعم إسرائيل علانية. بعد جايمس ولفنسون في السنة الماضية، قررت إدارة الجامعة منح شهادة دكتوراه فخرية إلى ثلاثة أشخاص هذا العام، من بينهم دونا شلالا، مواطنة أميركية، لبنانية الأصل، كانت وزيرة الصحة في عهد إدارة كلينتون وهي تتبوّأ حالياً منصب رئيسة جامعة ميامي. بصفتها رئيسة جامعة ميامي، واجهت شلالا خلال ولايتها فضيحتين بارزتين؛ ارتبطت الأولى بطريقة تعاطيها مع إضراب عمال الحراسة خلال الربع الأول من عام 2006. فقد انتُقِدَت شلالا بشدّة لأنّها تعيش حياة من الترف فيما حراس الجامعة يتلقون أجوراً لا تصل إلى الحد الأدنى، ولا يحصلون حتى على تأمين صحي.بيد أنّ علاقتها بالمؤسسات الموالية لإسرائيل، والكثير منها متورط في أبحاث وتطوير التكنولوجيا العسكرية التي استُعمِلَت ضد المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين، فضلاً عن دعمها القوي لإسرائيل، هما اللذان جذبا الاهتمام باعتبارهما مصدر قلق كبير بالنسبة إلى طلاب «الجامعة الأميركية في بيروت»، وهيئة التدريس فيها.
يُشار بشكلٍ خاص إلى أنّ شلالا شاركت في وفدٍ من رؤساء الجامعات الأميركية في إطار رحلة تمتد لأسبوع إلى إسرائيل في تموز/ يوليو 2010، وذلك تعبيراً عن معارضتها الدعوات إلى مقاطعة أكاديمية وثقافية للمؤسسات الإسرائيلية. وقد بقيت شلالا هناك لبضعة أيام إضافية لمرافقة مجموعة من كلية الطب في جامعة ميامي، التقت بأعضاء في هيئة التدريس في جامعة بار إيلان الإسرائيلية، وبالرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين آخرين.
لكن ولسخرية القدر، ورغم مساندتها لإسرائيل، تعرضت الأستاذة شلالا لاحتجاز «مذل» وتحقيق في مطار بن غوريون قبل عودتها إلى الولايات المتحدة، بسبب خلفية اسمها العربي.
بعد عودتها إلى الولايات المتحدة، قالت شلالا إنّها تعذر التعاطي التمييزي الفاقع معها، وصرّحت بأنّه «رغم تعرضي للإزعاج، فإنّ أمن إسرائيل وأمن المسافرين أهم بكثير. أنا أزور إسرائيل منذ سنوات، وأتوقع زيارتي لها مجدداً».
وفق موقع «الجامعة الأميركية في بيروت» الإلكتروني، يجري منح الدكتوراه الفخرية «استناداً إلى سجل أكاديمي متميز في حقل دراسي في العلوم أو الآداب، أو الإبداع الفني، أو القيادة، أو الخدمة الإنسانية، أو الاهتمام بالصالح العام، وكذلك بسبب التزام واضح بالقيم الإنسانية والتعليمية التي تمثل مهمة الجامعة الأميركية في بيروت».
لقد حاولت «الأخبار» الاتصال بإدارة الجامعة مرات عدّة، لاستيضاح الأسباب التي اعتمدت عليها لاختيار شلالا، رغم علاقاتها ومساندتها لإسرائيل، وأيضاً لمعرفة ما إذا كانت الجامعة سترد رسمياً على الرسالة المفتوحة التي وجّهها جزء من الطلاب وأفراد الهيئة التعليمية الذين انزعجوا من التكريم. لكن الجامعة لم تردّ علينا.
* كاتب في موقع «الأخبار» الإنكليزي