حذر أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، من أن الأوضاع في العالم العربي تنذر بـ«أوخم العواقب»، مهدّداً بترك الساحة للغير إذا لم يتمكن العرب من وقف الصراعات. وقال الشيخ حمد، خلال افتتاحه دورة الانعقاد العادي الـ 39 لمجلس الشورى، إن «الأوضاع التي طال عليها الأمد في عالمنا العربي تحمل في طياتها نذراً بتفاقم تلك الصراعات في المستقبل، بما يهدد الأمن العربي بأوخم العواقب». وأضاف «ما لم نتكاتف جميعاً للتوصل إلى حلول عادلة لها داخل البيت العربي، فإننا لن نملك إذا تفاقمت إلا أن نترك الساحة لغيرنا لنطالبهم بما عجزنا نحن عن تحقيقه».
وقال إن القضية الفلسطينية «تراوح مكانها، ولم تدع لنا الأحداث والتطورات التي مرت بها هذا العام، وآخرها مواصلة الاستيطان الإسرائيلي في القدس وغيرها من الأراضي المحتلة، وانهيار محادثات السلام تبعاً لذلك، أملاً في أن السلام العادل بات قريب المنال». وأضاف «إذا كانت إسرائيل ترى في القوة العسكرية دافعاً للتعنت والاستمرار بسياساتها العدوانية وابتلاعها الأراضي الفلسطينية وإنكارها الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، فإن حقائق التاريخ تؤكد أن الحروب والعدوان لم تفلح أبداً في فرض الحلول التي تؤدي إلى تحقيق السلام واستدامته».
ودعا أمير قطر الفلسطينيين إلى «تنحية خلافاتهم جانباً والتوصل إلى مصالحة حقيقية تدعم موقفهم وتوحّد رؤيتهم في هذا المنعطف التاريخي للقضية الفلسطينية».
وتحدث أمير قطر عن الوضع اللبناني، محذراً من أن «عوامل الفتنة والشقاق لا تزال تتربص بلبنان»، معلناً دعمه ومساندته «لهذا البلد الشقيق وتأييدنا لخطوات تنفيذ اتفاق الدوحة الذي حظي بدعم إقليمي ودولي، ترسّخ بالتزام وحرص جميع الأطراف اللبنانية على التقيد به». ودعا جميع القوى اللبنانية إلى «تفويت الفرصة على المتربصين بأمن لبنان وسلامته، واعتماد لغة الحوار البناء، وتغليب المصالح الوطنية العليا حرصاً على سلامة لبنان وأمنه واستقراره».
وإلى السودان، أشار أمير قطر إلى أن الوضع في هذا البلد «ينذر بتحديات كبيرة في ما يتعلق بالاستفتاء الخاص بتقرير مصير الجنوب، وهي تحديات تقتضي من جميع الأطراف المعنية التحلي بالحكمة وبعد النظر، وكلنا أمل في تحمل جميع الأطراف مسؤولياتهم في هذا الخصوص، وأن يجرى استفتاء الجنوب في جو من النزاهة والشفافية وفي ظروف مناسبة يتوافق عليها شريكا الحكم في السودان».
أما بالنسبة إلى العراق، فقد أعلن الشيخ حمد تأييده ودعمه «جميع الجهود الرامية إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوعه». ودعا مختلف القوى السياسية العراقية إلى أن «تعمل معاً للإسراع بتأليف الحكومة التي تكرس مبدأ المشاركة السياسية الفعالة والمتوازنة على النحو الذي يحفظ حقوق أبناء الشعب العراقي كافة، ويحقق تطلعاته الوطنية ويعزز وحدة البلاد وسيادتها واستقرارها».
وفي ما يتعلق بالأوضاع في اليمن، أكد الحرص على «استقرار اليمن ووحدته وسلامة أراضيه»، مطالباً جميع الأطراف «بتغليب المصلحة العامة للشعب اليمني والعمل معاً على استكمال مسيرة الإصلاح وتعزيز الوحدة الوطنية». ورأى أن وحدة اليمن واستقراره «أمر حيوي ليس لليمن فحسب، بل لمنطقتنا كذلك».
كذلك تطرق الشيخ حمد إلى الوضع الداخلي، وقال «رغم أن الوضع الاقتصادي العالمي يمر حالياً بمرحلة من عدم الاستقرار والتردد، إلا أن الاقتصاد القطري تمكّن من تجاوز ذلك والاستمرار في تحقيق الأهداف المرسومة له».
وأوضح أن معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2009 بلغ 18.5 في المئة، ما يجعل قطر من أسرع الاقتصادات نمواً في العالم، وقد قفزت في مقياس القدرة التنافسية العالمية من المرتبة 22 إلى السابعة عشرة».
وتابع إن «جهودنا في تنمية الدولة والمجتمع تعمل في إطار الرؤية الوطنية للدولة التي جرى إقرارها والاستراتيجيات اللازمة لتحقيق أهدافها فى تنسيق وتكامل بين كل قطاعات الدولة، وقد انتهينا من إعداد الاستراتيجية الشاملة للتنمية الوطنية للفترة 2011 ــ 2016».
(يو بي آي، أ ف ب، قنا)