الغلاف
انطلق خورخي ماريو بيدرو فارغاس يوسا (1936)، من فضاء اليسار، متحمساً للثورة الكوبية وما أطلقته من آمال بتحرّر بقيّة شعوب الجنوب من سطوة هيمنة الإمبراطوريّة الأميركيّة، فاعتبرها «نقطة تحوّل أيديولوجية في التاريخ» و«وعداً باشتراكية لا-طائفية تسمح بالانتقاد، والاختلاف، وحتى الانشقاق»، ورأى في إنجاز الزعيم الكوبيّ فيدل كاسترو «مغامرة بطولية، وسخيّة». الكاتب البيروفي الشهير وأحد أهم الروائيين الأحياء إن لم يكن أعظمهم على الإطلاق، ذاعت سمعته مع نشر «زمن البطل» (1963)، رواية مثيرة للجدل انتقد فيها سياسة الطغمة العسكريّة الحاكمة في بلاده، فمُنعت، وأحرق الجنود ألف نسخة منها وصلت إلى العاصمة ليما. واصل يوسا بعدها تسجيل هواجس المجتمع البيروفي بنفس يساريّ رغم أجوائه البرجوازيّة، فكتب «البيت الأخضر» (1968)، و«حديث في الكاتدرائيّة» (1975) التي كرّسته روائيّاً عالميّاً، ونجماً في سماء الحداثة الأدبيّة خلال السبعينيّات من القرن الماضي، رغم أنّ قوّته الأساسيّة – وفق النقّاد – تظلّ في مساحات النّقد الأدبي والمقال الصحافيّ.