واشنطن ــ محمد سعيددعمت لجنة المتابعة العربية، في بيان أصدرته مساء أمس، في ختام اجتماعها بمدينة سرت الليبية، الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اشتراطه وقف الاستيطان لاستئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل. وجاء في البيان، أن لجنة المتابعة «تدعم موقف الرئيس الفلسطيني الداعي إلى الوقف الكامل للنشاطات الاستيطانية شرطاً لاستئناف المفاوضات المباشرة». كذلك دعت اللجنة الولايات المتحدة إلى «الاستمرار في جهودها لتهيئة الظروف المناسبة لإعادة العملية السلمية إلى مسارها الصحيح وعلى رأسها وقف الاستيطان». وقرر المجتمعون اللقاء مجدداً «خلال شهر من تاريخه للنظر في البدائل التي طرحها أبو مازن، وتحديد الخطوات المطلوب اتخاذها في هذا الشأن إذا فشلت الجهود الرامية لإنقاذ المفاوضات».
وسبق صدور البيان، كشْف دبلوماسي عربي، رفض الكشف عن هويته، عن أن «لجنة المتابعة» ستعطي الإدارة الأميركية مهلة شهر إضافي لمحاولة إحياء المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، قبل دراسة البدائل. وقال الدبلوماسي إن مشروع القرار ينص على «إعطاء الإدارة الأميركية فرصة مدتها شهر لاستكمال اتصالاتها من أجل تمهيد الطريق لاستئناف المفاوضات وخاصة من خلال وقف الاستيطان الإسرائيلي».
وكان التشاؤم الفلسطيني من مصير المفاوضات مع إسرائيل قد انسحب على الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، بتأكيده أن «الظروف سلبية ولا تساعد» على المضيّ في المفاوضات المباشرة.
وقبيل اجتماع لجنة المتابعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، رأى موسى أنه إذا أوقفت المفاوضات المباشرة، فهناك بدائل كثيرة يمكن أن يُلجأ إليها، منها الذهاب إلى مجلس الأمن. وأضاف «نحن متفقون على هذا الأمر، لكن في الوقت الذي نحدده».
وأضاف موسى، في إشارة إلى مأزق المفاوضات المباشرة، «لا يستطيع العرب كما لا يستطيع أبو مازن أن يدخل في هذا المسار، لا لأنه غير مضمون فقط، بل أيضاً لأنه ضار».
وتأكيداً لرغبتها في السير في المفاوضات، استبقت الولايات المتحدة انعقاد الاجتماع بإطلاق سلسلة تصريحات لمسؤوليها، تؤكد ضرورة عدم اتخاذ جامعة الدول العربية موقفاً متصلباً تزامناً مع تسريع الإدارة الأميركية اتصالاتها مع الأطراف العربية.
وقال نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، مارك تونر، «إننا نريد من الجامعة أن تؤدي دوراً إيجابياً، وأن تواصل دعمها من أجل استمرار المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي»، مشيراً إلى أن السلام الشامل سيخدم مصالح الجميع في المنطقة.
وأوضح كلّ من تونر والناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس، أن المبعوث الأميركي الخاص لتسوية الصراع العربي – الإسرائيلي جورج ميتشل يواصل اتصالاته مع الفلسطينيين والإسرائيليين بشأن مواصلة المفاوضات المباشرة بينهما، بعدما جال على عدد من الدول العربية، بينها مصر، المغرب، تونس، الكويت وعمان.
بدورها، أجرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اتصالات هاتفية خلال الأسبوع الجاري مع عدد من نظرائها العرب، أبرزها، أول من أمس، برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. اتصال أوضح المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أنه لم يحمل «أي جديد سوى تأكيد الأميركيين أنهم مستمرون بجهودهم لتجميد الاستيطان، وأنهم مستمرون في المحاولة مع (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو حتى آخر لحظة».
وكان لافتاً إصدار الرئيس الأميركي باراك أوباما مذكرة رئاسية تقضي بتخفيف القيود المعتمدة حالياً، بغية تقديم الأموال المخصصة للسلطة الفلسطينية عشية انعقاد اللجنة العربية.
إلى ذلك، أنهت أجهزة الأمن الإسرائيلية تدريباً واسع النطاق يحاكي مواجهة عمليات تفجيرية من جانب حركة «حماس» وتظاهرات ينظّمها فلسطينيّو الـ 48 في أعقاب توقيع اتفاق بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية يشمل تبادل سكان بين الاثنين.
ويدل هذا التدريب الأمني على أن البرنامج السياسي المتطرف الذي يطرحه وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، بشأن «تبادل الأراضي والسكان»، بات على أجندة أجهزة الأمن الإسرائيلية.
ويحاكي التدريب أيضاً إقامة معسكر اعتقال عند مفترق الطرق «جولاني» على الطريق بين مدينتي الناصرة وطبرية، لزجّ معتقلين من العرب في إسرائيل، فضلاً عن حدوث مواجهات يقودها الأسرى الفلسطينيون داخل السجون الإسرائيلية وإطلاق صواريخ باتجاه هذه السجون. وتضمنت التدريبات محاكاة لمحاولات سيطرة «حماس» على الضفة الغربية على غرار ما حصل في غزة.