Strong>كلٌّ اختار سبيلاً لاستعادة الأرض؛ السلطة عبر مفاوضات لم تخرج سوى بمزيد من التنازلات على مدى 17 عاماً؛ والمقاومة بتصعيد الهجمات ضدّ كيان محتل لم يوقف اعتداءاته منذ 62 عاماًبعد ساعات على فضّ الجولة الأولى من قمة واشنطن، أعلنت حركات المقاومة توحيد عملها للردّ على «مفاوضات بيع فلسطين»، فيما واصلت سلطة رام الله حملة اعتقالاتها ضدّ عناصر «حماس»، ورجّحت احتمال تصاعد العمليات في المناطق الخاضعة للاحتلال.
وقال المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح المسلح لـ «حماس»، أبو عبيدة، خلال مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس، ضم 12 جناحاً عسكرياً في غزة، إنّ المقاومة دخلت مرحلة متقدّمة من العمل المشترك والتعاون والتنسيق الميداني على أعلى المستويات.
والأجنحة العسكرية هي: كتائب القسام، سرايا القدس، ألوية الناصر صلاح الدين، كتائب الناصر صلاح الدين، كتائب المجاهدين، حماة الأقصى، كتائب شهداء الأقصى وحدات الشهيد نبيل مسعود، كتائب أبو علي مصطفى، كتائب سيف الإسلام، كتائب الشهيد جهاد جبريل، قوات الصاعقة، وكتائب الأنصار.
وأعرب أبو عبيدة عن رفض المقاومة للمفاوضات المباشرة، قائلاً «لن نسمح بتمريرها وسيكون للمقاومة كلمة». وتابع أن النشطاء سيتحركون «للرد على مفاوضات بيع الأرض الفلسطينية». ولمّح الى احتمال تنفيذ عمليات استشهادية، قائلاً «جميع الخيارات مفتوحة».
لكن كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة «فتح»، نفت مشاركتها في الاجتماع، مشيرةً إلى أنه لا أحد يمثلها. وأكدت أنها لن تقبل أن تكون في «مهرجانات إعلامية هدفها تسويق البندقية وحرفها عن مسارها الصائب واللعب بكرامة المقاومة لتحقيق غايات ومصالح حزبية وفئوية ضيقة لا تحقّق سوى أهداف إقليمية على حساب الكلّ الفلسطيني».
وفي ثالث هجوم من نوعه في أقل من 72 ساعة، أعلنت كتائب القسام مسؤوليتها عن إطلاق نار لم يؤدِّ إلى إصابات، تجاه مستوطنين في محيط مستوطنة عوفرا قرب رام الله. وقال أبو عبيدة إن «هذه العمليات لن تكون الأخيرة بل هي شرارة لما هو آتٍ».
وكان مستوطن قد قدّم تقريراً ادعى فيه تعرضه لإطلاق نار بالقرب من مستوطنة عوفرا، لكنّ متحدثاً عسكريّاً إسرائيليّاً نفى حصول هذا الأمر.
من جهة ثانية، قالت مصادر فلسطينية لصحيفة «هآرتس» إن أجهزة أمن السلطة تحتجز فلسطينيّين اثنين تشتبه في أن لهما دوراً في عملية الخليل، وذلك في أعقاب تصريح الرئيس الفلسطيني محمود عباس من واشنطن أن أجهزة أمن السلطة تمكّنت من العثور على المركبة التي استُخدمت لتنفيذ العملية.
وأشارت المصادر إلى أنّ موجة الاعتقالات الحالية هي من أكبر الحملات التي تقوم بها أجهزة الأمن الفلسطينية. واتهمت «حماس» الأجهزة الأمنية في الضفة باعتقال ما يزيد على 600 شخص من أبرز قادة ونشطاء وأنصار الحركة.
في المقابل، قال المتحدث باسم أجهزة الأمن الفلسطينية، عدنان الضميري، لـ«يديعوت أحرونوت» إنّ السلطة واثقة بأن حركة «حماس» سوف تكثّف من عملياتها مع التقدم في المفاوضات. وأضاف إنّ نقطة الضعف هي في المناطق التي تقع تحت سيطرة الاحتلال (سي).
في هذه الأثناء، أكّدت مصادر فلسطينية أنّ قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية إسرائيلية نحو المناطق الفلسطينية بالضفة بحجة وجود إنذارات ساخنة باعتزام فصائل المقاومة تنفيذ عمليات.
إلى ذلك، تصاعدت الأعمال العدائية للمستوطنين ضدّ الفلسطينيين في الضفة، حيث استولى العشرات من مستوطنتَي «شيلو» و«عليه» على نحو 130 دونماً من أراضي الفلسطينيّين في منطقة المرجان جنوب قرية قريوت (جنوب نابلس)، وشرعوا بتجريفها وزراعتها بشتول الزيتون.
(الأخبار)