في الوقت الذي لم تتبلور فيه بعد الصورة النهائية للصفقة التي يُعمل عليها بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، تتهيّأ الحلبة الداخلية الإسرائيلية لمواجهة استحقاقات التسوية المرتقبة
مهدي السيّد
بعد صدور مواقف عن مسؤولين من حزب «العمل» الإسرائيلي تحذر من مغبة توقف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، وتلوّح بورقة الخروج من الائتلاف الحكومي، لفت أمس غياب زعيمة المعارضة، رئيسة حزب كديما، تسيبي ليفني، عن المشهد السياسي الإسرائيلي.
ولاحظ مراقبون في إسرائيل اختفاء ليفني عن الأنظار وامتناعها عن انتقاد نتنياهو في أوج الصخب الذي تشهده الساحة السياسية الإسرائيلية بشأن قضية استئناف البناء الاستيطاني. ورأت صحيفة «هآرتس» أمس أنّ «صوت رئيسة المعارضة لم يُسمع، لا أمس ولا في الأسابيع الماضية، في كل ما يتعلق باستئناف البناء في المستوطنات».
وأضافت الصحيفة أنّ «ليفني قررت النزول إلى العمل السري وعدم إطلاق تصريحات علنية في الموضوع».
ونقلت الصحيفة عن مقربين من ليفني قولهم إنّ الحديث يدور حول «قرار مبدئي» اتخذته وزيرة الخارجية السابقة ويقضي بدعم نتنياهو وتمكينه من اتخاذ قرارات دون توجيه انتقادات علنية له بكل ما يتعلق بدفع عملية السلام.
ليفني تختفي عن الأنظار كي لا تنتقد نتنياهو
وادّعى المقربون من ليفني أنّه «لا إمكانية لمعرفة التفاهمات في الغرف المغلقة بين نتنياهو والفلسطينيين حول استمرار البناء، ولذلك فإنّ أيّ انتقاد قد يلحق ضرراً بالمفاوضات».
لكن «هآرتس» رجحت أنّ ليفني لم تبلور حتى الآن موقفاً حيال موضوع استمرار تجميد البناء في المستوطنات، علماً أنّها في الماضي عارضته بشدة. لكن منذ بدء التجميد رأت أنّ أي دعوة لاستئناف البناء من شأنها المس بالقيادة الفلسطينية وبجمهور ناخبيها الذين وصفتهم الصحيفة بأنّهم يميلون إلى اليسار.
وفي غضون ذلك، نشر الوزير ميخائيل ايتان، من الجناح المعتدل في حزب الليكود، مقالاً على موقعه الالكتروني دعا فيه إلى تأليف حكومة وحدة وضم حزب كديما إليها. وقال إنّه «إذا كان نتنياهو لا يرغب في أن يكون متهماً بتفجر المحادثات، فسيضطر سريعاً إلى أن يضع على طاولة المفاوضات خريطة تضم حدود الدولة الفلسطينية». وعقب حزب كديما على دعوة إيتان بالقول إنّ الحزب «سينضم إلى الحكومة إذا كان نتنياهو جدياً في نياته للتوصل إلى اتفاق سلام كامل وإذا قام تحالف آخر (غير الحالي) الذي يمثل هذه النوايا ويدعمها».
وأضاف تعقيب كديما أنّ «الأيام الأخيرة تدل على عدم وجود سياسة واضحة في إسرائيل اليوم، بدلاً من ذلك هناك خلل في اتخاذ القرارات من جانب رئيس الحكومة الذي يورط إسرائيل بأفعاله».