h1>«هآرتس» تبشّر بإعلان استئناف المفاوضات خلال أيام... والاحتلال ينشر 23 بيتاً في مستوطنات الضفّةسارعت إسرائيل إلى رفض بيان اللجنة الرباعية لاستئناف المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين قبل صدوره، مصرّة على رفضها أيّ شروط مسبّقة، على أنها تنتظر بياناً أميركياً خاصاً بها، في وقت تُجمع فيه معظم المصادر الفلسطينية والإسرائيلية على حصول تقدم ينذر باستئناف المفاوضات خلال أيام
في وقت أشارت فيه مصادر فلسطينية وإسرائيلية إلى قرب استئناف المفاوضات المباشرة بين الطرفين، في انتظار بيان اللجنة الرباعية المتوقع صدوره هذا الأسبوع، رفضت إسرائيل مسبّقاً أيّ شرط يمكن أن تضعه هذه اللجنة لاستئناف المفاوضات المباشرة، وخصوصاً تجميد الاستيطان في الضفة الغربية. وقال مسؤول إسرائيلي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن «إسرائيل مستعدة لمفاوضات مباشرة فورية من دون أيّ شرط مسبّق».
وذكرت وسائل إعلامية أنّ بيان الرباعية «سيدعو إسرائيل إلى تمديد مهلة تجميد الاستيطان الجزئي في الضفة الغربية، التي تنتهي في 26 أيلول (المقبل)، لمدة عشرة أشهر، مع تحديد مهلة تراوح بين عام وعامين للتوصل إلى اتفاق على إقامة دولة فلسطينية بعد انسحاب إسرائيل إلى حدود عام 1967». إلا أنها أكّدت أن «إعلان الرباعية محاولة لإقناع الفلسطينيّين باستئناف المفاوضات من دون أن يفقدوا ماء الوجه، لكنه لن يلزم إسرائيل».
وفي السياق، قالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إنّ «إسرائيل ستنتظر دعوة تصوغها الولايات المتحدة وحدها بعبارات أكثر توازناً»، إذ إنها لن تقبل أيّ دعوة لاستئناف المفاوضات إلا من واشنطن، مشيرةً إلى أنه «قد يجري إطلاق المفاوضات المباشرة الأسبوع المقبل في واشنطن أو القاهرة».
ميتشل يحمّل السباعية الوزارية الإسرائيلية مسؤولية عرقلة استئناف المفاوضات، ويصفها بـ «العصابة»
وكانت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية قد أكدت أيضاً، نقلاً عن مسؤول في الإدارة الأميركية، قوله إنه «سيُعلن استئناف المفاوضات المباشرة خلال الأيام المقبلة»، مضيفاً «لا تزال هناك أمور عدّة ينبغي تسويتها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس ليتسنّى استئناف المحادثات».
في المقابل، دان كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، موقف الحكومة الإسرائيلية، وقال إن «إعلانها رفض بيان الرباعية قبل صدوره هو إمعان في رفض عملية سلام جادّة».
بدوره، قال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، محمد دحلان، إنّ «من المبكر وضع تواريخ لبدء المفاوضات المباشرة مع إسرائيل»، مشدّداً على «رفض الذهاب إلى المفاوضات من دون ضمانات دولية بوقف الاستيطان، ومن دون تحديد المرجعية السياسية».
وكانت الرئاسة الفلسطينية قد تحدثت عن تقدّم في المقترحات والأفكار للدخول في المفاوضات المباشرة، بعد لقاء جمع الرئيس محمود عباس ومساعد المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل، ديفيد هيل. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينه، إن «المشاورات الفلسطينية ـــــ الأميركية ستستمر، وهناك أفكار طرحت، ويوجد تقدم حتى هذه اللحظة»، مشيراً إلى أن الموقف الفلسطيني الرسمي سيصدر بعد صدور بيان الرباعية. إلا أنه رفض الكشف عن طبيعة الأفكار التي نوقشت.
وبحث عباس وهيل مضمون البيان الذي ستصدره اللجنة الرباعية. وقال مصدر رفض الكشف عن اسمه إن عباس «أبلغ هيل القرار الفلسطيني المبدئي»، فيما أملت جامعة الدول العربية أن تتبنى الرباعية الدولية، في اجتماعها المقبل، موقفاً مناسباً يساعد على إطلاق المفاوضات المباشرة.
ووسط الحديث عن تقدم، أشار عريقات إلى خرق إسرائيلي جديد، بعدما دان قرار الحكومة نشر 23 بيتاً جاهزاً في ثماني مستوطنات في الضفة الغربية، قائلاً إنه «في الوقت الذي تُبذل فيه جهود دولية وأميركية لإطلاق المفاوضات، وفي الوقت الذي يجري فيه تهيئة الظروف لهذ المفاوضات، تضع الحكومة الإسرائيلية المزيد من العراقيل من خلال البناء الاستيطاني في ثماني مستوطنات في الضفة الغربية».
وتزامن ذلك مع ما أعلنته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، التي قالت إن ميتشل «حمّل هيئة السباعية الوزارية مسؤولية عرقلة استئناف المفاوضات»، واصفاً إياها بـ «العصابة». وأشارت إلى أن ميتشل «يحاول بلورة وثيقة يوافق عليها نتنياهو وعباس، تسمح باستئناف المفاوضات. لكنّ الجانب الإسرائيلي يرفض التعهد أنه في نهاية فترة التجميد ستمتنع إسرائيل عن تنفيذ أعمال بناء استفزازية في الضفة».
من جهة أخرى، ذكر موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني أن إسرائيل ترى أنّ عباس «سيماطل حتى موعد انتهاء مدة تعليق الاستيطان نهاية الشهر المقبل، بهدف استدعاء ضغوط تمارسها الإدارة الأميركية على إسرائيل لتمديد تعليق الاستيطان».
وفي ردود الفعل المعارضة، أعلنت حركة «حماس»، في بيان مشترك صدر بعد اجتماع مع منظمات فلسطينية أخرى بينها حركة الجهاد الاسلامي في دمشق، أنه «في الوقت الذي تزداد فيه عزلة إسرائيل ويشتد الخناق على كيانها العنصري، يأتي الإصرار على المفاوضات المباشرة لتقديم طوق النجاة لفكّ العزلة عن هذا الكيان المجرم».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)