الصدر لن يغادر طهران... ولا أساس للقاءات دمشقإيلي شلهوب
نفت مصادر قيادية في التيار الصدري أن يكون السيد مقتدى الصدر ينوي مغادرة طهران والإقامة نهائياً في بيروت، موضحة أن «تهديد السيد بخطوة كهذه، يأتي كلما اشتدت عليه الضغوط الإيرانية. هي وسيلة للتخفيف من حدة هذه الضغوط». وأضافت «ليست المرة الأولى التي يحصل فيها ذلك، لكن لا تفكير جدياً في تنفيذ أمر كهذا».
وكشفت المصادر نفسها عن «تطورات ستظهر خلال الأيام المقبلة»، مشيرة إلى أن «الأجواء تشير إلى عودة أطراف الائتلاف الموحد للتوافق مع المالكي على قاعدة أن يحصل هو على رئاسة الوزراء، في مقابل أن يتولى الائتلاف كل المناصب الأخرى التي يحق للتحالف الوطني بها». وأضافت أن «الأميركيين عادوا يضغطون لمصلحة المالكي».
مصادر من شركاء السر في المفاوضات العراقية تؤكد أن «الأمور عادت لتصب لمصلحة المالكي»، مستغربة في الوقت نفسه الأحاديث عن مغادرة الصدر طهران «في الوقت الذي تمر علاقته بالإيرانيين في أفضل حالاتها. وهو يبدو واضحاً أنه مرتاح لها».
بدورها، تؤكد أوساط المالكي أن «الأمور تجري في هذا الاتجاه، لكننا نخاف أن نعلن عن ذلك. سبق وجرى التوقيع على اتفاقات وتم التبرؤ منها». لكنها توضح أن «ثمن هذا التقارب معاكس لما تقوله. كيف يمكن لائحة من 90 نائباً أن تكتفي برئاسة الحكومة؟ لا. وفق الاتفاق السابق، عُرض على بعض أطراف الائتلاف، التيار الصدري على وجه الخصوص، حصة أكبر من الحصة التي يستحقها. يوم تبرأ التيار من الاتفاق، انتهت صلاحية هذا العرض. الآن كل طرف يأخذ الحصة التي يستحقها بحسب عدد المقاعد النيابية التي حصل عليها».
وتضيف أوساط المالكي أن «الجديد في المفاوضات هو أن الكلام بات أكثر صراحة. على المكشوف، من دون مواربة ولا تورية. الأوراق كلها أصبحت على الطاولة. حصص ومحاصصات». وتوضح أن «هناك صراعاً بين أمرين: مجتمع يسعى ليعيش وطنيته كشعب عراقي. ومجموعات تسعى لتأكيد حضورها، إما على قاعدة أننا ظُلمنا لأننا شيعة ونريد حقوقنا، أو على قاعدة أن الشيعة يريدون كل شيء وبالتالي علينا كسنّة الحفاظ على المكتسبات»، مشيرة إلى أن «الصوت الطائفي يبدو أقوى». 
وتقول هذه المصادر إن «مشكلة (القائمة) العراقية أن مكوناتها لا تتفق على شيء. هناك تيار داخلها بدأ يسأل عن سبب التصويت لإياد علاوي ويتندمون لو أنهم صوتوا للائحة سنية صرف». وتضيف «هناك استياء لدى المجلس الأعلى من التيار الصدري الذي خطا خطوات متقدمة مع الكتلة العراقية من دون تنسيق مع المجلس». وتوضح أن «التيار الصدري بلغ به الأمر حد الموافقة على محمد علاوي، ابن عم إياد، رئيساً للوزراء. هذا أمر مضحك. أصلاً السنة لا يضمنون إياد، فهل سيوافقون على محمد؟»، مشيرة إلى أن «جماعة المجلس اتصلوا بدولة القانون وعرضوا الاتفاق معهم على قاعدة القبول بالمالكي في مقابل ضمانات. يقولون إن ما يفعلونه ليس تراجعاً عن موقفهم السابق بل إعادة قراءة للمشهد السياسي».
المصادر القيادية في التيار الصدري تؤكد «القبول بمحمد علاوي رئيساً للحكومة، لكن المشكلة أنه هو لم يقبل»، لكنها ترفض وصف «الوصول إلى مراحل متقدمة مع العراقية». وتضيف أن «المفاوضات مع العراقية كانت حاجة للتيار الصدري. كان الأميركيون يضغطون لإقصاء التيار عن المعادلة وكان المالكي يسير في هذا الأمر، فكان المطلوب أن يرفضه علاوي وهو ما حصل»، مشيرة إلى أن حديث أوساط المالكي عن تقارب المجلس الأعلى من المالكي «فيه شيء من الجدية والصراحة». وتتابع أن «المالكي عاد مطروحاً رئيساً للوزراء. موقفنا ليس محسوماً، لا رفضاً ولا قبولاً. الضغوط كثيرة ولا بديل منه».
وفي شأن الضغوط التي يتعرض لها الصدر في إيران، تؤكد أوساط المالكي أن «الإيرانيين يقولون له: إنك تعرّض مصالحنا الاستراتيجية للخطر. ماذا سيحصل لو نجح المشروع السعودي في العراق؟».
وبالنسبة للقاءات دمشق المزمع عقدها، تقول أوساط المالكي «لا شيء مبلوراً إلى الآن. يريدون أن يأتوا بحراك ما ضد المالكي في دمشق، لكن تحركهم هذا يواجه معوقات. لا يمكن أن ينجح». وتضيف أن «هناك مشكلة بين السوريين والسعوديين حول هذا الملف سببها الرياض، التي لا ترضى بالمالكي تحت أي ظرف وتتوعد بخربطة الأمور كلها في حال التجديد له. في المقابل، يقول السوريون للسعوديين ما يفيد بأنهم يتفقون معم حول المالكي لكنهم يضيفون أن هناك عجزاً عن الإتيان ببديل. يطلبون منهم محاولة التفاهم مع المالكي تحت عنوان: لنرَ ماذا يريد». وتتابع «حتى كوادر العراقية يعرفون جيداً أن مصلحتهم بالتحالف مع المالكي لأنهم في هذه الحال سيأخذون حصتهم كسنة كاملة. لكنهم في النهاية مرتبطون بالسعودية، التي ترعاهم سياسياً ومالياً وبالتالي لا يستطيعون مخالفة توجيهاتها».
مصادر قريبة من دمشق تؤكد أن «لا صحة مطلقاً لكل ما حكي ويحكى عن لقاءات دمشق. هذا موضوع لم يُطرح أصلاً لا من قريب ولا من بعيد».