حيفا ــ فراس خطيب لا تزال حملة التحريض ضد فلسطينيي الـ 48 مستمرة في إسرائيل، وتتجلّى واضحةً بالسعي المتواصل للكنيست لسنّ قوانين تهدف إلى التضييق عليهم، علاوةً على الممارسات المتواصلة لاستهداف قادتهم. وتجلّت آخر تلك الأحداث بحكم السجن الفعلي بحق رئيس الحركة الإسلامية ـــــ الجناح الشمالي الشيخ رائد صلاح لمدة خمسة أشهر، إضافة إلى حملة التحريض غير المنقطعة ضد النائبة عن «التجمّع الوطني الديموقراطي» في الكنيست حنين زعبي.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ فبعدما اكتفت المحكمة العليا بفرض عقوبة السجن الفعلي لمدة 30 شهراً فقط على شرطي إسرائيلي قتل الشاب الفلسطيني محمود غنايم من مدينة باقة الغربية في المثلَّث، طالب وزير الأمن الداخلي إسحق أهرونوفيتش والمفتش الأعلى للشرطة، بمنح المجرم العفو.
وكانت النائبة زعبي قد حذّرت في مقابلة مع صحيفة «غارديان» البريطانية، من اندلاع انتفاضة ثالثة إذا ما واصلت الدولة العبرية مضايقة المواطنين الفلسطينيين، والضغط على 1.2 مليون مواطن عربي من سكانها. وقالت زعبي إن «إسرائيل تلعب بالنار بعدما قبلنا بها كدولة ديموقراطية ليبرالية، ولكن نحن لسنا مجرد قضية داخلية بل محك الاختبار للمشكلة برمتها، وإذا لم تعترف إسرائيل بذلك، فإن الأوضاع ستتدهور باتجاه انتفاضة ثالثة».
ورفضت زعبي اتهام فلسطينيي الـ 48 بـ«دعم العنف»، مشيرة إلى أن إسرائيل «تريد منّا أن نخرق القانون لكننا لن نفعل، وأنا لم أخرق القانون حين شاركت في أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة». وكانت زعبي قد تعرضّت لتهديدات بالقتل ومضايقات في البرلمان، حيث نزع الكنيست ـــــ في خطوة غير مسبوقة ضد أي عضو كنيست منذ قيام دولة الاحتلال ـــــ الامتيازات البرلمانية عنها إثر مشاركتها في الأسطول. ورأت زعبي أنّ «المشروع الصهيوني هدف إلى تدجين فلسطينيي الـ 48، لكنّ نهج الجزرة والعصا فشل. والآن نرى أنّ إسرائيل مستعدة للتخلي عن جانبها الليبرالي للسيطرة علينا، ونحن كنا سلبيين مرة، لكننا أصبحنا الآن ناشطين بشأن هويتنا الوطنية».
من جهة ثانية، شكّكت زعبي في قدرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على التفاوض «للحصول من إسرائيل على أي دولة أكبر من سلطة محلية». وقالت «نحن لم نهاجر إلى إسرائيل، لكنّ إسرائيل هي التي هاجرت إلينا، ونحن السكان الأصليون لأرض يتم طردنا منها تدريجاً». ورأت النائبة أنّ إدانة مواطن فلسطيني، الأسبوع الماضي، بجرم الاغتصاب عن طريق الخداع بعد ممارسته الجنس بالتراضي مع امرأة يهودية، كانت تعتقد بأنه يهودي، هي «مثال على الهوس الجماعي والمتاجرة بالخوف والكراهية». في هذه الأثناء، شارك مئات الفلسطينيين من أنصار حركة «حماس» في اعتصام تضامني مع الشيخ صلاح، الذي امتثل لتنفيذ حكم صادر عن الجهاز القضائي الإسرائيلي لمدة خمسة أشهر. وتجمّع الفلسطينيون قرب بلدية خان يونس جنوب غزة، ورفعوا لافتات مندّدة باعتقال صلاح الذي وصفته بـ«شيخ الأقصى».
ولفت القيادي في حركة المقاومة الإسلامية، صلاح البردويل، إلى أنّ رائد صلاح «يدفع الضريبة اليوم بالسجن من جديد ظلماً وبهتاناً». وأضاف إنّ «الاعتداء الصهيوني على صلاح يأتي في سياق الحرب الصهيونية الشرسة لاستهداف كل من يدافع عن المقدسات».
ورأى البردويل أنّ الإجراءات الإسرائيلية التي تستهدف الإنسان الفلسطيني والمقدسات الفلسطينية «بمثابة جس لنبض العالم العربي والإسلامي ومدى جهوزية الشعوب للدفاع عن المسجد الأقصى».