غزة ـ قيس صفديأعلنت مصادر حقوقية وأصحاب أنفاق أن الحكومة المقالة التي تديرها حركة «حماس» أغلقت «أنفاق التهريب على الحدود الفلسطينية المصرية، جنوب قطاع غزة، لبضع ساعات، على خلفية ما تردد عن اختطاف إسرائيلي في سيناء المصرية». وأكدت أن ما يسمى «هيئة الأنفاق» التابعة لحكومة «حماس» طالبت أصحاب الأنفاق «بإغلاق عشرات الأنفاق قبل أن تعيد فتحها، بعدما تأكد عدم صحة خبر اختطاف السائح الإسرائيلي في سيناء».
في المقابل، نفت حكومة «حماس»، على لسان المتحدث باسم وزارة الداخلية إيهاب الغصين، إغلاق الأنفاق. وقال إن هذا «الحديث لا يعدو كونه مجرد شائعات»، مضيفاً أن «ظهور الأنفاق حالة استثنائية برزت مع الحصار الخانق وإغلاق المعابر، وجاءت لتوفير الاحتياجات الأساسية لأهالي قطاع غزة».
وتعهد الغصين بأن تغلق الحكومة هذه الأنفاق في حال رفع الحصار وفتح المعابر كلياً، وقال إنه «عند رفع الحصار وإعادة الفتح الدائم للمعابر، فإن الحكومة في حينه ستغلق بنفسها الأنفاق وستعدّها غير شرعية».
وأكدت مصادر في شرطة الاحتلال، أمس، أن الغالبية العظمى من السياح الإسرائيليين في سيناء عادوا أدراجهم في أعقاب تحذيرات مركز «مكافحة الإرهاب» الإسرائيلي.
وبحسب صحيفة «هآرتس»، أشارت الشرطة إلى أن عدد السياح الإسرائيليين في سيناء بلغ 550 شخصاً، غادر 430 منهم استجابة للتحذيرات.
وكان مركز مكافحة «الإرهاب» قد أطلق تحذيرات ودعا جميع السياح الإسرائيليين إلى مغادرة سيناء، خشية تعرضهم لاعتداءات كانت متوقعة. وقال إنه حصل على معلومات استخبارية وأمنية تؤكد وجود خطط لخطف سائح إسرائيلي في سيناء ونقله بعد ذلك إلى قطاع غزة عبر الأنفاق.
ورغم التحذيرات المتواصلة التي يطلقها المركز، سجلت سلطات الاحتلال ارتفاعاً كبيراً في عدد السياح الإسرائيليين الذين زاروا سيناء خلال العام الماضي، بنسبة ارتفاع نحو 36 في المئة.
ويرى المحلل السياسي في صحيفة «يديعوت أحرونوت» رون بن يشاي أن القضية «لا تحتاج إلى خبير في شؤون الاستخبارات لفهم نية التنظيمات المعادية لإسرائيل خطف إسرائيليين أو القيام بعملية تخريبية في سيناء، خلال ساعات أو أيام معدودة، وخصوصاً أن الهدف هو المستجمّين الإسرائيليين». وقال إن «أكثر من 20 منظمة إرهابية تعمل في سيناء، وإن الكثير منها مرتبط بالجهاد العالمي والقاعدة، وأُخرى ذات مستوى محلي تعمل في أمور التهريب». وأشار إلى أن «الهدف الأساسي لتلك المجموعات هو التسبّب للسلطات المصرية بالعجز وبأضرار اقتصادية كبيرة، وخصوصاً للسياحة»، موضحاً أن «تلك التنظيمات تحاول القيام، بكل قوتها، بعملية كبيرة يكون ضحاياها من السياح الغربيين، وخصوصاً من إسرائيل».
ورأى بن يشاي أنه «إلى جانب عمليات المهربين، تضاف مصلحة قوية وجوهرية من جانب حزب الله وحماس لخطف إسرائيليين، حيث إن حزب الله يبذل جهوداً كبيرة منذ عامين للانتقام بعد مقتل قائده العسكري عماد مغنية، بينما حماس من ناحيتها تفقد الأمل بنجاح فرض شروطها على إسرائيل في صفقة (الجندي الإسرائيلي المخطوف جلعاد) شاليط».
وتعدّ منطقة شبه جزيرة سيناء، بحسب بن يشاي، «حلبة مُثلى لحزب الله وحماس، وخصوصاً أنها موقع استجمام مفضل كثيراً عند الإسرائيليين، إضافة إلى أن الكثير من السكان البدو مستعدون للتعاون مع تلك الخلايا مقابل مبالغ مالية».
ويعتقد بن يشاي أن «هناك سبباً إضافياً يجعل من سيناء المنطقة المفضّلة للقيام بالأعمال الإرهابية، وهو رغبة حزب الله وحماس في القيام بعمليات انتقامية، لكي لا يكون الردّ الإسرائيلي مضرّاً بالسكان الموجودين تحت سيطرتهم». وقال إن «حزب الله لا يريد أن يتهمه اللبنانيون بإشعال المنطقة، الذي من الممكن أن يسبّب تدميراً كبيراً للدولة، وكذلك حماس التي لا تريد تكرار سيناريو آخر لعملية الرصاص المصهور.