بيروت ــ محمد سعيدخاص بالموقع - دعا المؤتمر القومي العربي، في ختام دورته الحادية والعشرين في بيروت، إلى ضرورة دعم المشروع النهضوي العربي، باعتباره دليلاً على نضالاتها الراهنة والمستقبلية، وطريقها نحو المستقبل، ومنطلقاً للتفاعل الإيجابي مع مشروعات الجوار الإقليمي.
وأدان المؤتمر في بيانه الختامي الذي جاء في 16 صفحة، وتناول كل قضايا الوطن العربي الرئيسية، ما سمّاه «صمت وعجز النظام الرسمي العربي عن الذود والدفاع عن القدس وكل فلسطين». كما أدان «تواطؤ النظام الرسمي العربي مع العملية السياسية» والسلطة التي تمثلها في العراق، التي اتهمها بأنها «رأس حربة الاحتلال الأميركي للعراق».
وقال البيان إن المخططات الصهيو ــ أميركية التقسيمية التي تستهدف مصر والسودان ومصالحهما الاستراتيجية في مياه النيل وغيرها، تفرض على المؤتمر القومي أن يعمل على مواجهة هذه الأخطار. وأن يمارس دوره كمرجعية قومية، وأن يدفع الشعب العربي إلى الوعي بخطر الصمت على هذه النظُم العربية التي باتت منعزلة عن طموحات وحاجات شعوبها.
وأكد المؤتمر «استحالة الوصول إلى سلام عادل مع الكيان الصهيوني، ليس فقط من منطلق تمسّكه بالحقيقة المؤكدة التي ترى أن الصراع مع هذا الكيان هو صراع من أجل الوجود وليس صراعاً حول الحدود، ولكن أيضاً من منطلق إدراكه أن السلام، كما أكد العديد من قادة العدو، ليس خياراً إسرائيلياً».
ورأى المؤتمر «أن وجود الكيان الصهيوني وأمنه وتوسعه هو هدفه الاستراتيجي ومشروعه الأساس».
وجدد المؤتمر تأكيد التزامه بشمولية الصراع ضد الكيان الصهيوني والتزامه بخيار المقاومة وتحرير فلسطين وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم، وتحرير كل الأراضي العربية المحتلة، على أنها الخيار العربي الوحيد لمواجهة المشروع الصهيوني وإسقاطه».
وكان المؤتمر قد افتتح دورته الحادية والعشرين يوم السادس عشر من الشهر الجاري بكلمة من رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، الدكتور سليم الحص، دعا فيها إلى تفعيل التعاون العربي المشترك في إطار اتحاد أو وحدة.
وطالب الحص في كلمته، التي ألقاها نيابة عنه، الوزير اللبناني السابق عصام نعمان، بردم الهوّات التي تباعد بين الشعوب العربية على المستويات التربوية والمعيشية والتنموية.
كذلك ألقى الأمين العام لمؤتمر الأحزاب العربية، عبد العزيز السيد، كلمة باسم مؤتمر الأحزاب العربية وجّه فيها التحيّة إلى آلاف الأسرى الفلسطينيين، بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني. ونوّه بإلغاء الأردن وسوريا رسوم العبور بينهما، داعياً إلى اتباع هذه الخطوة بأخرى لإلغاء الجوازات.
من جهته، رأى المنسّق العام للمؤتمر القومي الإسلامي، منير شفيق، أن تراجع النفوذ الأميركي على المستويين الدولي والإقليمي ناجم عن فشل الولايات المتحدة في إقامة نظام عالمي أحادي القطبية، وفي احتلالها للعراق وأفغانستان.
وجرى خلال جلسة الافتتاح تقديم ملخّص عن تقرير «حال الأمة» السنوي الذي أعدّه «مركز دراسات الوحدة العربية» ويتألف من 12 قسماً يتوزع عليها الإطاران الدولي والإقليمي وقضايا النظام العربي والصراع العربي الإسرائيلي والدراسات القطرية، فضلاً عن تطور الاقتصادات العربية.
وفي ما يتعلق بتطورات المشهد الفلسطيني، تطرّق التقرير إلى التفاعلات الإسرائيلية الفلسطينية واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية والتصعيد ضد القدس والأقصى، مشدداً على ضرورة إنجاز المصالحات للتخفيف من حدة الاحتقان على الساحة الفلسطينية.
وتناول التقرير أداء الاقتصادات العربية، مفصّلاً تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية العالميّة على الاقتصادات العربية، ومحلّلاً مؤشرات النمو والتضخم في البلدان العربية باعتبارها من أهم المؤشرات الدالّة على حالة الاقتصاد.
وناقش أعضاء المؤتمر المشروع النهضوي العربي الذي عرض ملخّصاً له رئيس وحدة صنع القرار في مركز دراسات الوحدة العربية، منذر سليمان.
وأكد المجتمعون أن المشروع النهضوي الذي تتطلّع إليه الأمّة اليوم يستوعب كل الأهداف والمطالب التي حملتها أجيال عربية عدّة في العهد الحديث والمعاصر وناضلت من أجل إنجازها.
من جهةٍ ثانية، انتخب المؤتمر يوم السبت الماضي عبد القادر غوقة أميناً عاماً جديداً خلفاً لخير الدين حسيب الذي قدم استقالته لأسباب شخصية. وكان حسيب قد انتخب أميناً عاماً في الدورة السابقة لمدة ثلاث سنوات، فيما كان غوقة نائباً له.