خاص بالموقع - حذّر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومساعدات الطوارئ جون هولمز، من «نشوء جيل كامل في قطاع غزة يتغذّى من اليأس، بسبب سياسة إسرائيل وممارساتها تجاه القطاع». وقال لصحيفة «هآرتس» إن «إسرائيل موجودة ضمن خطر إنشاء جيل كامل يتغذّى من اليأس»، مشيراًَ إلى أنه هو شخصياً ينهي مهمّاته «بشعور من اليأس».وشدد هولمز على أنه «يصعب عليه فهم غاية هذا العقاب الجماعي»، في إشارة إلى الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ سنوات، وأشار إلى أنه «ربما فقدت حماس قسماً من شعبيتها، لكنها تحكم في غزة بيد قوية، ووضع السكان المدنيين وحده فقط الذي بقي خطيراً». وأضاف إنّ «الأنفاق مستمرة في العمل طوال الوقت، وتؤدّي إلى ازدهار اقتصاد التهريب، وحماس هي التي تربح من اقتصاد العصابات هذا. والمتضرّرون هم القوى الإيجابية في المجتمع المدني التي ما زالت موجودة في غزة».
ورأى هولمز أن هذا الوضع «لا يتلاءم مع مصلحة إسرائيل»، وشدّد على أن «غزة ليست عشاً للإرهاب، ومعظم الناس هناك هم أشخاص يريدون أن يعيشوا حياة طبيعية، وهم يتضرّرون من الوضع».
وعن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بأنه ليس هناك أزمة إنسانية في غزة، قال هولمز «حقاً، لا جوعى هناك، والمواد الغذائية تصل عبر المعابر، وبالأساس عبر الأنفاق، لكن المشكلة هي أن 80 في المئة من سكان غزة متعلقون بالمواد الغذائية التي يحصلون عليها من منظمات الإغاثة». ولفت إلى أن «إسرائيل دمرت المصالح التجارية الخاصة في القطاع».
وتابع هولمز أنه «باستثناء أولئك الذين يتلقّون رواتب من حكومة حماس، أو من السلطة الفلسطينية، فإنه ليس هناك دخل للمواطنين، وهم يعيشون على التبرّعات». وفي ردّه على سؤال عن الجدار الفولاذي، الذي تبنيه مصر عند حدودها مع قطاع غزة، قال هولمز إنه «إذا أغلقت مصر الحدود إغلاقاً مطلقاً، فإنّ كمية البضائع التي تسمح إسرائيل بدخولها إلى غزة ستكون غير كافية بكل تأكيد، والمشكلة هي أن معظم الطرق، التي من شأنها أن تقود إلى تغيّر الوضع، مغلقة».
وشدد هولمز على «عدم وجود علاقة بين مصير الجندي الإسرائيلي في القطاع جلعاد شاليط ومصير سكان القطاع الفلسطينيين، البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة»، إلا أنه رأى أنه «من الجائز أن يؤدي إطلاق سراحه إلى تخفيف معيّن للوضع في القطاع».
وأضاف «للأسف الشديد، يبدو أن المفاوضات بشأن صفقة شاليط قد وصلت إلى طريق مسدود، كما أن محادثات المصالحة بين حماس وفتح عالقة. وهكذا فإنه يصعب رؤية تحسّن للوضع في الأفق». وأكّد أنه «حذّر المسؤولين في إسرائيل من عواقب الوضع الحاصل في قطاع غزة، لكنّ الرد جاء أنه قبل أي شيء (تحرير) شاليط، وثانياً نحن لا نريد أي شيء يمكن أن تربح حماس منه، وثالثاً نحن لا نعتزم المس بالسكان المدنيين في غزة».
وأضاف المسؤول الأممي إنّ «في غزة والضفة مشكلة إنسانية كبيرة، لأن السكان يعيشون في هذا المكان منذ عشرات السنوات في ظل خطر متواصل، يتمثّل بإخلائهم بسبب المستوطنات غير الشرعية، وفقاً للقانون الدولي». وأشار في هذا السياق إلى «العشائر البدوية التي تقطن في المنطقة C الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة بموجب اتفاق أوسلو، وبالكاد يتمكّنون من مواصلة العيش». وقال إن «الأعمال (الاستيطانية) الميدانية مستمرة خلافاً لاتجاه تسوية تستند إلى دولتين للشعبين، التي نرغب جميعاً في تحقيقها».
وخلص هولمز إلى «أنني أشعر باليأس عندما أرى وأسمع ما يجري هنا، ويجدر بإسرائيل أن تدرك أنها لا تسير في الاتجاه الصحيح، وعليها أن تبدأ بالنظر إلى الأمد البعيد، وليس فقط إلى كيفية إدارتها للأمور في الشهور الستة المقبلة».
(يو بي آي)