إسرائيل لا تتوقّع اهتماماً أميركيّاً هذا العام... وباراك يخشى اليمينعلي حيدر
أعلنت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أمس، موافقتها على إجراء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل برعاية الولايات المتحدة.
وقال أمين سر المنظمة ياسر عبد ربه، عقب اجتماع اللجنة التنفيذية للمنظمة، «نريد أن نعطي فرصة محددة بفترة زمنية مدتها أربعة أشهر ومحددة المضمون، للجهود الأميركية»، مضيفاً «إننا نريد أن تبدأ المفاوضات حول حدود الدولة الفلسطينية حتى الرابع من حزيران عام 1967، وما يتصل بقضية الحدود من الجانب الأمني». وأوضح أن «القيادة تؤكد ضرورة الوقف الكامل للاستيطان في القدس وعموم الأراضي الفلسطينية، ووقف مصادرة الأراضي وهدم المنازل والاعتداءات ضد شعبنا، مطلباً أساسيّاًَ لمفاوضات مباشرة».
وأشار عبد ربه إلى أن «اجتماع القيادة الفلسطينية اتخذ قرار المشاركة في المفاوضات بصعوبة بسبب وجود معارضة وتحفظات من فصائل وأعضاء في تنفيذية المنظمة»، مؤكداً «أننا نحمّل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية تعطيل أي مفاوضات أو فشلها».
وفي السياق، اقترحت حركة «فتح» تأليف «لجنة وطنية عليا مهمتها الرئيسية متابعة المفاوضات متابعةً حثيثة».
في هذا الوقت، كشفت صحيفة «هآرتس» عن «تقرير سري» أعدّه مركز الأبحاث السياسية في وزارة الخارجية الإسرائيلية، يرى أن إدارة الرئيس باراك أوباما «لن تولي عملية السلام اهتماماً كبيراً خلال السنة المقبلة، وستفضّل الاستعداد لانتخابات الكونغرس»، مضيفاً إن «إدراك الإدارة للمشاكل السياسية التي تواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، دفعها إلى الاكتفاء بتحريك العملية السياسية من خلال مفاوضات غير مباشرة، بدلاً من الضغط للتوصل إلى حلول نهائية». وأشار إلى أن «اهتمام الإدارة الأميركية بالعملية السياسية سيكون محدوداً، على أن يكون الاهتمام بها محصوراً بطاقم ميتشل»، في إشارة إلى المبعوث الرئاسي إلى منطقة الشرق الأوسط جورج ميتشل.
واتهم التقرير، الذي قُدّم إلى وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، الولايات المتحدة بـ«تبني مواقف أقرب» إلى السلطة الفلسطينية منها إلى إسرائيل. ولمّح إلى إمكان أن تكون الإدارة قد «تحولت من السعي الجاد لحل الأزمة القائمة إلى الاكتفاء بإدارة الأزمة عبر التقدم التدريجي في المفاوضات فقط». ورأى أن إدارة أوباما ستسوّق إجراء المفاوضات على أنه إنجاز لها في أوساط الرأي العام الأميركي والعالمي.
وعزا التقرير هذا التحول الأميركي إلى «دعم الحزبين الديموقراطي والجمهوري لإسرائيل». وفسر قبول السلطة إجراء مفاوضات تقاربية بأنه يعود إلى «رغبتها في الحفاظ على العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة». وأضاف «إنهم يقدّرون أن لديهم في المرحلة الحالية دعما دولياً لمواقفهم، وتحديداً خطة (رئيس الوزراء سلام) فياض، وفي حال فشل المفاوضات، سيحظون بهامش مناورة قد يسمح ببناء المؤسسات وتجنيد الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية من دون تسوية مع إسرائيل».
ونقلت «هآرتس» عن مصدر أميركي رفيع المستوى قوله إن «الإدارة الأميركية لم تقدّم ضمانات مكتوبة إلى إسرائيل أو السلطة الفلسطينية، وقالت إن هدفنا هو الوصول إلى دولتين لشعبين».
وكان ميتشل قد التقى نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك مساء أول من أمس، ورأى أن إسرائيل «ستوافق في نهاية المطاف على أن تخلي معظم المستوطنات»، إلا أن باراك أعرب عن خشيته من أن «يحاول شركاء رئيس الوزراء من معسكر اليمين صده خلال المفاوضات».
وفيما قالت صحيفة «معاريف» إنّ «من المتوقع أن يعلن ميتشل بدء المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية»، لفتت «هآرتس» أيضاً إلى أن الإدارة الأميركية «معنية بإعلان استئناف المفاوضات قبل وصول نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل اليوم». وتوقعت أن تطالب السلطة، التي سيلتقي رئيسها عباس ميتشل اليوم، «بتقييد المحادثات غير المباشرة بفترة أربعة أشهر».
وكان عباس قد أعلن أول من أمس أن «عملية السلام في وضع حرج للغاية بسبب الاستيطان الذي يجب أن يتوقف، ومحاولات تغيير الوضع الجغرافي والديموغرافي في الأراضي الفلسطينية، والاحتلال الذي يجب أن ينتهي إلى غير رجعة لكي يعم السلام ربوع هذه الأرض المباركة». ورأى أن القرار الإسرائيلي بضم الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، ومسجد بلال بن ربـاح في مدينة بيت لحم وأسوار القدس إلى التراث اليهودي «ينذر بعواقب وخيمة».
وأكد عباس أن «لا دولة من دون القدس ولا سلام من دون القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين الحرة المستقلة».